قال تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} (38)
وقال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (39)
أي: ما بَقِيَتْ السموات والأرض.
ومثل: وَبَاتَ وَبَاتَتْ لَهُ لَيْلَةٌ. (40)
ومثل: بَاتَ بالْقَوْمِ. أي: نزل بهم.
ومثل: ظَلَّ الْيَوْمُ. أى: دام ظِلُّهُ.
ومثل: أَضْحَيْنَا. أي: دَخَلنْاَ في الضُّحَى. (41)
الوجه الثالث ـ أن يجعل فيها ضمير الشأن والحديث.
وهو الوجه الذي يضمر فيها اسمها وهو ضمير الشأن والحديث، فتقع الجمل بعدها أخبارًا عنها، أي: تكون الجملة خبرها.
مثل: كان زيد قائم.
أي: كان الشأن والحديث زيد قائم.
قال الشاعر:
إذا مت كان الناس نصفان شامت = وآخر مثن بالذي كنت أصنع
أي: كان الشأن والحديث الناس نصفان. (42)
الوجه الرابع ـ أن تكون زائدة غير عاملة.
وقد تأتي زائدة لا عمل لها، ولا تحتاج إلى الاسم ولا إلى الخبر.
قال الشاعر:
سراة بني أبي بكر تسامى = على كان المسومة العراب (43)
أي: على المسومة.
وقال آخر:
فكيف إذا مررت بدار قوم = وجيران لنا كانوا كرام (44)
أي: جيران كرام.
الوجه الخامس ـ أن تكون بمعنى صار.
وفي هذا الوجه تأتي بمعنى صار.
مثل: قال الله ـ تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}. (45) أي: صار.
وقوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ}. (46) أي: صار.
وعلى هذا حمل بعضهم قوله تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً}. (47) بمعنى: صار.
وقال الشاعر:
بتيهاء قفر والمطي كأنها = قطا الحزن قد كانت فراخًا بيوضها
أي: صارت فراخا بيوضها. (48)
ثانياً - كان وأخواتها من حيث التصريف:
تنقسم هذه الأفعال في التصَرُّف ثلاثة أقسامٍ:
أـ مالا يَتَصَرَّفُ.
وهو: ليس (49)، ودام. (50)
ب ـ ما يتصرف تصرفاً ناقصاً.
وهو (زال) وأخواتُهَا، فإنها لا يستعمل منها أمر، ولا مصدر.
أما (دام) (51) فأنهم أثبتوا لها مضارعاً.
ولابن عقيل: أن ما لا يتصرف منها هو: دام، وليس، وما كان النفي أو شبهه شرطاً فيه، وهو: زال وأخواتها، ولا يستعمل منه أمر، ولا مصدر. (52)
ج ـ ما يتصرف تصرفا تامَّا.
وهو الباقي من هذه الأفعال. مثل: كان يكون، وصار يصير، وأصبح يصبح، وأمسى يمسي.
والأفعال المتصرفة من هذه الأفعال منها ما يأتي تصريفه للمضارع. ومنها ما يأتي للأمر، والمصدر، واسم الفاعل.
فالمضارع: مثل قوله تعالى: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً}. (53)
والأمر: مثل قوله تعالى: {قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً}. (54)
والمصدر: مثل قول الشاعر:
ببذل وحلم ساد في قومه الفتى = وكونك إياه عليك يسير (55)
واسم الفاعل مثل:
وَمَا كُلُّ مَنْ يُبْدِى البْشَاشَةَ كَائِناً ... أَخَاكَ. . . . . . . (56)
ومثل: قول الشاعر:
قَضَى اللّهُ يا أَسماءُ أَن لَسْتُ زائِلاً أُحِبُّكِ حتى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ (57)
ثالثاً ـ كان وأخواتها من حيث اللزوم والتعدي
كل فعل تام (أي: غير ناقص، أي: ليس من الأفعال الناسخة كان وأخواتها أو كاد وأخواتها) له فاعل، فعندما نقول (جاء محمد) نجد أن الفاعل هنا هو (محمد)؛ لأنه هو الذي قام بالمجيء، وفي هذه الجملة نجد الفعل قد اكتفى بالفاعل، دون الحاجة إلى مفعول به أو أكثر، وفي هذه الحالة يسمى الفعل لازمًا، أي: لزم فاعله واكتفى به ولم يتعداه لنصب مفعول به أو أكثر، أما إذا لم يكتفِ بالفاعل وتعداه فنصب مفعولاًَ به أو أكثر سمي الفعل متعديا، وقد يتعدى الفعل إلى مفعول واحد أو اثنين أو ثلاثة مفاعيل.
وبذلك فإن الأفعال الناقصة لا تنقسم إلى أفعال لازمة وأخرى متعدية.
رابعاً ـ كان وأخواتها من حيث شرو ط عملها:
¥