سُرق المخطوط يا أولاد الحلال، ألم يره أحد؟
ـ[جلمود]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 11:08 م]ـ
منذ عدة أعوام قليلة سرق من دار الكتب المصرية ـ حفظها الله ـ أقدم مخطوط على ظهر الأرض (حتى الآن) مكتوبا على الكاغَد (الورق)، ألا وهو "الرسالة" في أصول الفقه للإمام الشافعي.
ومما يضحك كثيرا أن دار الكتب المصرية لا تزال تحتفظ بشعارها الرسمي والذي كانت تضعه على موقعها الالكتروني وهو مخطوطة الرسالة المسروقة.
وفي تصريح لمديرها وقتها قال ما معناه (فذاكرتي ضعيفة): لا تهمنا هذه السرقة فلدينا عدة نسخ من الرسالة:)!
ونسختنا المسروقة كتبها الربيع بن سليمان تلميذ الشافعي في حياة الشافعي (توفي الشافعي عام 204هـ)، وكان الربيع ضنينا بهذه النسخة، فلم يإذن بنسخها إلا قبيل وفاته، فأجاز نسخها عام 265هـ، وتعتبر هذه الإجازة من أقدم الإجازات المعروفة حتى الآن. وقد احتفل العلماء بهذه النسخة احتفالا كبيرا فسجلوا عليها سماعاتهم وخطوطهم، ونشر أحمد شاكر هذه الإجازات مفردة.
فليغفر لنا الربيع تفريطنا بهذه النسخة التي ظل يضن بها 60 عاما، فضيعتها دار الكتب المصرية حفظها الله.
والطريف في هذه المسألة أن التحقيق لا يزال مستمرا حتى الآن، وأخبرني أحد أعضاء لجنة التحقيق أن المحكمة طلبت تقدير هذه النسخة ماليّا حتى تستطيع أن تقدر الجزاء على المفرطين، كما أخبرني أنهم في اللجنة محتارون في ثمنها وتقديره.
واسمحوا لي أن أخمن وأظن:) ما ستقوله دار الكتب المصرية للمحكمة في ثمن هذه النسخة:
فلقد رُوي عن الفراء أن وراقيه نازعوه في ثمن نسخ كتاب المعاني، فحملهم على أن يكون نسخ العشر ورقات بدرهم، وإذا كان عدد أوراق نسخة الرسالة المسروقة 78 ورقة، فيكون ثمنها 78×درهم لكل عشر ورققات =8 دراهم تقريبا:).
وإذا رأت المحكمة تغليظ الحكم على المسئولين فعليها أن تأخذ بما روي عن أبي العباس الأحول من أنه كان ينسخ خمس ورقات بدرهم؛ فتكون قيمة المخطوط المسروق 16 درهما تقريبا:).
أما إذا رأت المحكمة الموقرة ردع مثل هؤلاء المفرطين وجعلهم عبرة لمن يعتبر فعليها أن تأخذ بما روي عن أبي سعيد السيرافي من أنه كان ينسخ الورقة بدرهم؛ فتكون قيمة مخطوط الربيع 78 درهما تقريبا::).
وإن أجازت المحكمة الموقرة رأي جلمود السابق فأنا أدعو إخوتي لتجهيز أنفسهم للسطو على دار الكتب جهارا نهارا، ولن يكلفنا الأمر أكثر من ألف دينار:):).
والأكثر طرافة في الموضوع أن المخطوط سرق بطريقة لا يتصورها عقل أبدا:):)، فالمخطوط لم يسرق كله، وإنما كان السارق رؤوفا بنا فترك لنا الجلدة والبطانة:):)، والغريب أنه نزع الكتاب ورقة ورقة، ثم قام بوضع ورقا آخر، ثم قام بلصقه وتسويته، تُرى كم يستلزم مثل هذا العمل من الوقت:):)، علما بأن دار الكتب المصرية ــ حفظها الله ــ تمنع الاطلاع على المخطوطات أو رؤيتها منذ عام 1986 م:):).
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 11:31 م]ـ
غفر الله لك وأضحك سنَّك وأراح قلبك
ـ[جلمود]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 12:34 ص]ـ
غفر الله لك وأضحك سنَّك وأراح قلبك
وغفر لك وأضحك أسنانك كلها!
بالمناسبة ألم يحن بعد أن تتوج اسمك ببعض الهمزات!
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 01:09 ص]ـ
دار الكتب المصرية حفظها الله تاريخها حافل بمثل هذه المهازل
حدثني بعض المحققين أن المخطوطات قديما كنت تنقل إلى دار الكتب في أتوبيس النقل العام وقد ينفرط عقد بعض الكتب أثناء الطريق ويصعب جمعه فيكون مصيره إلى المخرطة والسلام
ـ[مسعود]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 04:08 ص]ـ
الله المستعان. لمثل هذا نرى مخطوطات عربية نادرة توجد في اليابان وأماكن في أقاصي الدنيا، نستعجب كيف وصلت إليهم.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 10:47 ص]ـ
إذاً لا داعي لأن نتذمر إذا وجدنا مخطوطاتنا العربية عند الغرب في فرنسا و غيرها؟
ربما هم أحرص على مخطوطاتنا منّا:): mad:
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 12:55 م]ـ
إذاً لا داعي لأن نتذمر إذا وجدنا مخطوطاتنا العربية عند الغرب في فرنسا و غيرها؟
ربما هم أحرص على مخطوطاتنا منّا:): mad:
بل هم الذين يسرقونها منا عن طريق دفع الأموال للقائمين على الحفاظ على كتبنا ومخطوطاتنا حسب ما ذكر أخونا جلمود فالذي سرقها كان يملك كثيرا من الوقت على عكس اللصوص وربما أقام مادبة غداء وهو يرتب الأمر
اما التذمر فلم نعد نتذمر أخي أنس لأنه في كل يوم يسرق منا أشياء كثيرة ولم يعد الأمر متوقفا على المخطوطات (رغم قيمتها الكبيرة) فالبلاد كلها تسرق!!!!!!!
ـ[جلمود]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 02:40 م]ـ
دار الكتب المصرية حفظها الله تاريخها حافل بمثل هذه المهازل
حدثني بعض المحققين أن المخطوطات قديما كنت تنقل إلى دار الكتب في أتوبيس النقل العام وقد ينفرط عقد بعض الكتب أثناء الطريق ويصعب جمعه فيكون مصيره إلى المخرطة والسلام
ليس ببعيد عن دار الكتب المصرية حفظها الله أن تفعل هذا؛ ففي عام 1973م ضاعت مخطوطات عديدة نتيجة لسوء النقل من المبنى القديم في باب الخلق إلى المبنى الجديد بكورنيش النيل.
والعجيب أنهم نقلوا هذه الأيام المخطوطات من مبنى كورنيش النيل إلى مبنى باب الخلق مرة أخرى:)، ويبدو أنها طريقة لطيفة ولعبة طريفة لسرقة المخطوطات بحجة ضياعها أثناء النقل، وستكشف لنا الأيام عما ضاع من المخطوطات في هذا النقل الأخير كما كشفت لنا عما ضاع في نقل عام 1973م.
لقد فهمتُ اللعبة:)، وسأنتظر قرار نقل المخطوطات من باب الخلق إلى كورنيش النيل عام 2012م مرة أخرى:)، وساعتها سيفوز جلمود بنصيب الأسد، وكما يقول المصريون: (فيها يا اخفيها).