تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[في وصف السحاب والمطر]

ـ[أبو طارق]ــــــــ[25 - 01 - 2009, 07:18 م]ـ

من كتاب ابن دريد:

أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: سمعت أعرابياً من غني يذكر مطراً أصابهم في غب جدب فقال: تدارك ربك خلقه، وقد كلبت الأمحال، وتقاصرت الآمال، وعكف الياس، وكظمت الأنفاس، وأصبح الماشي مصرماً، والمترف معدما، وجفيت الحلائل، وامتهنت العقائل، فأنشأ الله سحاباً ركاماً كنهوراً سجاما، بروقه متألقة، ورعوده متقعقعة، فسح ساجياً راكداً ثلاثاً غير ذي فواق، ثم أمر ربك الشمال فطحرت ركامه، وفرقت جهامه، فانقشع محموداً، وقد أحيا فأغنى، وجاد فأروى، فالحمد لله الذي لا تكت نعمه، ولا تنفد قسمه، ولا يخيب سائله، ولا ينزر نائله.

أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: كان شيخ من الأعراب في خبائه، وابنة له بالفناء إذ سمع رعداً فقال: ما ترين يا بنية؟ قالت: أراها حواء قرحاء كأنها أقراب أتان قمراء؛ ثم سمع راعدةً أخرى فقال: كيف ترينها؟ قالت: أراها جمة الترجاف، متساقطة الأكناف، تتألق بالبرق الولاف، قال: هلمي المعزقة وانأي

نؤياً.

قال أبو بكر: حواء سوداء إلى الحمرة كلون الفرس الأحوى، قرحاء يريد أن البرق في أعاليها فكأنها قرحاء مثل الفرس الأقرح، والأقراب الخصور، شبهها ببطن الأتان القمراء، والقمرة بياض كدر، جمة كثيرة، والترجاف الاضطراب، والاكناف النواحي، تقول: قد استرخت نواحيها لكثرة مائها؛ والبرق الولاف الذي يبرق برقتين متواليتين، وهو لا يكاد يخلف، والمعرفة المسحاة، والنؤي تراب يجمع حول البيت لئلا يدخله المطر.

وفي لباب الآداب لأبي منصور الثعالبي:

انحلّ عَقْدُ السماءِ، وَوَهَى عِقْدُ الأنواءِ، انحل سلكُ القَطْرِ، عن درَّ البَحْرِ استعار السحابُ جُفونَ العُشَاقِ، ولفَّ الأجواد. انقطع شريان عرق الغمام، سحابٌ حَكى المحب في انسكابِ دموعِهِ، والتهابِ النار بين ضُلوعه، مَطرٌ كأفواه القِرَب، وَوَحْلٌ إلى الركب، سحابُه يضحك من بكائها الرَّوْضُ، وتخضرُّ من سَوادِها الأرضُ.

وتنعم حضرموت هذه الأيام بأمطار غزيرة, ولكنها ليست بغزارة الأمطار التي شهدتها من قبل , ورغم ذلك فالناس لم ينسوا معاناتهم, وما إن ادلهمت السماء بالغيوم, حتى بلغ القلق في الناس مبلغه, وتسلل الوجل إلى قلوبهم, وأصبح الكل يدعو الله زوال الغيوم, وكشف الهموم.

فالناس معذورون فيما يدعون, فالذي مرَّ عليهم لم يكن بالقليل؛ أراض جُرفت, وأموال ذهبت, وديارٌ هُدمت, وقبل ذلك: فقد الأحباب.

وإلى هذه اللحظة والسحاب لم يغادر سماءنا

نسأل الله أن يجعلها سقيا رحمة, لا سقيا عذاب, ولا هدم ولا غرق.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 01 - 2009, 04:02 م]ـ

بارك الله لك أخي الحضرمي وبارك للحضارمة وأغاثهم الله بالغيث العميم. وماأجمل لغتنا!

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[26 - 01 - 2009, 05:24 م]ـ

نسأل الله أن يجعلها سقيا رحمة, لا سقيا عذاب, ولا هدم ولا غرق.

آمين آمين

شكرا أبا طارق.

ـ[الوافية]ــــــــ[26 - 01 - 2009, 06:33 م]ـ

نسأل الله أن يجعلها سقيا رحمة, لا سقيا عذاب, ولا هدم ولا غرق. [/ color]

اللهم آمين!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير