تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من ترك شيئا لله]

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[23 - 01 - 2009, 02:04 م]ـ

رُوي عن أبي عثمان المازني أنّ بعض أهل الذمّة بذل له مئة دينار، على أن يُقرئه كتابَ سيبويه، فامتنع من ذلك؛ مع ما كان به من شدة احتياج، فلامه تلميذُه المبرّد. فأجابه بأنّ الكتاب مشتمل على ثلاثمئةٍ وكذا كذا آية من كتاب الله تعالى، فلا ينبغي تمكينُ ذمّي من قراءتها.

ثم قدر أنْ غنّت جارية بحضرة الواثق بهذا البيت:

(أظلومُ إنّ مُصابَكم رجلا ... ردَّ السلامَ تحية ظلمُ)

فاختلف الحاضرون في نصب رجل ورفعه، وأصرت الجارية على النصب،وزعمت أنها قرأته على أبي عثمان كذلك، فأمر الواثق بإشخاصه من البصرة، فلما حضر أوجب النصب، وشرحه بأن مصابكم بمعنى "إصابتكم" و "رجلا" مفعوله، و "ظلم" الخبر، ولهذا لا يتم المعنى بدونه.

قال: فأخذ اليزيدي في معارضتي، فقلت له: وهو كقولك: إنّ ضَرْبَك زيدا ظلمُ، فاستحسنه الواثق، ثم أمر له بألف دينار، وردّه مكرما.

فقال للمُبَرَّد: تركنا لله مئة دينار فعوضنا ألفا.

ـ[سما الإسلام]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 08:31 م]ـ

بورك فيك أستاذنا و جزاك الله عنا خيرا

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث رواه أحمد و صححه الألباني: فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه".

عن أبي بن كعب قال: ما من عبد ترك شيئا لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب, ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه.

قال قتادة ابن دعامة السدوسي التابعي الجليل: لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلا مخافة الله عز وجل إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 09:25 م]ـ

جزاكما الله خيرًا

أحسنتما الطرح

ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 08:04 ص]ـ

بارك الله فيكَ قصة جميلة،،،

وبارك الله فيكِ تعقيب جميل.

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 09:11 م]ـ

ترك رمانة فساق الله له البستان ومالكيه!!

تحكي كتبُ السِيَر أنّ المبارك كان رقيقا فأعتقه سيده، فعمل أجيرًا عند صاحب بستان، وفي يومٍ خرج صاحب البستان ومعه نفر من أصحابه إلى البستان، وأمر المباركَ أن يُحضر لهم رمّانا حلوا، فجمع لهم، فلما ذاقه قال للمبارك: أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟

فقال المبارك: لم تأذن لي أن آكل منها حتى أعرف الحلو من الحامض.

فظنّ صاحب البستان أن المبارك يخدعه، وقال له: أنت منذ كذا وكذا سنة تحرس البستان وتقول هذا؟

ثم سأل بعضَ الجيران عنه، فشهدوا له بالخير والصلاح، وأنهم ما عرفوا أنه قد أكل رمانة واحدة. فجاءه صاحب البستان وقال له: إذا أردتُ أن أزوج ابنتي فمِمن أزوجها؟

فقال المبارك: إن اليهود يزوجون على المال، والنصارى يزوجون على الجمال، والمؤمنين يزوجون على التقوى والدين، فانظر من أي الناس أنت

؟

فقال: وهل أجد لابنتي من هو خير منك؟ وعرض عليه الزواج بها، فقبل المبارك، وبنى بها ورُزق، منها أولادا، كان منهم الإمام المبارك عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى ورحم والدينا ووالديه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير