تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المهم في مسألتنا أن شذوذ اللفظة في أغلب أبواب الصرف لايعني - كما فهمت من كلامك - أنها خطأ، بل هي صحيحة سماعا، ولا شك في صحة استعمالها الآن، وهي ما تسمى عند ابن جني - رحمه الله - في خصائصه شاذ في القياس مطردا في السماع، إلا أن الباب الغالب الذي حاول به النحاة وضع الباب عليه لكي يُقاس يكون لغيره لذا سميت شاذة.

أخي علي مسألة الكثرة، والندرة، والشذوذ، والقلة، ليست مرتبطة بإحصاء وعدد - كما فعلت - بل إلى الآن لم يأت أحد النحاة بشيء واضح عنها، سوى نصا لابن هشام - رحمه الله- لم يخدم هذه المسألة.

ففي " فعِل" رأوا أن أغلب باب يكون "الأدواء الباطنية، أو ما يشابهها، أو ما يضادها، أو صفات باطنة لا تظهر "، نحو الوجع، المغص، التعب " وغيرها.

وما يشابهها "الحزن، و الشجى، والكمد، والجوى" وغيرها.

وما يضادها " الفرح، والطرب، والجذل، والرضى " وغيرها.

والصفات الباطنة " الفطنة، واللباقة، النباهة، والسلاسة" وغيرها.

فهذه الصفات الغالبة في الباب، وما عداها شاذ في الباب، ومطرد سماعا، ويستعمل ولا يقاس عليه.

وحكم التجدد يطرد على أغلب أوزان الصفة المشبهة، فإذا قلنا أن الصفة المشبه على "فًعِل" تأتي للصفة الطارئة المتجددة المتكررة، فالجوع، والشبع، والعطش، واليقظة، والغضب، متجددات، إلا أنها غلبت في باب آخر وهو باب "فعلان" فوسمت بذا الباب، وهو الدلالة على الخلو والامتلاء، وحرارة داخلية ليست بداء، نحو عطشان، وغرثان، وجوعان، لهفان، ثكلان.

أما باب " أفعل " فالغالب فيه الدلالة عيوب ظاهرة، وحلية ظاهرة، ولون، نحو أحمر، أخضر، أكحل، أحور، أعرج، أعمى، أشعث.

فالثلاثة الأخيرة كلها عيوب، والأشعث مغبر الرأس، أو المتفرق الشعر، ولا شك أنه يعيب الإنسان، وفي الحديث " ربّ أشعب أغبر ذي طمرين ... " لأن الناس تعيبه، وتستصغره.

لذا الغالب في هذا الباب ما ذكرت، ومالم يكن منه فهو شاذ - تستعمل اللفظة ولا يقاس عليها -.

ولك التحية

والله أعلم

ـ[علي المعشي]ــــــــ[05 - 02 - 2007, 02:19 ص]ـ

مرحبا بالغالي أبي تمام

فالثلاثة الأخيرة كلها عيوب، والأشعث مغبر الرأس، أو المتفرق الشعر، ولا شك أنه يعيب الإنسان، وفي الحديث " ربّ أشعب أغبر ذي طمرين ... " لأن الناس تعيبه، وتستصغره.

ما ذكرتَه صحيح، ولكن فيما يخص وزن (أفعل) من (فعِل) اللازم قالوا ـ إضافة إلى ما ذكرت ـ أن تكون الصفة مما يغلب فيه البقاء والديمومة، وعليه قلتُ في مشاركتي السابقة ما معناه: إن من جعل الصفة (شعِثٌ) فعلى اعتبار أنها لا تدوم، وإنما تتجدد، وأزيد الآن اعتبارا آخر وهو ما يدل عليه الشعث من البؤس والمعاناة، وهنا يكون الالتقاء في دائرة الأمور الداخلية.

ومن جعلها (أشعث) فعلى اعتبار أن تحققها في الموصوف أقرب إلى الديمومة إذا كانت هذه حالته في معظم الأحيان، أو على اعتبار اللون (الغبرة)، رغم أن الشعث لا يعني الغبرة وحدها وإنما هو مجموعة مظاهر والغبرة واحد منها، فإذا غلَّبه الواصف قال (أشعث).

لك الود.

ـ[أبو تمام]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 04:42 ص]ـ

أهلا بك أخي علي.

"وأزيد الآن اعتبارا آخر وهو ما يدل عليه الشعث من البؤس والمعاناة، وهنا يكون الالتقاء في دائرة الأمور الداخلية".

ليس بالضرورة أن تدل هذه اللفظة على البؤس، والمعاناة، بقدر أنها تدل على صفة ظاهرة أوضح، وأبين.

فإن حملنا الباب على ذلك فالفرح قد يُحمل على أنه سلوك ظاهر لأن كل فرح تظهرعنه حركات ظاهرة وأفعال تدل على أنّ صاحب هذه المظاهر فرح.

والفطنة كذلك، فلا يعرف صاحبها إلا إذا ظهرت عليه علامات ظاهرة تدل على فطنته.

فإنّ حمل الباب على ما تترتب عليه الصفة لا أراه مجديا هنا.

فالحق في ذلك محل هذه الصفة، هل هي ظاهرة (محسوسة)، أوباطنة لا تظهر (معنوية)؟

ولك التحية والشكر على ملاحظاتك الدقيقة

والله أعلم

ـ[يحيى معيدي]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 05:38 م]ـ

أشكرك أستاذي/أبا تمام على هذا الطرح والإفادة ونأمل منكم المزيد. تحياتي

ـ[علي المعشي]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 04:30 ص]ـ

أهلا بك أخي علي.

"وأزيد الآن اعتبارا آخر وهو ما يدل عليه الشعث من البؤس والمعاناة، وهنا يكون الالتقاء في دائرة الأمور الداخلية".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير