[الفارس أردوجان يفضح بيريز]
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 11:09 ص]ـ
موقف مشرف لرئيس الوزراء التركي اردوغان في قمة داغوس ..
أنقل المقال من موقع "تورك تايم"
رئيس الوزراء التركي يتحول يوما بعد يوم إلى بطل في عيون العرب والمسلمين، فهو لم يكتف فقط بفضح إسرائيل خلال عدوانها البربري على غزة، وإنما حاول أيضا التصدى لادعاءاتها بعد وقف إطلاق النار، فخلال منتدى دافوس الاقتصادي وعلى مرأى ومسمع العالم كله وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، انسحب رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوجان من قاعة المؤتمر، احتجاجا على قيام المنظمين بمنعه من التعليق على مزاعم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بشأن غزة.
والأمر المثير للإعجاب والتقدير أيضا أن انسحابه جاء بعد أن قاطع بيريز أكثر من مرة، وخاصة عندما خاطبه الرئيس الإسرائيلي، قائلا:" ماذا تفعل تركيا إذا قصفت بعشرات الصواريخ، حماس لم تترك لنا الخيار "، ورد أردوجان الذي أغضبه تصفيق عدد من الحضور لمزاعم بيريز " إسرائيل هم أدرى الناس بالقتل، قبل إطلاق الصواريخ، قتلتم الأطفال على شاطيء غزة دون أي ذنب".
وتابع " من المحزن أن يصفق الحضور لأناس قتلوا الأطفال ولعملية عسكرية أسفرت عن مقتل آلاف الأبرياء، ليس هناك مبرر لقتل المدنيين بشكل عشوائي "، وخاطب بيريز مجددا " رئيس حكومة إسرائيل تحدث أكثر من مرة أنه يشعر بالرضا لقتل أطفال غزة ".
وقبل مغادرته، توجه للمنظمين بالقول:" بيريز تحدث 25 دقيقة وأنا لم أعطى الفرصة لأتحدث نصف هذه المدة، ولذا سأغادر ولا أعتقد أنني سأعود إلى دافوس"، وصفق عمرو موسي له بحرارة وقام بمصافحته بقوة وهو يغادر وكان يفكر هو الآخر في المغادرة إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة أقنعه بالجلوس.
وبعد مغادرته المؤتمر، عقد أردوجان مؤتمرا صحفيا مختصرا، قال خلاله إن ما قاله بيريز غير صحيح ولدينا كل الحقائق، وبعد ذلك أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن بيريز اعتذر لأردوجان خلال اتصال هاتفي.
ويرى مراقبون أن ما حدث في دافوس في 29 يناير يعتبر إحراجا جديدا لإسرائيل أمام العالم ويبدو أنه يضع العلاقات التركية الإسرائيلية أمام مفترق طرق، بل وهناك من تحدث عن أن إسرائيل ستنتقم من تركيا عبر تأليب اللوبي اليهودي في الغرب ضدها والضغط على الدول الأوروبية للاعتراف بمذابح الأرمن.
أما بالنسبة للداخل التركي، فإن هناك أغلبية شعبية تؤيد أردوجان في مواقفه خاصة وأن بيريز خاطبه بشكل غير لائق وتعمد استفزازه، فيما ترى المعارضة العلمانية التركية أن أردوجان أصبح المتحدث الرسمي باسم حماس وأنه كان يجب عليه أن يخفف لهجته تجاه إسرائيل بعد وقف إطلاق النار.
وكان أردوجان قد شن هجوماً عنيفاً على إسرائيل في السادس من يناير بسبب عدوانها على قطاع غزة والذي بدأ في 27 من ديسمبر الماضي واستمر ثلاثة أسابيع، مؤكدا أن التاريخ سيحاسب قادتها.
وأضاف أن تركيا حكومة ودولة وشعبا لا ولن تكون إلى جانب الظالمين الإسرائيليين، داعيا المجتمع الدولي للعمل العاجل من أجل وضع حد نهائي لهذا الظلم الغاشم.
وخاطب أردوجان وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الحرب إيهود باراك، بالقول:" إن التاريخ سيسجل لكما هذا العار"، يجب عليكما التخلي عن الحسابات الضيقة الخاصة بالانتخابات، دماء الأطفال والنساء والعزل من الفلسطينيين يجب أن لا تكون ثمنا لهذه الحسابات، الأتراك العثمانيين أنقذوا أجدادكم اليهود من مظالم الصليبيين في إسبانيا عام 1490 لدى سقوط الدولة الأندلسية".
وفي رد على انتقادات الإسرائيليين له فيما يتعلق باتخاذ مواقف عاطفية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، قال "نعم أنا عاطفي عندما أرى ما تفعله الهمجية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، هذه الهمجية لطخة عار في جبين البشرية جمعاء وإن تركيا حكومة ودولة وأمة لا ولن تغفر للإسرائيليين هذه المظالم".
وكشف في هذا الصدد أن حكام تل أبيب أغلقوا آذانهم عن كل صوت شريف وإنساني، موضحا أن المظاهرات التي خرجت في كل مدن تركيا عكست بكل وضوح حساسيات الشعب التركي وتعاطفه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني وأن أحدا لا يستطيع أن يتجاهل رد الفعل الشعبي في تركيا.
وحمل أردوجان إسرائيل مسئولية الحرب وقال عنها إنها لم تحترم شروط التهدئة على الرغم من التزام حماس بها، مشيرا إلى الحصار غير الإنساني لغزة منذ عامين.
وذكر أيضا بمعاملة السلطات الإسرائيلية له عندما أجبرته على الانتظار في سيارته أكثر من 30 دقيقة عندما أراد زيارة رام الله، وقال إن هذه السلطات التي تعامل رئيس وزراء دولة مهمة مثل تركيا هكذا فكيف لها أن تعامل الشعب الفلسطيني بإنسانية؟
وانتهى أردوجان إلى التأكيد على أن فلسطين قضية كل العرب والأتراك والشرفاء في جميع أنحاء العالم وأنه بدون حل المشكلة الفسطينية لن يكون هناك أمن واستقرار وسلام في العالم
جهان مصطفى.
¥