تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جامع الأتقياء بمكارم الحياء (فصل)]

ـ[المروءة]ــــــــ[10 - 03 - 2009, 04:58 ص]ـ

[جامع الأتقياء بمكارم الحياء (فصل)]

الحمد لله أهل الحمد و الثناء و الصلاة و السلام على خاتم الرسل و الأنبياء وعلى آله و صحبه الأتقياء الأنقياء و على من سلك سبيلهم من أولي العلم الألباء و ذوي الحلم و الحياء.

و بعد إخوتي في الله عز و جل

إن الخير و نقيضه، لهما علامات عرفا بها، و كان للعرب الأقحاح نصيب في تبيان هذا الباب العظيم و تمحيص معالمه الخالدة، و بعدها جاء ديننا الحنيف متمما لهذه الأخلاق الكريمة مبرزا لكل معانيها بأبهى حلة و بأعظم بيان، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم و في رواية (صالح) الأخلاق).السلسلة الصحيحة: 45

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنّ لكلّ دين خلقاً، وخُلُقُ الإسلام الحياء) صحيح الجامع: 2149

فالخير كل الخير علامته الحياء و الحلم، أما ضده فعلامته البذاء و الظلم، فالحياء خصلة حميدة بدلالتها على الخير، و البذاء سمة ذميمة للدلالة على الشر، فالحياء خص بالذكر تعظيما لشانه، و جعله الشارع الحكيم شعبة من شعب الإيمان بيانا لعظم مقامه، قال النبي صلى الله عليه و سلم: (الإيمان بضع و ستون أو بضع و سبعون شعبة؛ أفضلها لا إله إلا الله، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من الإيمان) صحيح الأدب المفرد: 466

و الحياء بجامع القول هو خلُق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح و أجمله ما كان طبعا أما ما كان مكتسبا بالمعرفة و العلم و الدين فهو حسن جميل و هو الخير كله قال النبي صلى الله عليه و سلم: (الحياء خير كله) صحيح الجامع: 3196

و هو رأس الخلق الكريم و زينته، حتى جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (مكارم الأخلاق عشر تكون في الرجل، ولا تكون في ابنه، وتكون في الابن ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد، ولا تكون في سيده، صدق الحديث، وصدق البأس، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، وحفظ الأمانة، وصلة الرحم، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، وإقراء الضيف، ورأسهن الحياء) المؤتلف والمختلف للدارقطني: 1/ 321

قال بعض السلف: الايمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء وثمرته العلم.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (حسن الخلق يقوم على أربعة أركان لا يتصور قيام ساقه إلا عليها: الصبر والعفة والشجاعة والعدل فالصبر: يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ وكف الأذى والحلم والأناة والرفق وعدم الطيش والعجلة والعفة: تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل وتحمله على الحياء وهو رأس كل خير) مدارج السالكين (2/ 308)

فعن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعه فإن الحياء من الإيمان) صحيح البخاري

قال الحافظ في الفتح: فكأن الرجل كان كثير الحياء فكان ذلك يمنعه من استيفاء حقوقه , فعاتبه أخوه على ذلك , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " دعه " أي: اتركه على هذا الخلق السني , ثم زاده في ذلك ترغيبا لحكمه بأنه من الإيمان.

وعن عمران بن حصين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير)

فقال بشير بن كعب مكتوب في الحكمة إن من الحياء وقارا وإن من الحياء سكينة فقال له عمران أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحيفتك. متفق عليه

و يقال: القناعة دليل الأمانة، والأمانة دليل الشكر، و الشكر دليل الزيادة، و الزيادة دليل بقاء النعمة، و الحياء دليل الخير كله.

قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم: الحياء من الدين؟ فقال: (بل هو الدين كله. ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن الحياء والعفاف والعي – عي اللسان، لا عي القلب -، والفقه من الإيمان، وإنهن يزدن في الآخرة، وينقصن من الدنيا، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا. وإن الشح والعجز والبذاء من النفاق، وإنهن يزدن في الدنيا، وينقصن من الآخرة، وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن من الدنيا) صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2630

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير