تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أعجب ما قرأت]

ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 01:59 م]ـ

في أحد المستشفيات يمكث مريضان عجوزان في غرفة واحدة. كلاهما معه مرض

عضال. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر.

ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان

عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت كان المريضان يقضيان وقتهما في

الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره

ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء

وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في

النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما

ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة

في الخارج: ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا

زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء. وهناك رجل يؤجِّر

المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة. والنساء قد أدخلت كل منهن

ذراعها في ذراع زوجها، والجميع يتنزهون حول حافة البحيرة. وهناك آخرون جلسوا في

ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً

يسر الناظرين فيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا

الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة

خارج المستشفى.

وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية

إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها.

ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة

صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال

الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب

المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن على صاحبه أشد الحزن.

وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة.

ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه. ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر

الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أن يحاول

الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه

رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار! وجهه ببطء

شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي. وهنا كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه

إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.

نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها،

فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه،

فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.

كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى

هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس

فتتمنى الموت.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 03:26 م]ـ

نعم أخي المفضال أبا طارق بارك الله لك على القصة التي تروي لنا جوانب احتراف توزيع السعادة وخلق الأجواء المناسبة لها من عدم، فالانسان يستطيع إشعارك بالسعادة ولو أنه قد لايملك شيئاً خلا قلبه الذي بين جنبيه والمفعم بالخير.

ـ[أم يوسف2]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 09:16 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلمت يداك

جميل مانقلت

ياليتني استطيع نقل السعادة للأخرين مثل ذلك الرجل

حفظك الله

والسلام

ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 09:28 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرًا أستاذ أحمد على المرور الطيب

وأشكر الأستاذ جلمود على قراءته وشكره

الأستاذة مي:

عودة طيبة

وأشكركِ على مرورك

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 09:48 م]ـ

يا الله!!

ماتعة أبا طارق .. وتصلح موضوعا لقصة أو رواية تتنامى تفاصيلها ..

وكلا الرجلين محرومان .. فالأول محروم بفقد بصره، والآخر محروم بفقد القدرة على النهوض ليرى ويستغل بصره .. على الرغم من بصيص أمل يدغدغ جوانح كل منهما

وصدق من قال: لا حياة مع اليأس .. ولا يأس مع الحياة

ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 09:50 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير