[بماذا كانت ترعبك الوالدة؟!]
ـ[ديمة الله]ــــــــ[06 - 02 - 2009, 10:38 م]ـ
بماذا كانت ترعبك الوالدة!؟
بقلم / فهد عامر الأحمدي
كل أم تملك شيئا تخيف به أطفالها وتهددهم به حين ينفد منها مخزون التملق والإقناع الجميل .. شيئا يثير رعبهم مثل "الحرامي" و"السعلية" و "الغول" تستعين به حين يرفض أبناؤها أوامرها والانصياع لكلامها ..
وأنا شخصيا مازلت أذكر "عافية ربي" التي كانت تهددني بها والدتي - أطال الله في عمرها - حين يرتفع لدي معيار الشقاوة والعناد ..
ورغم المعنى الجميل والمبطن ل "عافية ربي" (مقارنة بالحرامي أو السعلية مثلا) إلا أنني تصورتها شخصية حقيقية في طفولتي المبكرة .. فقد كنت أراها في أماكن كثيرة بهيئة امرأة قزمة لا تملك يدين أو قدمين ولكنها تملك رأساً كبيراً وابتسامة صفراء .. كانت بهيئة وطول "قارورة الكاتشب" وتملك شعراً كثيفاً ومنفوشاً يميل للون الأحمر .. وأذكر أنها كانت تنظر إلي أينما ذهبت وكنت أتحاشى النظر في عينيها مباشرة - كما كنت أتحاشى النظر في ركن معين من المجلس تستقر فيه دائماً - .. وحتى حين كبرت في السن كانت شخصيتها حاضرة وواضحة في ذهني لدرجة بقيت لفترة طويلة أتساءل إن كانت مخلوقاً حقيقيا لم يره غيري!!
.. ومن المعروف أن الطفل - بعكس البالغ - لا يميز بين الحقيقة والخيال وقد يتبنى ما يسمعه ويراه كحدث حقيقي .. وفي العقدين الأخيرين فقط أدرك علماء النفس إمكانية زرع "الذكريات المزيفة" في عقل الطفل من خلال تكرارها الدائم عليه .. ادعاءات مزيفة تختلط مع الواقع فيتذكرها (لاحقاً) كأحداث حقيقية تندمج مع الأحداث الواقعية في حياته. وهذا الاحتمال جعل دوائر القضاء في أمريكا ترفض قبول شهادات الأطفال - وحتى المنومين مغناطيسياً - إلا بعد تقييمها من قبل الخبراء النفسيين .. فقد اتضح أن كثيراً من شهادات الأطفال (ضد أحد الأبوين بالذات) مبالغ فيها أو تسربت الى أدمغتهم أثناء المحاكمة .. فالاتهامات المتبادلة، وأقوال الادعاء، وتقارير الصحف والتلفزيون سرعان ما تتسرب لذهن الطفل فيتبناها كحقائق (وبالتالي يشهد بوقوعها كأحداث) ..
وهناك عالمة نفس مشهورة من جامعة كاليفورنيا (تدعى إليزابيث لوفتز) يعود لها الفضل في تغيير نظرة القضاء لشهادات الأطفال .. ففي بداية التسعينيات قدمت أشرطة مصورة لأطفال ومراهقين زرعت في أدمغتهم ذكريات مزيفة (أصبحوا يتحدثون عنها لاحقا كأحداث حقيقية مرت بحياتهم) .. فهناك مثلا مراهق يدعى كريس طلبت منه - أمام الكاميرا - أن يحدثها عن حادثة ضياعه في السوق قبل ثماني سنوات .. وهنا تقترب منه الكاميرا لرصد ملامح الخوف التي ترتسم على وجهه أثناء حديثه عن هذه التجربة العصيبة (حيث فقد والديه في السوق وأخذ يبكي بهلع قبل أن تأخذه الشرطة ويستعيده والده بعد ساعات) .. ولكن ما لا يعرفه كريس نفسه أن هذه الحادثة لم تقع أبدا وأنها مجرد "تجربة" لإثبات إمكانية تبني الأطفال لذكريات مزيفة وحكايات مفبركة!
.. وهذا بحد ذاته يثبت إمكانية تجسد الخيال كواقع حقيقي في ذهن الطفل من خلال التكرار والإيحاء - وتحدث كافة الأطراف عن الموضوع بصيغة التأكيد ..
.. على أي حال؛ ما زالت والدتي تطلب لي عافية ربي (بعدما فهمتها بنفسي) ..
ولولا الحرج لسألت كلاً منكم على حدة: بماذا كانت ترعبك الوالدة!؟
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[06 - 02 - 2009, 10:46 م]ـ
لم تُرعبني يوما ولم تُدخل على قلبي الخوف.
هي قرة عيني، أجد فيها وفي لمسات يدها وكلماتها الحنان كله، نشأت منذ طفولتي أعتبرها أمي وصديقتي وحبيبتي، لم تزرع في ذهني إلا معاني الآمان والحب والعطاء غير المشروط.
كانت ولا تزال تزرع في نفسي الثقة وجعل معيار رضى الله هو الفيصل في حكمي على الأمور.
لا أذكر لها تعبيرا قالته أدخل على قلبي الرعب أو تسبب في رعشة نبضاتي.
جزاها الله عني الجنة، ورزقها صحبة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وأطال لي في عمرها آمين.
ـ[الوافية]ــــــــ[06 - 02 - 2009, 10:52 م]ـ
لم تُرعبني يوما ولم تُدخل على قلبي الخوف.
هي قرة عيني، أجد فيها وفي لمسات يدها وكلماتها الحنان كله، نشأت منذ طفولتي أعتبرها أمي وصديقتي وحبيبتي، لم تزرع في ذهني إلا معاني الأمان والحب والعطاء غير المشروط.
كانت ولا تزال تزرع في نفسي الثقة وجعل معيار رضى الله هو الفيصل في حكمي على الأمور.
لا أذكر لها تعبيرا قالته أدخل على قلبي الرعب أو تسبب في رعشة نبضاتي.
جزاها الله عني الجنة، ورزقها صحبة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وأطال لي في عمرها آمين.
وكأنك تتحدثين بلساني أخيتي.
لن أزيد سوى أنها كانت أبي وأمي معا،فقد توفي والدي-رحمه الله-وأنا في الخامسة.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[06 - 02 - 2009, 10:53 م]ـ
كل أم تملك شيئا تخيف به أطفالها وتهددهم به
عفوا ليس كلهم، بل أهذه تسمى أما!؟
حين ينفد منها مخزون التملق والإقناع الجميل
آهٍ ... وهل ينفد ما عندها، أرى أنني لو أحدده بالمخزون أرى أني حصرته.