إذا كانت (كاد) مثبتة فى اللفظ فالفعل غير واقع فى الحقيقة
ــ مثال: كاد زيدٌ يقوم. أي قارب ذاك ولم يقْم.
وإن كانت منفية فهو واقع فى الحقيقة.
ــ مثال: لم يكد يقوم، لأنَّ المعنى قارب ترك القيام.
ــ مثال: فأمَّا قوله تعالى {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} (40).
فقد تعددت فيه الأقوال فقال بعضهم التقدير لم يرها ولم يكد.
نفى الرؤية ثمَّ أثبتها وإن لم تكن على بابها فلا حاجة إلى تقدير الفعل الأوَّل. وقال الآخرون إنَّه رآها بعد اليأس من ذلك وهذا أشبه بالمعنى واللفظ. (41)
كاد إثباتها نفي ونفيها إثبات
كاد إثباتها نفي ونفيها إثبات فإذا قيل كاد يفعل فمعناه أنه لم يفعل وإذا قيل لم يكد يفعل فمعناه أنه فعله دليل الأول، قوله تعالى: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً}. (42)
ــ مثال: - كادت النفس أن تفيض عليه
ودليل الثاني قوله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (43) وقد اشتهر ذلك حتى جعله المعري لغزاً، فقال: (44)
أنحوي هذا العصر ما هي لفظة = جرت في لساني جرهم وثمود
إذا استعملت في صورة الجحد أثبتت = وإن أثبتت قامت مقام جحود
كاد نفيها نفي وإثباتها إثبات
والصواب أن حكمها حكم سائر الأفعال في أن نفيها نفي وإثباتها إثبات.
تشبيه كاد بـ (عسى)
يشبه الفعل (عسى) بالفعل (كاد). (45)، وكذلك الفعل (كاد) يشبه بالفعل (عسى).
ــ مثال: قال الشاعر
قد كاد من طول البلى أن يمصحا.
فأثبت (أن) مع كاد و إن كان الاختيار حذفها حملا على عسى فدل على وجود المشابهة بينهما.
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[03 - 02 - 2007, 12:57 م]ـ
الفعل عسى
الفعل (عسى) يرفع الاسم وينصب الخبر، مثل الفعل (كان) إلا أن خبرها لا يكون إلا مع الفعل المستقبل. (46)
ــ مثال: عسى زيد أن يقوم.
(عسى) بين الحرفية والفعلية
اختلف النحويون فيما بينهم حول (عسى) فمنهم من قال أنها حرف، ومنهم من قال هي فعل.
أ- عسى حرف
فمن النحويين الذين قالوا أنها حرف: الزاهد عن ثعلب قال: أنها حرف، وكذلك قال ابن السراج. (47)
ب – عسى فعل
والصحيح أنها فعل بدليل اتصال تاء الفاعل وأخواتها بها.
ــ مثال: عسيت، عسيت، عسيتما، عسيتم، عسيتن. (48)
وهناك من قال أنها: فعل ماض من أفعال المقاربة لا يتصرف. (49)
والدليل على ذلك أنه يتصل به تاء الضمير و ألفه و واوه.
ــ مثال: عسيت، عسيا، عسوا.
ــ مثال: قال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}. (50)
فلما دخلت عليه هذه الضمائر كما تدخل على الفعل نحو قمت و قاما و قاموا و قمتم دل على أنه فعل.
و كذلك أيضا تلحقه تاء التأنيث الساكنة التي تختص بالفعل.
ــ مثال: تقول عست المرأة كما تقول قامت وقعدت.
فدل على أنه فعل. (51)
خبر الفعل عسى
من المعروف أن خبر أفعال المقاربة لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع، ولكن قد يأتي الخبر بعد عسى اسماً أي مفرداً وليس جملة.
ــ مثال: أكثرت في العذل ملحا دائما = لاتكثرن إني عسيت صائما (52)
ــ مثال: عَسَى الْغُوَيْرُ أَبْؤُساً. (53)
اقتران خبر عسى بأن
اقتران خبر عسى بأن كثير وتجريده من أن قليل وهذا مذهب سيبويه ومذهب جمهور البصريين أنه لا يتجرد خبرها من أن إلا في الشعر ولم يرد في القرآن إلا مقترنا بأن ــ مثال: قال الله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}. (54)
ــ مثال: قال عز وجل: {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً}. (55)
التجرد من إقتران خبر عسى بأن
تجرد خبر الفعل (عسى) من (أن) قليل.
ــ مثال: عَسَى الْكَرْبُ الّذِي أَمْسَيٍتُ فِيهِ = يَكُونُ وَرَاءُه فَرْجٌ قَرِيبُ (56)
ــ مثال: عسى فرج يأتي به الله إنه = له كل يوم في خليقته أمر (57)
تصريف الفعل عسى
تصرف الفعل عسى فاستعمل منه المضارع واسم الفاعل من عسى
ــ مثال: عسى يعسي فهو عاس.
جمود (عدم تصريف) الفعل عسى
هناك من قال أن الفعل (عسى) لا يتصرف، لأنه أشبه الحرف. (58)
¥