تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليس بالضرورة أن تدل هذه اللفظة على البؤس، والمعاناة، بقدر أنها تدل على صفة ظاهرة أوضح، وأبين.

فإن حملنا الباب على ذلك فالفرح قد يُحمل على أنه سلوك ظاهر لأن كل فرح تظهرعنه حركات ظاهرة وأفعال تدل على أنّ صاحب هذه المظاهر فرح.

والفطنة كذلك، فلا يعرف صاحبها إلا إذا ظهرت عليه علامات ظاهرة تدل على فطنته.

فإنّ حمل الباب على ما تترتب عليه الصفة لا أراه مجديا هنا.

فالحق في ذلك محل هذه الصفة، هل هي ظاهرة (محسوسة)، أوباطنة لا تظهر (معنوية)؟

ولك التحية والشكر على ملاحظاتك الدقيقة

والله أعلم

مرحبا أخي أباتمام، ولك من الشكر مثل ذلك وأكثر ..

هذا سيبويه رحمه الله يمثل بالوصف من الشعث على ما قياسه (فعِلٌ) فأدخلوا عليه (أفعل) دون أن يشير إلى شذوذ، وإليك نص كلامه رحمه الله:

" ... فزعت فزعاً وهو فزعٌ وفرق يفرق فرقاً وهو فرقٌ ووجل يوجل وجلاً وهو وجلٌ ووجر وجراً وهو وجرٌ. وقالوا: أوجر فأدخلوا أفعل ههنا على فعل لأن فعلاً وأفعل قد يجتمعان كما يجتمع فعلان وفعلٌ، وذلك قولك: شعثٌ وأشعث وحدبٌ وأحدبٌ وجربٌ وأجرب. وهما في المعنى نحوٌ من الوجع."

وهذا ابن عقيل رحمه الله يجعل أول أمثلته لـ (فعِلَ فعِلٌ) الصفة (نضِرٌ) حيث قال: " بل قياس اسم الفاعل من فعل المكسور العين إذا كان لازما أن يكون على فعِل ـ بكسر العين ـ نحو: نضِر فهو نضِرٌ ... "

فلو كان المعول عليه هو كون الصفة محسوسة أو باطنة لما جعل ابن عقيل هذه الصفة الظاهرة أول أمثلته ناصا على أنها مقيسة!!

أما ابن هشام رحمه فقال: " وإنما قياس الوصف من فعِل اللازم (فعِلٌ) في الأعراض كفرح وأشر ... "

ألا ترى أنه قال: في الأعراض، ولم يقل في الصفات الباطنة؟ والأعراض هي الصفات الطارئة سواء كانت ظاهرة أو باطنة، فمثال ابن عقيل (نضر) صفة ظاهرة، ومثال ابن هشام (فرح) صفة باطنة!!

وأما الشيخ الحملاوي فقد نبه إلى ضبط الأوصاف (فعِل، أفعل، فعلان) بقوله:

" ... بالتأمل في الصفات الواردة من باب فرح، يعلم أن لها ثلاثة أحوال، باعتبار نسبها لموصوفها، فمنها ما يحصل ويسرع زواله، كالفرح والطرب. ومنها ما هو موضوع على البقاء والثّبوت، وهو دائر بين الألوان، والعيوب، والحلى، كالحمرة، والسّمرة، والحمق، والعمى، والغيد، والهيف. ومنها ما هو في أمور تحصل وتزول، لكنها بطيئة الزوال، كالرّي والعطش، والجوع والشّبع ... "

ولم يشر الحملاوي إلى كون الصفة محسوسة أو باطنة، وإنما قال: (ما يحصل ويسرع زواله) وهو بذلك يوافق مراد ابن هشام بقوله (الأعْراض).

وقد ضبط عباس حسن في النحو الوافي بمثل ما ضبط به الحملاوي تماما، وعليه سأهمله اكتفاء بقول الحملاوي ومن قبله.

وشكرا أخي على سعة صدرك، وتقبل خالص ودي.

ـ[أبو تمام]ــــــــ[09 - 02 - 2007, 05:38 م]ـ

السلام عليكم

أهلا بك أخي علي مجدّدا، ظننتك انتهيت من المسألة:)

على العموم أرى أنّ استنكارك أو تحفظك على شيئين:

الأول: قولي " أفعل" للصفات الظاهرة، و"فعِل" للصفات الباطنة.

الثاني: القول بشذوذ "شعِث" وهي عندك على القياس كما "أشعث" على القياس أيضا.

أقول أن قولي بأنها صفات ظاهرة عام لما فُصّل، ألا تر أنهم قالوا في "أفعل" كون الصفة دالة على عيب، أو لون، والحلى الظاهرة!!

تأمل هذا النص.

يقول سيبويه - رحمه الله- في باب ما يُبنى على "أفعل": " أما الألوان فإنها تبنى على أفعل ... "4/ 138

إلى أن يقول:" وقد يبنى على أفعل ويكون الفعل على فعل يفعل والمصدر فعلٌ، وذلك ما كان داءً أو عيباً، لأن العيب نحو الداء، ففعلوا ذلك كما قالوا: أجرب وأنكد، وذلك قولهم: عور يعور عوراً وهو أعور، وأدر يأدر أدراً وهو آدر، وشتر يشتر شتراً وهو أشتر، وحبن يحبن حبناً وهو أحبن وصلع يصلع صلعاً وهو أصلع " 4/ 139

فنستنتج من نص الشيخ – رحمه الله-:

1 - بناء " أفعل" من الصفة المشبهة يكون في الألوان نحو (أحمر- أصفر ... ).

2 - بناء " أفعل" من الصفة المشبهة يكون في العيوب، وما كان داء ظاهرا يعيب الإنسان نحو: أجرب، ودليله قوله " وذلك ما كان داء أو عيبا "

أترى هل العيوب، والألوان ظاهرة هنا؟ أم باطنة؟

يقول ابن الحاجب - رحمه الله- في الشافية:" الصفة المشبهة من نحو" فَرِحَ" على فَرِحٍ غالبا، ... "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير