تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أشعره بأنك تحبه (هذا مهم جدا)]

ـ[المروءة]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 05:41 م]ـ

أشعره بأنك تحبه

الحمد لله الذي خلق الأرواح فألف بين بعضها وخالف بين الأخرى و الصلاة و السلام على من قال فيه ربنا جل و علا: (و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) و على آله و صحبه أولي الحلم و النهى و على من صار على نهجهم إلى يوم الدين و القضاء.

و بعد

فإن الحب شأن داخلي مكنون في بني البشر و هو سر من أسرار القلوب التي لا يملك تأليفها برباط المودة و الإلفة إلا الله تبارك و تعالى - قال عز من قائل: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

واعلم أخي الكريم، أن المطلوب من المؤمن الفطن، و الحريص على دعوة الآخرين للحق الذي يعتقده، و يدين الله به، أن يحاول و بكل جهد و اجتهاد، في فعل الأسباب التي يسعى من خلالها إلى زرع الود و الحب بين من يدعوهم إلى هذا الخير و الحق المبين.

قال النبي صلى الله عليه و سلم يوما لأبي هريرة رضي الله عنه: (يا أبا هريرة! كن ورعا تكن من أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس، وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك تكن مؤمنا، وجاور من جاورت بإحسان تكن مسلما، وإياك وكثرة الضحك؛ فإن كثرة الضحك فساد القلب) صحيح الجامع.

فالحق و الحق يقال أن ما خرج من القلوب يصل إلى القلوب و ينتج ثماره بإذن الله علام الغيوب.

فما كان في قلبك سيظهر على تصرفاتك و لسانك , هذا ولو بعد حين من زمن و خاصة إذا كنت لا تتصنع ذلك و لا تتكلفه.

فلكل أمر نهاية ليعرف، كان مما يحمد أو يذم

وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ = وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ

واعلم رحمك الله أن أول مرحلة في إقناع الآخرين بالحق الذي تعتقده هو الشعورالجميل بمحبتك لهم و حرصك الشديد على إنقاذهم إلى بر الهدى و الحق

و قد تذكرت حينما سأل أحدهم عالما بقوله: لماذا يا شيخ يبتدأ الشيخ ابن عبد الوهاب رحمه الله رسائله بقوله اعلم رحمك الله أو اعلم أرشدك الله؟

فأجابه قائلا: هذا ليشعر مخاطبه بمحبته له و بحرصه الكبير على دعوته لهذا الخير.

لقد علمنا نبينا الكريم صلوات الله و سلامه عليه أن نحب الخير للآخرين كما نحبه لأنفسنا مما يجعلهم يبادلوننا نفس الشعور و الإحساس - قال عليه الصلاة و السلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير) أخرجه الشيخان.

فالحب يهيأ النفس لقبول ما يقوله المحبوب من نصح و بيان و يجعل للكلمات وقعا كبيرا على قلب من يستمع و ينصت جيدا.

و لقد عبر رسولنا الكريم صلوات الله و سلامه عليه على حبه لنا في غير ما مرة و ها هو يعبر عن ذلك بصورة المنقذ للفراش من سقوطه في النار فيقول: (إنما مثلي و مثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش و هذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها فجعل ينزعهن و يغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار و هم يقتحمون فيها) رواه البخاري.

بأبي أنت و أمي يا رسول الله و صدق الله العظيم إذ يقول (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)

إن من أهم الأمور التي تزرع الحب بين الناس أنك تسعى دائما لتبليغه للذي أحببته في الله تعالى.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر رجل فقال رجل من القوم: يا رسول الله إني لأحب هذا الرجل قال: هل أعلمته ذلك؟ قال: لا فقال: قم فأعلمه قال: فقام إليه فقال: يا هذا والله إني لأحبك في الله قال: أحبك الذي أحببتني له) صححه الألباني في سلسلته برقم 1/ 778.

قال الشاعر:

قد يلبث الناس حينا ليس بينهم ود = فيزرعه التسليم و اللطف

و قال أيضا

أحبب لحب الله من كان مؤمناً = وأبغض لبغض الله أهل التمرد

وما الدين إلا الحب والبغض والولا = كذاك البرا من كل غاو ومعتدي

إشارة دقيقة: قد يُحب المرء في الله على قدر قربه من الحق و يبغض في الله على قدر بعده منه و قد يجتمع الحب و البغض كما يجتمع الحلم و الغضب.

و أختم قولي هذا بقول الشاعر محمد بن عثيمين رحمه الله

فَيا مَعشَرَ الإِخوانِ دَعوَةَ صارِخٍ = لَكُم ناصِحٌ بِالطَبعِ لا مُتَخَلِّقُ

يَوَدُّ لَكُم ما يَمتَنيهِ لِنَفسِهِ = وَيَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ في اللَهِ أَوثَقُ

و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين.

ـ[ركام العمر]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 08:41 م]ـ

جزيت خيرا

ـ[الساحلي 2]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 11:33 م]ـ

كفيت ووفيت أخي،،، لا تدوم إلا المحبة في الله ..

أشهد الله أني أحبكم في الله ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير