تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

باعتبار كل من البدل وعطف النسق التابعين كالمنادى المستقل؛ فتقول: "يا عبد الله وسعيدٌ "، لأنك لو جعلته منادًى لقلت:"يا سعيدُ" بالضم. لقد وقعتَ أخي العزيز في تناقض كبير في قولك السابق، ولم أكن أتوقع ذلك من شخصك الكريم .. فكيف تجعل التابع كالمنادى المستقل، ثم ترفعه؟ آلمنادى المفرد يرفع أم يُبنى على ما كان يُرفع به؟ أرجو أن تجيبني على هذا السؤال كي نتوصل إلى نتيجة حتمية.

وتتبع قولك جيداً إذ قلتَ:

والرفع مرجوح إذ لا مسوغ لجعله منادى مستقلا، وقد جاء تابعًا.

وحجتهم أن البدل في نية تكرار العامل، وأن العاطف كالنائب عن العامل؛ وهذه حجة ضعيفة. فإن "سعيدٌ" المذكور كيف يكون مبنيا على الضم لتبعيته للمنادى مع أن التبعية إما أن تكون لمراعاة اللفظ أو المحل.

ألم أقل لك أخي الفاضل إنك تبتدع قوانينَ من عندياتك.

والمنادى هنا منصوب وليس له محل فمن أين يأتي رفعُ التابع [بله ضمه]؟؟؟.

لا أدري كيف غفلتَ عن إجابة هذا السؤال!! ألم تعلم عزيزي أن النحاة إنما يعتمدون على لغة العرب ونصوصهم في تحديد القوانين والضوابط؟ فهم أمام نصوص عليهم أن يضعوا لها قواعد، لا أن يخطئوا نصوصهم كما فعلتَ أنت أخي الحبيب ..

وانظر ذلك في باب النداء من (حاشية ياسين على التوضيح)، و (النحو الواضح) و (دليل السالك).

لا حاجة بي للرجوع إليها، فلست أمتلكها، بل أمتلك ما هو خير منها، وسأوافيك بقول صاحبه قريباً .. فاصبر معي حفظك الله.

وإنما يبنى تابع المنادى على الضم إذا كان بدلا وعطف نسق، وكان المنادى المتبوع مبنيا لا منصوبا، كما في مثالي ابن عقيل الذين وردا في نقلك.

لم تُصب في هذه أخي الحبيب .. فتابع المنادى إذا كان بدلاً مفرداً فابنِهِ على ما يرفع به ولا تنظر إلى المنادى، هذه هي القاعدة التي توضح لك البدل من المنادى .. وأمثلتك التي جعلتَ فيها سعيداً مرفوعا غير صحيحة ألبتةَ. ثم اكتب (اللذينِ) بلامينِ لا بلام واحدة.

فالذي يظهر أنك ـ أخي الكريم ـ تعاني من خلط والتباس في باب أحكام توابع المنادى.

أما زلتَ تصرُّ على أن الموضوع مختلط عليَّ وملتبِس أم تغيّر رأيك؟

أخي الكريم، هذا مما يؤكد قولي بوجود التباس لديك في موضوع أحكام تابع المنادى؛ حيث خلطت بين تابع المنادى المبنيَِّ وتابع المنادى المنصوبِ؟؟؛ فالنقل الذي أثبته خاص بتابع المنادى المبني.

سأريحك أخي حامديُّ من عناء البحث في المصادر والمراجع، وأُغنيك بما ذكره الهرمي صاحب المحرر في النحو2/ 773 .. اقرأ معي أخي: (فصل: في توابع المنادى المضاف ..... والبدلُ يجري مجرى العطف: إن كان البدلُ مفرداً كان مضموماً لا غير من غير تنوين، كقولك: (يا عبدَ اللهِ وزيدُ)، فـ (زيدُ) بدل من (عبدَ اللهِ)، وهو مضموم؛ لأن البدل بمنزلة المنادى، كأنه قال: يا عبدَ اللهِ يا زيدُ، وكذلك: (يا غلامَ بكرٍ محمدُ)، بضم (محمد) لا غير؛ لأنه بدل من (غلام بكر)). ها .. أما زلتَ على رأيك؟

أما تابع المنادى المنصوب فله أحكامه الخاصة التي تجدها في الشروح والحواشي والمطولات.

ارجع إليها أنت ثم انصح غيرك بالرجوع إليها.

هذا من علامات الالتباس لديك بين تابعي المنادى المبني والمنادى المنصوب!!.

والحق أنه لا يجوز في البدل إذا كان تابعا للمنادى المنصوب إلا النصب وهو الأظهر، والرفع على قلة؛ فتقول: "يا أخانا زيدًا" و "يا أخانا زيدٌ".

أما البناء على الضم فلا يجوز إلا إذا كان تابعا للمنادى المبني، نحو:"يا رجلُ زيدُ".

لا أدري من أينَ أتيتَ بهذا الإطلاق، وأرجو منك أن تخفف من تعميماتك فهي توقعك في مشاكل أنت في غنًى عنها .. هذه نصيحة لوجه الله فتقبلها خالصة.

وأشكرك أنا، وأحييك، وأتمنى أن تقبل ردي برحابة صدرك المعهودة.

حياك الله أخي الحبيب ودمتَ طيباً واسع الصدر .. وأرجو ألاّ يكون نقاشي قد أزعجك، فقد اتبعتُ طريقتَك نفسها، وأنا أكتفي بهذا القدر .. والسلام عليكم.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 02 - 2007, 12:37 ص]ـ

أخي الكريم بيانُ (بالبناء على الضم على البدلية)

أخي الكريم الحامديُّ (بالرفع أيضا على البدلية)

أرجو الاستماع وتقبل الحق ..

أما ما يتعلق بحذف حرف الجر ونصب المجرور بإيصال الفعل إليه مباشرة فالأمر فيه مقصور على السماع إلا مع (أنّ) و (أنْ) فالحذف معهما قياس والمصدر المؤول إما في محل نصب أو في محل جر، وكذلك يجوز حذف اللام قبل كي المصدرية، كما يجوز قياسا حذف حرف الجر في باب المفعول له والمفعول فيه عند من يرى أنهما منصوبان بعد حذف الجار.

أما تابع المنادى إن كان بدلا أو عطف نسق مجردين من (ال) فهما مبنيان سواء أكان المنادى مفردا مبنيا أم منصوبا، فتقول: يا رجل زيدُ، ويا أخانا زيدُ، بالبناء على الضم وهو رأي جمهور النحويين وفيهم ابن مالك، وكذلك في عطف النسق المجرد من أل تقول: يازيد وخالدُ، ويا أخانا وخالدُ بالبناء على الضم.

أما إن كان البدل فيه أل فيصير بتقدير أيها قبله فيصير البدل في حكم صفة أي المرفوعة كقولك: يا رجل الحارثُ، أو يا أخي الحارثُ، وكذلك عطف النسق تقول: يا زيد والحارثُ، أو يا أخانا والحارثُ، ويجوز هنا النصب كقراءة النصب في قوله تعالى: يا جبال أوبي معه والطيرَ، وأجاز ابن مالك في البدل الذي فيه أل النصب كعطف النسق، أما ما ليس فيه أل فحكمه البناء على ما يرفع به عند ابن مالك وجمهور النحويين.

أرجو الرجوع للموضوع الأساس .. إن كان لكما رأي فيه وترك الاستطراد، وإن كان لا بد من مواصلة النقاش فيما أنتما فيه فيمكن أن يكتب موضوع مستقل في حذف الجار وآخر في توابع المنادى ..

مع التحية الطيبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير