تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الغذاء مقابل السلام!!!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 01 - 2009, 08:38 ص]ـ

استراتيجية: الأرض مقابل السلام، تحولت إلى: الأمن مقابل السلام، ثم هي الآن تتحول إلى: الغذاء مقابل السلام، في محاولة دنيئة من عالم يدعي الإنسانية، فالتلويح الآن بورقة: المساعدات الإنسانية وإعادة تعمير قطاع غزة بعد تدميره مقابل:!!!!، وهي استراتيجية استخدمتها قوات حفظ السلام الدولية المتواطئة مع الصرب الأرثوذكس في حرب البلقان، إذ نزع سلاح الموحدين في بعض الجبهات بالضغط بورقة المعونات الإنسانية، فمع شدة الحصار تنفد المؤن، وتلح حاجة الإنسان الفطرية، لا سيما الضعفاء من الشيوخ والعجائز والنساء والولدان، وذلك مما يوفر بيئة مناسبة للمساومة، وما أخسها من مساومة.

وفي نفس الوقت يفد المسئول اليهودي عن التضييق على غزة، بل وإحكام الحصار حولها، إلى مصر لبحث الترتيبات الأمنية للحد من ظاهرة الأنفاق التي تثير قلق يهود، وتفد بارجة فرنسية للبدء في تطبيق خطة حصار غزة عسكريا بموجب مقررات مؤتمر شرم الشيخ الأخير، وتلك مدينة مشئومة تنتهك فيها المحارم ليل نهار، ويجتمع فيها المتآمرون دوريا لمكافحة الإرهاب!!!!.

ومع استئناف العام الدراسي في غزة بالأمس، تبرز ملامح صمود الموحدين رغم ما لاقوه وما يلاقونه من صعوبات تجعل الآمنين المترفين من أمثالنا يتساءلون في دهشة: أنى لهم باستئناف حياتهم بشكل طبيعي بتلك السرعة وبتلك الإمكانيات المتواضعة بل والمعدومة في ظل مناخ بارد وشح في الغذاء والدواء، بل والبنايات التي يأوي إليها السكان في حياتهم والطلاب في درسهم.

ومن كيان يهود: آتت الحرب أكلها لمعسكر الليكود، فارتفعت أسهم المدعو: "نتنياهو"، فهو الأقرب إلى الفوز في انتخاباتهم القادمة، إذ لم تفلح مغامرة غزة الفاشلة في رفع أسهم "ليفني" التي اعتبرت ما سقط من الموحدين في تلك الهجمة البربرية: ضحايا أخطاء عابرة!!!، والمجتمع اليهودي يفضل قيادة متطرفة في ظل ظروف الحرب الحالية، ولم تعد لعبة: الليكود المتطرف، والعمل المعتدل الذي يمثله أمثال: "بيريز" و "باراك" لم تعد هذه اللعبة تنطلي إلا على المتصهينين العرب، أو: المغفلين العرب، أصحاب موائد السلام: الخيار الاستراتيجي!!!.

والآن: يحاول المتنفذون في كيان يهود تحقيق أي انتصار ولو كان شكليا، لإرضاء الجبهة الداخلية بالتفاوض لإطلاق سراج جنديهم الأسير مقابل فتح المعابر، أو التخفيف من الضغط على أهلنا في غزة، وقيادة غزة أعلم، بعد الله عز وجل، بما فيه المصلحة الشرعية والدنيوية المعتبرة بحكم المعايشة اليومية، وقد جربوا التهدئة مع يهود مقابل تخفيف الحصار فنقضوا كعادتهم بعد نحو 10 أيام من الاتفاق، والتزم إخواننا العهد حتى نهاية مدة التهدئة وكانت النتيجة: تلك الضربة الغادرة، فالحذر كل الحذر من تكرار ذلك، فيظهر القوم مرونة لاستعاة أسيرهم ثم ينكثون كدأبهم.

وقد توعد المدعو: "عاموس جلعاد" المقاومة الإسلامية بتكرار المحاولة بعد عام من الآن، في ظل فشل العملية الأخيرة التي استغرق الإعداد لها عامين، فبدأ المخطط بحصار خانق لإضعاف الجبهة الغزية، ومن ثم الإجهاز عليها بعملية عسكرية قذرة، في ظل خيانات صريحة، وهو ما لم يتحقق، ولله الحمد، فعلى المقاومة الإسلامية، أن تأخذ حذرها، فإن القوم: أهل خيانة وغدر، والجار القريب في رام الله، والبعيد في مصر يتظاهر بولاء الشعب الفلسطيني المسكين الذي تجثم المقاومة على صدره!!!، وهو في باطنه يتعجل إسقاط الحكومة الشرعية، ربما أسرع من يهود، فالإمارة الإسلامية المجاورة تشكل خطرا على الأمن القومي لكيانات علمانية فاشلة، فرضت نفسها بالقوة على المجتمعات الإسلامية فلم ينصبها أحد، وإنما تغلبت، فتسلطت بقدر الله، عز وجل، الكوني، جزاء وفاقا لتقصيرنا في نصرة الدين وأهله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير