تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كم مضى من عُمُرِك؟؟؟

ـ[ديمة الله]ــــــــ[07 - 02 - 2009, 02:59 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كم مضى من عُمُرِك؟؟؟

العُمُر يمضي سريعاً

والعُمُر ما مضى منه لا يعود

قيل لمحمد بن واسع: كيف أصبحت؟

قال: ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة؟

وقال الحسن: إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضي يوم مضي بعضك.

وقال: ابن آدم إنما أنت بين مطيتين يوضعانك؛ يوضعك الليل إلى النهار والنهار إلى الليل حتى يسلمانك إلى الآخرة، فمن أعظم منك يا ابن آدم خطراً

وقال: الموت معقود بنواصيكم، والدنيا تطوي من ورائكم.

وقال داود الطائي: إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم، فإن استطعت أن تُقدِّم في كل مرحلة زاداً لما بين يديها فافعل، فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو، والأمر أعجل من ذلك، فتزوّد لسفرك، واقض ما أنت قاض من أمرك، فكأنك بالأمر قد بَغَتَك.

وكتب بعض السلف إلى أخ له: يا أخي يَخيّل لك أنك مقيم، بل أنت دائب السير، تُساق مع ذلك سوقا حثيثا، الموت متوجِّه إليك، والدنيا تطوى من ورائك، وما مضى من عمرك فليس بِكَارٍّ عليك حتى يَكُرَّ عليك يوم التغابن.

سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ** ولا بد من زاد لكل مسافر

ولا بد للإنسان من حمل عدة ** ولا سيما إن خاف صولة قاهر

وأنشد بعض السلف:

إنا لنفرح بالأيام نقطعها ** وكل يوم مضي يدني من الأجلِ

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا ** فإنما الربح والخسران في العملِ

[أفاده ابن رجب في جامع العلوم والحِكم]

والعُمُر فيه سؤالان

سؤال عن مرحلة القوة والكسب والإنتاج

وسؤال عن العُمُر جملة

ولذا لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن خمس؛ منها:

عن عمره فيم أفناه؟

وعن شبابه فيم أبلاه؟

فأعِدّ للسؤال جواباً على أن يكون الجواب صواباً

تأمل في عُمُرِك

كم مضى منه؟

وهل انتفعت بما مضى من عُمُرِك؟؟ أو مضى سبهللاً وضاع سُدى؟؟

سأل رجل الإمام الشافعي عن سنه قال: ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه، سأل رجل الإمام مالك عن سنه فقال: أقبل على شأنك. ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه؛ لأنه إن كان صغيرا استحقروه، وإن كان كبيرا استهرموه.

تأمل في عُمُرِك

فإن كنت صغيراً فقبيح أن يزول عمرك سريعا في لهو طيش

وإن كنت كبيراً فتدارك ما فات، فما أقبح التصابي من شيخ كبير

أيا نفس ويحك جاء المشيب ** فما ذا التصابي؟ وما ذا الغزل؟

تأمل قول القائل:

الناس صنفان ك موتى في حياتهمُ ** وآخرون ببطن الأرض أحياءُ

فمن أي الصنفين تريد أن تكون؟

لقد وقفت وطال وقوفي

وتأمّلتُ فما انقضى التأمّل

وكم تعجّبت وأنا أقرأ سيرة ذلك العالم الذي سارت بأخباره الرّكبان

وطوّف بكُتُبه في الآفاق

وقرأها الصغير والكبير

ودَرَّسها العلماء لطلاّب العلم

إنه الشيخ حافظ حكمي - رحمه الله –

صاحب المصنّفات النافعة في العقيدة وغيرها

أتعجّب من سيرته

ومثار العجب أنه وُلِد عام 1342 هـ وتوفي عام 1377هـ

كم كان عمره عندما مات؟؟

لقد كان عمره 35 سنة فقط

ما أعظم أثره على الناس وقد مات في ريعان شبابه

فكيف لو عاش ردحاً من الزمن؟؟

قف مع هذه السيرة، ثم قارنها بسير بعض العلماء الذين لم يطلبوا العلم إلا بعد الأربعين

ليس ثمّ صغير على العلم، كما أنه ليس هناك كبير على العلم والتّعلّم

حتى ذكروا في ترجمة شبل بن عباد المكي أنه طلب العلم بعد الخمسين.

وجاء في سيرة أبي نصر التمار أنه ارتحل في طلب العلم بعد الستّين.

فتأمل في سيرة الشيخ حافظ وكيف بقي أثره في الناس؟ وعمّ نفعه؟

وتأمل في سير أولئك الأخيار الذين طلبوا العلم وتعلموا بعدما كبروا وبقي أثرهم في الناس

فلم يعُد لك عذر في إضاعة عمرك

وينبغي أن تنظر في عمرك مقارنة بأعمار الآخرين.

قال بكر بن عبد الله: إذا رأيت من هو أكبر منك فقل: هذا سبقني بالإيمان والعمل الصالح فهو خير مني، وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل: سبقته إلى الذنوب والمعاصي فهو خير مني.

فإن كنت صغيرا فلا تقل: إذا كبرت عملت وعملت

وإن كنت كبيراً فماذا تنتظر؟

فليس بعد الكِبَرِ إلا الموت!

فهنيئاً لمن بادر فترك له أثراً يُنتفع به

فاعمل لنفسك قبل موتك ذكرها ** فالذِّكر للإنسان عمر ثاني

م ن ق و ل

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[07 - 02 - 2009, 03:06 م]ـ

بارك الله فيك على حسن اختيارك

نصيحة رائعة وحكمة بالغة

ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 02 - 2009, 03:13 م]ـ

موضوع ماتع، سلمت يمينك

حبَّذا لو وضعنا المصدر المنقول عنه

كل الشكر لك

ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[07 - 02 - 2009, 05:00 م]ـ

موضوع جميل وفيه تذكير ..

ومحمل بالحكمة والموعظة ..

شكراً لك أخيتي (ديمة الله) على هذا النشاط

ـ[باتل]ــــــــ[07 - 02 - 2009, 05:21 م]ـ

جزاك الله خيرا أحسنت الاختيار بارك الله فيك.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[07 - 02 - 2009, 05:24 م]ـ

يقول أبو العتاهية:

الناس في غفلاتهم = ورحى المنية تطحنُ

ما دون دائرة الردى = حصن لمن يتحصنُ

وقال آخر:

ولدتك أمك يا بن آدم باكيًا = والناس حولك يضحكون سرورا

فاعمد إلى عملٍ تكون إذا بكوا = في يوم موتك ضاحكًا مسرورا

أحسنتِ أخية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير