تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولم يعد خافيا أن الحرب: حرب دينية، رغم أنف العلمانيين، فلم يهاجر اليهودي إلى فلسطين، وإنما هاجر إلى: أرض الميعاد، ولم يبذل بن جوريون وجولدا مائير ما بذلا من أجل قيام كيان علماني تسوده نظرية: "الدين لله، والوطن للجميع"، و: "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"، و: "أنا أعتقد ضرورة الفصل بين الدين والسياسة" كما قال أحد السذج الجهلاء، و: "الوطن أولا قبل كل شيء" ........... إلخ من الشعارات الكاسدة التي يسوق لها العلمانيون، وإنما سعيا إلى إقامة كيان ديني يهودي، فالمستوطن الغاصب يتبجح أمام الكاميرات قائلا: كيف أترك تلك الأرض للفلسطيني وقد وعدنيها الرب؟!!!.

والدولة اليهودية قلقة بشأن تغير تركيبتها السكانية، فعماد مجتمعها المكون من أخلاط غير متجانسة من شذاذ الآفاق: العقيدة اليهودية التي تجمعهم، وإن كانت حارة في قلوب بعضهم باردة في قلوب آخرين ممن هاجروا إلى الكيان العبري لمجرد البحث عن حياة أفضل، فالمسلمون من عرب 48 يشكلون خطرا داهما على ذلك الكيان فهو كيان هش وإن تدرع بآلة القتل الغاشمة. فالاعتبار الديني هو المقدم دوما في ظل برودة واضحة في عقائد الموحدين من دول الجوار التي لا زالت تقتات على فضلات أوروبا الفكرية: فاشتراكية تارة ترتمي في أحضان السوفييت في عهد الزعيم الملهم الذي جلب الدمار على البلاد فلم تسلم منه الأديان والأبدان، ورأسمالية تارة أخرى ترتمي في أحضان العم سام، وعلمانية تارة ثالثة ترتمي في أحضان الاتحاد الأوروبي ......... إلخ، وقد صار العالم الإسلامي سلة مهملات فكرية لأوروبا النصرانية ظاهرا، الملحدة باطنا بعد أن كفرت بمعتقدات الكنيسة البالية فثارت عليها ثورتها الصناعية العلمانية الكبرى.

والحروب الدينية باستقراء التاريخ هي أشرس الحروب، فصاحب العقيدة، ولو كانت باطلة، يستميت في الدفاع عنها، بخلاف صاحب الشعارات القومية، فهو أول كافر بالتراب الوطني إذا جد الجد!!!.

وتامل ما جرى البلقان وكيف أدارت الكنيسة الأرثوذكسية الحرب من منطلق عقدي متطرف يجعل ذبح المسلم قربان الخلاص ودخول الملكوت، وتأمل ما جرى لأهل السنة في العراق على أيدي أهل البدعة في مسالخ أقيمت في دور يفترض أنها بزعم روادها: دور عبادة!!، وهل يكون التلذذ بالتنكيل بالآخر بهذه السادية إلا نتاج عقيدة متطرفة يعاني صاحبها من عقدة المظلومية فينتصر لما ترسخ في عقله الجمعي من خرافات، فيقتل ويمثل ويشوه طلبا لجنة الخلد التي وعدها المراجع أبناء الطائفة!!، ولن تجد سلاحا أمضى من سلاح التعصب العقدي لاستئصال المخالف، ومع ذلك يعرض المسلمون عموما، وأهل السنة: خصوصا عن دينهم الذي كفل لعدوهم قبل أن يكفل لهم أصولا في الحرب والسلم لا تجدها في أي ملة أو نحلة أخرى، فهو أمان للموافق والمخالف.

ومن كان بالحق أعلم كان بالخلق أرحم، والتاريخ حكم محايد يشهد لنا إذ ملكنا فعدلنا فنعم القريب والبعيد في ظل سلطاننا وحكم غيرنا فكان ما يعانيه النوع الإنساني الآن من أزمة أخلاقية لا يرحم فيها القوي الضعيف، فإذا ما اتنفض الضعيف ليذب عن نفسه العدوان فهو: إرهابي، متطرف، أصولي، رجعي، راديكالي، إقصائي للآخر الذي يذبحه ليل نهار!!!!.

ومن توابع زلزال غزة عندنا في مصر:

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/01/23/75794.html

وليس ذلك بمستغرب عن نصراني حاقد جند كثيرا من طاقاته لحرب الفضيلة ونشر الرذيلة في أوساط المسلمين في ظل تخاذل من ولاة الأمر في الأخذ على أيدي أمثاله من السفهاء، ولكن الغريب أن تتطابق وجهات نظره مع وجهات نظر كثير من المتنفذين في السياسة المصرية من أعداء الإمارة الإسلامية المجاورة!!!. و:

جزى الله الشدائد عني كل خير ******* عرفت بها عدوي من صديقي.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير