[الأستاذة وضحاء في ضيافة "البلاد"]
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 02:59 ص]ـ
وضحاء آل زعير: قدمت للأدب السعودي مالم يطرق مسبقاً .. !
ثقافة جريدة البلاد
حققت الناقدة السعودية وضحاء آل زعير بحثا مهما تعده واحدا من البحوث الجديدة في المشهد النقدي، وهو بحث يتناول تطبيق الأسلوبية ذلك المنهج الشكلاني على تجربة شعرية لم تقرأ بما فيه الكفاية حسب تعبيرها وهي تجربة الشاعر الراحل محمد حسن فقي، ولأن الأسلوبية منهج منهج نقدي يعطي النص حقه من الدراسة الفنية / النقدية اتخذته الناقدة ليكون موضوعا لبحثها النقدي الأكاديمي ..
وعن قضايا النقد والمتغيرات على الساحة الأدبية والشؤون الإبداعية، وحول بحثها، أجرت ثقافة جريدة البلاد السعودية معها الحوار التالي:
* في بحثك حول الأسلوبية كمنهج نقدي، بم خرجت؟ وكيف رأيت هذه التجربة كبحث أكاديمي متخصص؟
- تجربة تطبيق الأسلوبية بوصفها منهجا نقديا كانت تجربة مثمرة وماتعة، خاصة أن الإبداع السعودي يفتقر إلى الدراسات النقدية الحديثة، والإضافة الجديدة في البحث كونه بحثا أكاديميا اهتم بالمداخل التنظيرية التي تسبق كل جانب من جوانب الدراسة، ومن ثم تطبيق ذلك على النصوص.
ومن جانب آخر فالدراسة الأكاديمية تعطي التجربة نوعا من الدقة والمتانة العلمية، وذلك بسبب المتابعة الأكاديمية من أساتذة لهم باع طويل في التخصص.
* وهل ترى وضحاء أنها قدمت جديدا في هذه الأطروحة؟
- الجميل في تجربتي هو الشعور بأني قدمت شيئا جديدا للأدب السعودي لم يطرق مسبقا، فالدراسات النقدية الحديثة المتعلقة بأدبنا تعد قليلة بشكل عام.
وبوجه أخص، فإن شعر الشاعر الراحل محمد حسن فقي - رحمه الله - يفتقر للدراسات الأكاديمية المهتمة به. فالأسلوبية منهج نقدي شامل يعطي الإبداع حقه من الدراسة.
* تناقش مقالاتك قضايا شائكة أدبيا ونقديا، هل تجدين أن المقال الصحفي يشبع لديك تلك القضايا النقدية؟ - أسعى في كتابتي المقالية إلى تناول قضايا أثارتني وبنفس الوقت تهم كل كل متابع للمشهد النقدي، والمشهد الثقافي بوجه عام، والحقيقة ما أكتبه ليس إلا محاولة في إضافة رؤية أو زاوية مغيبة لقضية ما قد تساعد في تجليتها أو تسليط الضوء عليها.
المقالات لا يمكن أن تفي بكل الجوانب، إذ القضايا الشائكة - كما أسميتها - لن تستكمل بمقالات فردية، وإنما ما أقدمه هو وجهات نظر وزوايا قد تكون غائبة عن حيز التفعيل، ورؤى تستحق أن ينظر فيها. ولكن تستهويني قضية ما في بعض الأحيان فأسعى للغوص فيها ومحاولة معرفة تقاطيعها، ثم أنشرها كدراسة مطولة لا مجرد مقالة.
* ينشغل كثير من النقاد بالتنظير لمشاريعهم النقدية أو النقد الوافد من الغرب وتصديره من جديد، ما رأيك؟
وهل تجدين قصورا من ناحية الجانب التطبيقي في المشهد النقدي؟ - النقد التطبيقي أقل من التنظيري، ويعتذر بعض النقاد عن ذلك بأننا نحن العرب ما زلنا بحاجة إلى التنظير، فلم تصنع النظرية النقدية الكاملة التي تجعلهم ينصرفون للتطبيق.
برأي المتواضع، يفترض أن يتماس الجهد التطبيقي مع التنظيري في النقد ويتقارب عوضا عن هذه الفجوة الزمنية بينهما، فيكون التطبيقي خير مترجم للنظريات والمناهج المركونة.
كيف يمكن الاستئناس لنظرية ما دونما رؤية تطبيق حي لها.
أنا بوصفي متابعة وقارئة للمشهد النقدي أحتاج إلى تصور حقيقي لأي جزئية حتى أتمكن من استيعابها وما يتعلق بها، مع ربطها بغيرها من العلوم والتوجهات الأخرى، لذا يتحتم على الناقد النهوض ليلحق بالتنظير الذي يسبقه بمراحل.
* تحدثت مرة عن الأندية الأدبية حسب رؤيتك، هل تغير شيء برأيك في أوضاع تلك الأندية؟
وما السبيل لكي تصل الأندية الأدبية إلى ما يطمح له المثقف؟ - قبل التغييرات التي حدثت في إدارات الأندية كنا قليلا ما نسمع عن جهود هذه الأندية التي بدت منغلقة ومتقوقعة على نفسها في أطر ضيقة. هذا الانكفاء حرم المتابع المهتم قبل المتابع العادي من معرفة فعاليات الأندية الأدبية، ومواكبتها، والاستفادة منها. عدا نادي جدة الأدبي الذي فعلا كان يسعى لتفاعل المجتمع باختلاف شرائحه مع أنشطة النادي.
لا أخفي عنك فقد أتاني على البريد الالكتروني بعد هذا المقال استياء من أشخاص رأوا بالغت واتهمت الأندية بما ليس فيها، وإنما كنت أريد عمل جلبة وما إلى ذلك. الحقيقة أنا على اعتبار كوني مهتمة ومتابعة للشأن الثقافي أجهل ما يتعلق بالأندية من نشاطات وإصدارات وغير ذلك، فهل عذا عائد لي؟
هل السبب متعلق بالفرد أم بالمؤسسة؟
أعتقد أن المؤسسة من يتحمل الغياب عن المشهد فهي من يجب عليها الوصول إلى الفرد لا العكس.
* ينظر بعض المبدعين إلى أن ثمة قصور كبير من قبل الناقد في قراءة المنتج الأدبي باهتمام بل ويتهم النقاد بأنهم يتجاهلون التجارب الجديدة ويذهبون للبحث عن تجارب تعبر فقط عن نظرتهم الناقدة. ما رأيك في هذه النظرة؟ وهل يوجد إلى الآن ناقد ما يزال يخضع إلى معايير تذوق شخصي أو تعاطف ما مع التجربة؟
- يبقى الناقد قارئا يستهويه نص ما عن غيره من النصوص مما يدفعه لتناوله وتشريحه. والتجارب الجديدة المستحقة للنقد نراها ضمن دائرة اهتمام بعض النقاد في مقالاتهم ودراساتهم.
إذا نحينا جانبا المجاملات في الوسط الثقافي فإننا نجد إبداعا جديدا من خلال رؤية ناقد ما، والانصاف الحقيقي لا يعني إجبار الناقد أو تحميله مسؤولية إبراز كل تجربة جديدة في المشهد الثقافي، إذ يبقثى الإبداع الجيد خير معلن عن ذاته وهويته، وما الناقد إلا عامل مساعد في تأكيد تميز نص ما من عدمه. هذه تهمة وسعي لإلزام الناقد بما لا يتوجب عليه.
* ظاهرة كثرة الروايات وطفرة الكتابة الروائية، كيف ترين هذه التجارب؟ وهل هو حقا زمن الرواية؟
- ما يحدث الآن من طفرة روائية ما هو إلا ظاهرة صحية على اختلاف جودة ما يكتب وتذبذب معدل الجودة. ففي الأخير لن يبقى إلا الجيد، أما الغثاء فستجرفه الأيام، ولن يبقى في الأذهان منه شيء، مهما سعى البعض للتطبيل له وتلميعه.
¥