مقالات ملفَّقة في الإعجاز العلمي
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 01 - 2009, 03:59 م]ـ
مقالات ملفَّقة في الإعجاز العلمي
انتشرت في الآونة الأخيرة بعض الأفكار الخاطئة حول معجزات وهمية صدقها كثير من الإخوة والأخوات وساهموا في نشرها عبر المنتديات، ولابد من التنبيه على ذلك من خلال هذه الأمثلة ....
أحببتُ أن ألفت انتباه إخوتي وأخواتي إلى ظاهرة خطيرة تسيء للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، فبعدما يئس الملحدون من تشويه حقائق القرآن العلمية لجؤوا إلى أسلوب قديم وهو تلفيق مقالات في الإعجاز العلمي ونشرها بهدف تشويه هذا العلم، ومع الأسف انتشرت هذه المقالات بين المسلمين بسبب تسرعهم في قبول أي فكرة إعجازية قبل التثبت والتحقق منها.
لذلك سوف نستعرض بعض الأفكار التي تم تلفيقها للتدليس على المسلمين ونميز بينها وبين الأفكار الصحيحة، ويجب أن نعلم أن الله تعالى ليس عاجزاً عن أي شيء، ولكن هناك قوانين وسنن كونية، والله تعالى ليس بحاجة للانتقام من أحد فهو غني عن عباده، ولن يضروه شيئاً.
ولكن الله تعالى يسوق لنا إشارات في هذه الدنيا لتكون وسيلة نرى من خلالها صدق كتاب الله وصدق وعده لنا، كما قال تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [السجدة: 21]. فالكوارث والزلازل والأعاصير والفيضانات والتلوث والتغير المناخي وغلاء الأسعار التي نراها اليوم هي نوع من أنواع العذاب الأصغر وإنذار للناس جميعاً أن يعودوا إلى ربهم ويكفوا عن معصيته.
الفتاة التي مسخها الله!
سرت شائعة ملفقة منذ مدة بأن فتاة استهزأت بالقرآن فمسخها الله وحولها إلى مخلوق بدائي، ورسموا صورة لها هي في الأصل تمثال في أحد المتاحف. ولكن وللأسف انتشرت هذه الكذبة بسرعة البرق، ولو أن كل واحد من الذين ساهموا في نشر هذه الأكذوبة سأل أهل العلم لما سمع أحد بهذه الفتاة ولما انتشرت هذه البدعة وغيرها من الأكاذيب التي يسخر منا أعداء الإسلام بسببها.
النبات الذي أصدر ذبذبات صوتية
إنها أكذوبة تقول بأن العلماء اكتشفوا أن بعض النباتات تصدر ذبذبات صوتية ولدى تحليلها على جهاز القياس الخاص بهذه الذبذبات رسمت اسم (الله)! وأقول إن جميع النباتات تصدر ذبذبات صوتية وتتأثر بالذبذبات الصوتية، فهي تسبح الله تعالى. وقد قام بعض العلماء بالتأثير على النبات بصوت القرآن فازداد نموّ النبات! وهذه المعلومة صحيحة ومؤكدة، ولكن أعداء الإسلام خلطوا بها معلومة أخرى وهي أن جهاز القياس رسم اسم (الله)، وهذا ما نحذر منه.
فالله تعالى قادر على كل شيء، والمؤمن يصدق كل ما جاء من عند الله، ولكن نقول ونؤكد لابد من استشارة أهل العلم. وأن نحذر أن ينطبق علينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها)، فنحذِّر كل الحذر من هذه الأشياء.
جذوع الأشجار ترسم عبارة (لا إله إلا الله)
صورة رسمها أحد الهواة تصوّر الأشجار وجذوعها ترسم عبارة (لا إله إلا الله)، وانتشرت الأكذوبة بين الناس أن هذه الصورة حقيقية وهي لغابة في ألمانيا (أنظر كيف يختارون بلداً غير إسلامي ليكون الأثر أكبر). وتُنسج حولها الأكاذيب فقد أسلم فلان وشفي فلان بسبب زيارته لها ووو ... كل واحد حسب قوة خياله.
لقد وضعتُ ذات مرة صورة على موقعي ملتقطة بالأقمار الاصطناعية للمحيط الهادئ، وقد رسمت الأمواج اسم (الله) بخط ديواني جميل. طبعاً لم أر في هذه الصورة معجزة، بل رأيت فيها لوحة فنية طبيعية رائعة، وبعد ذلك وصلتني انتقادات لأن بعض القراء اعتبرها معجزة، فقمت بحذفها خوفاً من أن يساء فهم هذه الصورة.
فهناك فرق بين الصور الفنية التي يحبها المؤمن ويجد فيها جمالاً ما، وبين المعجزات. فالصور الملتقطة لغيمة رسمت اسم (الله) أو موجة رسمت اسم (الله) أو نبات شوكي رسم اسم (الله) ... مثل هذه الصور يمكن عرضها ليس كمعجزات بل كصور طبيعية مثلها مثل أي صورة تدعو المؤمن للتفكر في خلق الله وعظمة الخالق.
¥