وقالت الخثلان إننا نحسد الكاتب الغربي على الاهتمام والإقبال الذي يحظى به، مشيرة إلى قيام مركز الأربعائيات الثقافي في المنطقة الشرقية بإيجاد ناد اسمه "نادي الطفل القارئ" وتعزيز القراءة لدى الطفل السعودي ونحن بصدد افتتاح النادي وذلك بعد الاشتراك مع مكتبة الملك فهد بالرياض لدعم النادي بالكتب في جميع القضايا التي تهم الطفل وتعزز القراءة وذلك من خلال اطلاع الطفل على العديد من الكتب والمؤلفات التي تحكي عن القضايا التي تهمه ومساعدته على تذوق المواد الإبداعية المختلفة وتقييمها وهي خطوة على طريق.
من جهتها قالت الكاتبة حليمة مظفران هناك معايير لتلقي الكتاب ومن أهمها عنوان الكتاب هو ما يثير لعبة الفضول لدى القارئ حيث أن العنوان المستفز يثير فضول القارئ تجاه الكتاب. أما عن معايير تلقي النص لدى القارئ فقالت "إنه يختلف من شخص لآخر تبعا لشرائح المجتمع حيث إن المجتمع السعودي كأي مجتمع والمجتمع السعودي يتبع نظاماً ممنوع مرغوبا خاصة إذا شمل النص العديد من الممنوعات وهذا ما يثير نجاح وانتشار النص وليس هو دلاله على نجاحه. مضيفة أن هناك العديد من الإعمال الأدبية التي لاقت انشارا واسعا هي في حقيقتها أعمالا مهلهلة فنيا من حيث الخبرات السردية ونجحت لتجاوزها التابو الخاص بالمحرمات".
وقالت مظفر "أنا لست ضد تجاوز التابو ولكني مع توظيفه فنيا بشكل يخدم النص وألا يكون دخيلا عليها وأضافت أن ذائقة الجمهور السعودي للأسف ذائقة مدرسية صفية تعاني من ضعف التذوق الفني التي هي نتيجة للتذوق الضعيف، فالنصوص التي حققت مبيعات كثيرة ونجحت واشتراها الناس تميزت بكشف الأسرار أو الحديث عن عالم يريد أن يطلع عليه الرجل ويكون خاصا بالمرأة وأشارت إلى أن هذه الذائقة المدرسية غير المتطورة وغير المهذبة فنيا جعلت من الصعب الحكم على معايير تقييم الجمهور السعودي للنص مبينة أن المشكلة الأساسية تكمن في قصور مناهج التعليم في مواد اللغة العربية عن خلق ذائقة متطورة وناضجة".
وذكر مدير دار مفردات للنشر عبد الرحيم الأحمدي أن القراءة الإلزامية هي القراءة التي تتصدر أنواع القراءات في السعودية وهي القراءة الخاصة بطلاب المدارس والجامعات، أما القراءة الحرة فيغلب على الكثيرين الإقبال على قراءة الرواية والقصة أكثر من الإقبال على الشعر مبينا أن الإقبال في الشعر يكون على الأدباء والشعراء المعروفين. وقال إن هناك كسادا في السعودية للكتاب وذلك لأن نظرة المجتمع للرقابة المحلية على الكتب وفهمهم أن كل كتاب يباع في السعودية هو كتاب مراقب لا يصلح للقراءة، بعكس الكتب التي تطبع خارج المملكة رغم أن الرقابة على الكتب والمصنفات لم تعد بذات التعقيد وأن هناك العديد من الإجازات للمؤلفات إلا أن الفكرة ما زالت قائمة حول أن الكتاب الممنوع هو الكتاب المميز الذي يلفت الانتباه.
أما الناقدة والأكاديمية لمياء باعشن فترى أن شريحة القراء في السعودية ضعيفة إلا إذا تم وضع طعم أو فخ لاصطياد القارئ. وأوضحت باعشن أن هذا الجذب يكون بالحديث عن كشف أو فضيحة وهذه النصوص الجريئة والصريحة تعتمد الأسلوب الفضائحي في تناولها لجذب القراء. وقالت إن القراءة المتقدمة والقارئ النموذجي يشكلان في مجتمعنا شريحة صغيرة غرضها الإحساس بالمعايير الفنية العالية ويجذبها النص الجيد القوي في مضمونه والذي يضم تناسب بين الشكل والمضمون وخاصة في النصوص التي تضم وعياً فكرياً وزمنياً وشعوراً بمشاكل الزمن ويعبر عنها بشكل منتظم ومتسق والشعور بالمكان والزمن وعدم التكرار للنصوص القديمة.
وقالت باعشن إن كلمة ممنوع هي من أكثر الكلمات جذبا للقارئ السعودي والعربي والعالمي مؤكدة أن أزمة القراءة هي أزمة عالمية لأن العالم كله منجذب نحو الشاشات التلفزيونية والإنترنت كما أن هذه الأزمة موجودة لدى طلاب الكليات والجامعات حيث يوجد تهرب كبير من القراءة وهذا أمر قائم في جميع دول العالم وقالت إن من الكتب التي يكثر الإقبال عليها في السعودية كتب بناء الذات. وأكدت أن الخلل في عناصر دعم الثقافة، ومن ضمنها ممارسة القراء، هي الأسرة والمدرسة والجامعة. وقالت إن الجيل الموجود لا يتفاعل مع الكتاب وإن التفاعل الوحيد معه باعتباره منهجاً للدراسة والصم وليس للتفكر والتأمل. كما انتقدت إغلاق المكتبات الجامعية لأبوابها مع الدوام الرسمي.
من جانبها أكدت مديرة اللجنة النسائية بنادي الأحساء الأدبي ورئيسة اللجنة الثقافية بالجنادرية الدكتورة إقبال العرفج أن هناك وعياً كبيراً من هذه الأجيال التي دخلت إلى ثقافة الإنترنت والتي أصبحت تطلع على كل معطيات العصر.
وقالت العرفج إن هناك انفتاحا على القضايا العامة، والجمهور السعودي جمهور واع ومطلع على مختلف الثقافات وهذه من أهم ميزات الإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى مبينة أن الجمهور السعودي متذوق لمختلف الفنون والآداب بكافة أشكالها وإشكالية القراءة هي إشكالية عالمية.
أما مدير المكتبة العامة بأبها فيصل مرغلاني فيرى أن هناك أزمة قراءة عربية وأن الإقبال على المكتبات العامة قاصر على المهتمين بالبحوث العلمية والدراسة من طلاب الجامعات والمدارس كل متطلبات المكتبة متوفرة وكذلك مكتبة الطفل وهناك ندرة لإقبال الأطفال على المكتبة وعدم دعم الأسرة لتحبيب الكتاب إلى الطفل، قائلاً أن كل ما يحتاجه الطفل موجود في المكتبات ولكننا نعاني من عدم المرتادين، مضيفاً أن معظم الكتب التي تلاقي إقبالاً في مكتبته هي المختصة بالبحوث الدينية والعلمية أما الكتب الأدبية فلا يقرؤها غالبا إلا النخبة الذين تقل زيارتهم للمكتبة.
¥