تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اليوم العالمي للمرأة!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 03 - 2009, 08:38 ص]ـ

في اليوم العالمي للمرأة، 8 مارس، كما اصطلحت الأمم المتحدة، تبرز دائما مسألة: المساواة، فتطرح على أنها عين العدل، وذلك عين الظلم!، إذ التسوية بين اثنين، ولو من جنس واحد، مع اختلاف القدرات الذهنية والبدنية ........... إلخ، ظلم، فالفكرة أشبه ما تكون بالمساواة الشيوعية، التي طرحتها المدن الفاضلة، بزعم نزع الأحقاد الطبقية بين فئات المجتمع، فيسوى بين الكل في تحد صارخ لسنة الله، عز وجل، في كونه: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ)، و: (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا).

بل إن الرسل عليهم السلام، مع اشتراكهم في جنس الرسالة الأعلى، فإنهم لا يستوون في الفضل، مصداق قوله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ).

فالغني مبتلى بالفقير، لا ليكون فقيرا مثله، أو ليعطيه كل ما يملك، فيحل محله!، وإنما ليؤدي حقه الشرعي الذي افترضه الله، عز وجل، ولذلك إن لم تف الزكاة بحاجة الفقراء في بلد، وجب على الإمام فرض ما يسد حاجة الفقراء من أموال الأغنياء، وهذا بطبيعة الحال بعد استيفاء الحق الشرعي ابتداء، لا تعطيله وجمع الضرائب والمكوس الجائرة كما نرى في كثير من بلادنا في العصر الحاضر، والشاهد أن ابتلاء الغني بالفقير والفقير بالغني لا يعني المساواة بينهما، بل يعني امتثال السنة الشرعية التي تنظم العلاقة بينهما، إذ قد جرت السنة الكونية بكون هذا غني، وذاك فقير، فجاءت السنة الشرعية حاكمة على السنة الكونية، فلا إفراط في العلاج بسلب الغني ماله بزعم تحقيق العدالة الاجتماعية الاشتراكية التي أثارت الأحقاد بين فئات المجتمع لتتوصل بذلك إلى قلب الأنظمة السياسية والاجتماعية، كما نظر الشيوعيون الأوائل، رسل الحقد إلى الفقراء والمستضعفين، ولا تفريط بإهمال حق الفقراء، فتكدس الأموال في خزائن طبقة رأسمالية جشعة تتحكم في الأقوات، بقدر الله، عز وجل، الكوني، على طريقة: "من لا يعمل لا يأكل"، وليته يأكل حقه، وإنما يلقى إليه فتات الموائد، وتلك بيئة اجتماعية ملائمة لتفجر الثورات والصراعات بين طبقات المجتمع لتنتقل من ظلم الأفراد إلى ظلم الدولة المركزية، وبينهما تتأرجح المجتمعات التي عطلت شرع الباري، عز وجل، فمن ثورة اشتراكية إلى انفتاح رأسمالي ............. إلخ في دائرة مفرغة تدور فيها كثير من المجتمعات الإسلامية المعاصرة.

وإذا نقلت صورة الصراع بين الغني والفقير في تلك المجتمعات إلى صورة الصراع بين الذكر والأنثى، فهي صورة طبق الأصل: مجتمعات عطلت سنة الله، عز وجل، الشرعية في الحكم على السنة الكونية الجارية بتفاوت القدرات الذهنية والبدنية بين الذكور والإناث، فبخست كثيرا من الإناث حقوقها الشرعية، حتى شاع في كثير من المجتمعات حرمان الأنثى من الإرث لئلا يذهب إلى الزوج الغريب!!!، في تقليد أعمى للجاهلية الأولى جاهلية: والله ما هي بنعم الولد: نصرهن بكاء وبرهن سرقة!!!، فلا يرث إلا من يحمل السلاح دفاعا عن العشيرة، فكان رد الفعل، كرد فعل الشيوعيين في المجتمعات الرأسمالية: حقد متبادل تغذيه مناهج مستوردة تحرض المرأة المسلمة على قلب نظام الحكم داخل الأسرة المسلمة لتستولي على مقعد الرئاسة، ومن ثم ثورة المساواة في كل شيء في تحد سافر للسنة الشرعية، بل والسنة الكونية التي خصت كل جنس بخصائص وقدرات جسدية ونفسية لا توجد عند الآخر، فتشتد الحاجة الفطرية السوية: حاجة الذكر ذي القدرات العقلية إلى الأنثى ذات القدرات العاطفية، فتأتي السنة الشرعية لتتوج ذلك بتاج العفة الزوجية التي يحصل بها السكن: المادي والمعنوي، مصداق قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، فهي آية كونية باهرة تدل على ربوبية الله، عز وجل، من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير