تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من التطاول الغربي على الثوابت الإسلامية]

ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 02 - 2009, 07:45 ص]ـ

الصراع الدائر الآن بين الغرب النصراني بقيمه المادية وروحه الصليبية في تناقض عجيب بين الدين الذي لم يبق من رسمه إلا التعصب الأعمى في حرب الإسلام وأهله، والإيجاف عليه بخيله وركابه، والدنيا التي عبدت أبناء الغرب لأجسادهم، فماتت أرواحهم، وإن بقي لها نوع تعلق بالأجساد يحفظها من الفساد!!!، فتلك هي الفائدة الوحيدة تقريبا التي يرجوها الغربي من روحه، إذ صار نعيم الجسد غاية، وما خلقت الأجساد في دار البلاء لتبقى، وما خلقت في دار التكليف لتنعم، فليست دار مقامة لتؤمن فيها المنايا والآفات، والعاقل من عمل لدار لا دار بعدها فـ: (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).

الشاهد أن الصراع القائم الآن بين ذلك الغرب المضطرب المتناقض والشرق المسلم المتوائم مع جوهر الوحي إجمالا وإن تابع الغرب في كثير من أنماطه المضطربة الحائرة، صراع كما يقول من يقول من مفكري الغرب الذين نزعوا قناع التقية لا سيما بعد أحداث 11 سبتمبر، صراع حضارات، والحضارة مظهر من مظاهر الثقافة، والثقافة مظهر من مظاهر الدين، فمآل الأمر إلى الصراع المحتدم من لدن بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الناس هذا بين رسالته الخاتمة، وبقايا الكتاب التي بين أيدي أعداء الملة من أهل الكتابين.

يقول الكاتب والقائد الإنجليزي جلوب:

"إن تاريخ مشكلة الشرق الأوسط إنما يعود إلى القرن السابع الميلادي".

نقلا عن: "التطاول الغربي على الثوابت الإسلامية"، ص11، للشيخ الدكتور أبي عبد الله محمد بن يسري حفظه الله وسدده.

فالمسألة الشرقية في التصور الغربي: مسألة مشكلة مستعصية الحل من نحو: 1400 سنة!!!، لقد نجح الغرب بامتياز في استئناس الحضارات المخالفة لقيمه، فالطابع المادي لحضارته هو الغالب على أبناء الحضارات الأخرى، وإن كانت تخالفه الدين، بل والثقافة التي تحرص الأمم القوية على خصوصيتها، فالصيني يعتز بصينيته، وإن كانت ملحدة لا تعرف إلها، بل ويحاول فرضها بالقوة كما هو واقع في إقليم: "تركستان الشرقية" أو: "سينكيانغ" المسلم من تهجير واستيطان على طريقة مستعمرات يهود في الأرض المقدسة، وقل مثل ذلك في الهندي، فديانات الهند القديمة ديانات طبقية عنصرية تؤمن برقي جنس أصحابها على بقية أجناس الأرض، فهي تلمودية المسلك!!!.

وقل مثل ذلك في المناهج الأرضية الوضعية من قبيل: نازية هتلر، ورومانية موسوليني، وكسروية فارس وقومية ناصر .............. إلخ من المذاهب التي قامت على تقديس السلالة، وإن كانت فاسدة.

فكل تلك الأديان والمناهج: "مقدور عليها" كما يقال عندنا في مصر، فإن الغرب يملك بقية من أثر النبوة، وإن عفت آثارها، يجعله يتفوق فكريا على الملاحدة وعباد البقر، ويمتلك روحا صليبية متعصبة يحسن استعمالها في تجييش المشاعر وحفز الهمم، وذلك مما لا تقف أمامه المناهج الوضعية وإن انتسب أبناؤها إلى ديانة سماوية، بل وإن انتسبوا إلى الإسلام: الدين الخاتم، فإن العبرة بالمعاني لا المباني، فلا خطر من أولئك، بخلاف الإسلام: فإنه الخطر الأعظم، وإن لم يكن الوحيد على الحضارة الغربية ذات القيم المادية البحتة، فوحده الإسلام الصحيح الذي حفظت أصوله من الضياع بخلاف بقية الرسالات، وحده هو الذي يستعصي على الاستئناس والتدجين!!!، فهو يختلف اختلافا جذريا مع النصرانية، إذ يرفض نظريتها اللاهوتية ابتداء، فليس الخلاف فيها سائغا، فهي تناقض عقيدة التوحيد التي بعث بتقريرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والإسلام هو الدين الوحيد الذي لا يخجل من عرض أصوله إذ ليس فيها ما يستحى من ذكره، بل إنه يحرص على ذلك، مصداق قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، وقل مثل ذلك في دائرة أهل السنة: الدائرة الأخص، فإنهم بين أهل النحل كالإسلام بين أهل الملل كما ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير