[أوجهة نظر هي أم الحقيقة؟]
ـ[د. علي]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 09:30 م]ـ
كنتُ قد طرحت للتأمل والنقاش خاطرة عنوانها: القمة تتسع للجميع ..
وعلق عليها أفاضلُ كرام ..
واليوم أربطُ خاطرة أخرى بالسابقة لارتباطٍ وثيقٍ بين ما جاء في بعض التعليقات على الخاطرة السابقة وهذه الخاطرة:
ينظُرُ بعضُ الناس إلى شيءٍ ما نظرةً تأملية فيبدو له من وجهةٍ ما أنّ ذلك الشيء يُمثِّل حقيقةً ما، وتتشرَّبُ نفسه ذلك التصوَّر المبنيّ على وجهة نظره إلى أن يتحوَّلَ تصوره في نفسه حقيقةً قد تبلغ في مداها عنده حدّ المسلَّم به ..
وقد يتجاوز صاحب ذلك التأمل بالأمر إلى أن يصبِح غير قابل للنقاش عنده ..
من أمثلة ذلك ما علق بذاكرتي في إحدى الدراسات اللغوية أن أهل لغة ما كانو يسموّن رأس الجبل باسمين متناقضين أحدهما يُشعِر بالسمو والقمة، والآخر يُشعرُ بالهاوية والهلاك ..
تُرى أيهما الحقيقة؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 02 - 2009, 10:13 ص]ـ
بارك الله لك أخي الكريم د. علي على استثارة الفكر بمثل هذه التساؤلات اللطيفة ..
طبعاً الناس ليسوا متساوون في هذه النظرة، فهناك أهل الاختصاص وهناك أهل العلم،
والناس يتراوحون بينهم.
وعلى المرء مهما كان عالماً بالشيء، فعليه مشاورة الغير من ذوي العلم أو الاختصاص ليتأكد من صحة وسلامة تفكيره، وذلك قبل أن يصبح هذا الشيء من المسلمات عنده مع الانتباه أنه ربما يكون هناك قصور في هذه المسلمة.
وماأدري هل لهذه الملاحظة التي أثرتها من علاقة بما كان صاحب المذهب الفقهي يراه على أن رأيه صح يحتمل الخطأ ..
ـ[د. علي]ــــــــ[22 - 02 - 2009, 01:24 م]ـ
بارك الله لك أخي الكريم د. علي على استثارة الفكر بمثل هذه التساؤلات اللطيفة ..
طبعاً الناس ليسوا متساوون في هذه النظرة، فهناك أهل الاختصاص وهناك أهل العلم،
والناس يتراوحون بينهم.
وعلى المرء مهما كان عالماً بالشيء، فعليه مشاورة الغير من ذوي العلم أو الاختصاص ليتأكد من صحة وسلامة تفكيره، وذلك قبل أن يصبح هذا الشيء من المسلمات عنده مع الانتباه أنه ربما يكون هناك قصور في هذه المسلمة.
وماأدري هل لهذه الملاحظة التي أثرتها من علاقة بما كان صاحب المذهب الفقهي يراه على أن رأيه صح يحتمل الخطأ ..
حياك الله أخي الكريم أحمد،، العالم الفقيه يتأمَّل النصَّ ويربطه بغيره من نصوص التشريع وبمناسبته وبالحال والواقع ... إلخ ويجتهد في الربط والفهم طاقته ثُمَّ يُبدي ما يراه في الأمر، وبعد ذلك كلّه يقول: رأيي صحيح يحتمل الخطأ.
تأمل (يحتمل الخطا) هذه العبارة كافية لوعي أنه لا يعد رأيه حقيقة ثابتة لا تقبل النقاش.
هذا بالنسبة لما فيه احتمال واجتهاد، أما إذا وجد النص الصريح القاطع فلا اجتهاد مع النص.
مع التنبيه بأني لا أعني الفقهاء في الخاطرة، بل أعني تأمُّل أي شخص منا لأمر ما ثمَّ تبنيّه إلى حد اليقين والمنافحة دونه وكأنه عقيدة يعتقدها وهي لا تعدو كونها وجهة نظر .. وهذا التبني قد يكونُ له أثره في حياة الإنسان سلبًا وهو الإشكال ..
أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة .. ولك جزيل الشكر في التفاعل
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[22 - 02 - 2009, 02:55 م]ـ
د. علي، سلمه الله
أنظر بإعجاب لكل ما تطرحه من قضايا تنم عن سمو تفكيركم و نظرتكم الواقعية.
- لم يعد يفرق البعض بين ذاته و ما يتصل بها مما هو منفصل عنها، فتراه ينظر لكل من خالف رأيه نظرة عداء شخصي، فهنا لا توجد حقيقة و لا وجهة نظر.
- و في حياتنا اليومية نرى كيف تتحول بعض الملاطفات إلى خصومات نصيب محدثكم منها تحمل جزء من تكلفة مائدة الصلح مما حدا به إلى أن يدخل طرفاً في كل نقاش لاح في الأفق تحوله إلى خصومة، فيأكل مما لذ و طاب دون أن ينقص قرشاً من الحساب. هذه الحقيقة التي توصلت إليها.
- يقول النبي صلى الله عليه و سلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و لو كان محقاً) هذه الحقيقة التي لا شك فيها.
- يقول فرعون: ما أريكم إلا ما أرى و ما أهديك إلا سبيل الرشاد، هذه حقيقة عند فرعون.
- مما تعلمت من الحياة: (لا مانع من أن تتجاور القمم لكن لا يوجد قمة تسع اثنين).
وقد يتجاوز صاحب ذلك التأمل بالأمر إلى أن يصبِح غير قابل للنقاش عنده ..
لأن هذا يعني اعترافه بوجود خلل في تفكيره.
تُرى أيهما الحقيقة؟
كلاهما: حقيقة حقيقة وحقيقة غير حقيقة.
أرأيت لا بد أن تكون طرفاً لتنعم بالفائدة و تهنأ بالمائدة.
أكرر لك شكري و تقديري و إعجابي و دمت سالماً غانماً.
ـ[د. علي]ــــــــ[22 - 02 - 2009, 06:58 م]ـ
أهلا بك أخي الكريم الطاوي، لا طويت على مكروه ...
أشكر لك مرورك السخيّ، وأسعدني تعليقك ..
ربما تحوي الحياة شيئًا أكثر مما تعلمناه منها، ما رأيك؟ وشكرًا
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[23 - 02 - 2009, 04:13 م]ـ
أهلا بك أخي الكريم الطاوي، لا طويت على مكروه ...
أشكر لك مرورك السخيّ، وأسعدني تعليقك ..
ربما تحوي الحياة شيئًا أكثر مما تعلمناه منها، ما رأيك؟ وشكرًا
-أنا أسعد.
- لذا تجد الحكماء في كل زمان.
- الصنف الذي كرمتم بذكره موجود و ليس بقلة، فما الطريقة المثلى في التعامل مع هؤلاء في رأيكم؟
أكرر لك تقديري و دمت بود