ـ[أبو تمام]ــــــــ[10 - 02 - 2007, 09:31 م]ـ
مرحبا بك مجددا أخي علي
أخي إن ضبطت المسألة على الأعراض، والثبوت فقط من دون تفصيل فقد حكمت بالإطلاق من غير قيد، فتتداخل الأوزان، و قد تشمل في هذه المسألة صيغا أخرى غير (فعِل).
ألا ترى أن العطش، والجوع، والشبع، والسكر وغيرهما مما قد غلب في باب (فعلان) تدخل على صيغة (فعِل)؟ فكلها على حد زعمك عوارض غير ثابته، متغيرة، متجددة.
قال الصبان - رحمه الله - في حاشيته على الأشموني:" قوله: (في الأعراض) جمع عرض والمراد به هنا المعنى العارض للذات الغير الراسخ فيه".
فالحق -أخي الكريم- في التفصيل الذي ذكرنا، وأتمنى منك أن تعيد قراءة النصوص التي نقلتها لك من كتاب إمام النحاة، والرضي - رحمها الله- فأنت تمتدح التوثيق ولا أراك استوعبته:) مداعبة
"أما حكم الغلاييني بشذوذ (شعِثٌ) فمرده إلى الوهم الذي أشرت إليه وهو اعتماده الضبط على الفرع (الظاهر والباطن) تاركا الأصل"
أخي علي تمهل قليلا فالنصوص -أنا متيقن الآن- لم تستوعبها، ارجع إلى ما نقلناه من الكتاب، ومن شرح الشافية، وإلى ردودي السابقة فلعلها وضّحت المسألة فلا حاجة إلى الإعادة، والتكرار هنا.
وانظر من الذي حكم على ما ذكره الشيخ الغلاييني -رحمه الله- بالشذوذ واستنبط ذلك بنفسك!
أخي علي قلت "وكذلك قوله بشذوذ (أحمق، أشيب، أقطع، أجذم) مرده إلى الوهم نفسه، وهوأنه ضبط على الفرع أيضا، وإنما استعملت العرب هذه الصفات على أساس أن الحمق ثابت فالأحمق لا يمكن أن يتحول إلى ذكي، والأشيب لا يمكن أن تزول شيبته، والأقطع لا يمكن إعادة طرفه، والأجذم داؤه لا يبرأ غالبا .. ألا ترى أن البقاء والثبات هو المشترك بين هذه الصفات؟ وعليه فلا شذوذ"
1 - الحمق، والفطنة سواء، أليس الأصح أن نقول أنهما صفتان باطنيتان؟
لأن الحمق يُقال هي القلة في العقل أي بمعنى قلة تدبير الأمور، قد يتحول الإنسان من أحمق إلى عاقل ذكي متصرف في الأمور.
والفطنة هي الحذق بالأمر والفهم والإدرك، أليس ممكنا أن يتحول إلى الجهل في الأمور، وعدم فهمها؟
على فهمك قد يتوسع في كل الألفاظ، فلا تستطيع أن تحكرها بضابط، أليس من الأنسب والأصح أن نقول أنهما صفتان باطنيتان محلهما العقل، فحق القياس على (فعِل) (فطِنٌ - حمِقٌ)!
2 - أخي علي أنت تعجلت الأمور، فأخطأت في التقدير، وإطلاق الأحكام الخاطئة.
أنا حينما نقلت لك من كلام الشيخ الغلاييني - رحمه الله- قلت:"إلى أن يقول:" وشذّ مجيئهما من حمق يحمق على أحمق، ومن شاب يشيب على أشيب، ومن قطع، وجذم على أقطع، وأجذم.
لأن (أحمق) وإن كان من باب (فعِل) مكسور العين فهو يدل على عيب باطن، فقياسه أن يكون على وزن (فعِل) بكسر العين، وقد قالوا أيضا (حمِق) بكسر الميم على القياس .... " ثم يكمل باقي العلل للكلمتين الشاذتين الباقيتين، انظرجامع الدروس العربية 1/ 36 1"
تركت نقاطا، ثم بينت لك أنه قد أكمل باقي العلتين، يعني هناك كلاما محذوفا عمدت إلى عدم نقله لأنه ليس بمحور للمسألة، وهو:"وقد قالوا أيضا (حمِق) بكسر الميم على القياس.
وأشيب، وإن دلّ على عيب ظاهر، فهو من باب (فَعَلَ) المفتوح العين، فقياسه أن يكون على وزن (فيعل) بكسر العين، كطيّب، وضيّق، من طاب يطيب، وضاق يضيق.
وأقطع وأجذم، وإن دلّا أيضا على عيب ظاهر، فهما من باب (فعَل) المفتوح العين، وحقهما أن يكونان بوزن اسم المفعول، أي مقطوع، ومجذوم."انظرجامع الدروس العربية 1/ 36 1
ولا حاجة لأن نفصّل أكثر لهذا القول.
لك التحية أخي علي، واسمح لي إن تأخرت في الردود القادمة - إن شاء الله- لأني منشغل بأمور أخرى.
والله أعلم
ـ[علي المعشي]ــــــــ[11 - 02 - 2007, 02:38 ص]ـ
أخي الحبيب أبا تمام
إنما نتحاور لنستفيد، ولن يزيدنا خلافنا العلمي إلا محبة، لا سيما أن خلافنا لم يكن مرده إلى آراء من عند أنفسنا، وإنما هو مجرد قناعات حيث اقتنعت أنت بآراء علماء أجلاء، واقتنعتُ بآراء علماء أجلاء أيضا، ولو كان الأمر لا يحتمل الخلاف لما اختلف فيه علماؤنا من قبل.
غير أني ما زلت مقتنعا بما ذهب إليه ابن عقيل حيث مثل بـ (نضِرٌ)، وما صرح به ابن هشام بقوله (الأعراض)، وما صرح به الحملاوي فيما نقلته في مشاركة سابقة.
ولعلي أكتفي بما سبق، على أمل أن نلتقي على الحب والاحترام في مسألة أخرى، وتقبل من أخيك المحب كل شكر واحترام.
ـ[ضاد]ــــــــ[11 - 02 - 2007, 02:57 ص]ـ
نريدا نقاشا مثمرا لا جدالا عقيما.
بوركتم جميعا.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[11 - 02 - 2007, 06:20 ص]ـ
نريدا نقاشا مثمرا لا جدالا عقيما.
مرحبا بالعزيز ضاد
أوَتراه جدالا عقيما؟! لقد ظننتُ أننا نتحاور تحاورا راقيا أساسه الحجة والعقل والنقل، والمحبة الصادقة واحترام المُحاور، ولا أحسب أخي أبا تمام إلا ظانا مثلَ ما ظننتُ!!
على العموم .. قبل ذلك كان أبو تمام قد اعتذر عن الردود حاليا لانشغاله، وذكرتُ بأني أكتفيتُ بما سبق ..
وما كنت لأعود إلى الموضوع لولا إحساسي بأن هذه العبارة فيها بعض القسوة عليّ وعلى أخي أبي تمام بعد كل هذا البحث والعناء.
أرأيت يا أبا تمام؟!!!
لكم الود كل الود.
¥