تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[رحمة]ــــــــ[29 - 11 - 2009, 03:53 م]ـ

إضافة أحببت وضعها بارك الله فيكم أخي الكريم

الحكمة حكمتان علميّة وعمليّة:

فالعلمية: الاطلاع على بواطن الأشياء ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها خلقا وأمرا قدرا

وشرعا.

و العملية:هي وضع الشيء في موضعه.

وللحكمة درجات ثلاث:

الدرجة الأولى

أن تعطي كل شيء حقه ولا تعديه حده ولا تعجله عن وقته ولا تؤخره عنه. فالحكمة فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي.

الدرجة الثانية

أن تشهد نظر الله في وعده وتعرف عدله في حكمه وتلحظ بره في منعه أي تعرف الحكمة في الوعد والوعيد وتشهد حكمه في قوله:" إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراعظيما" (النساء: 40).

الدرجة الثالثة

أن تبلغ في استدلالك البصيرة وفي إرشادك الحقيقة وفي إشارتك الغاية أي أن تصل باستدلالك إلى أعلى درجات العلم وهي البصيرة التي تكون نسبة العلوم فيها إلى القلب كنسبة المرئي إلى البصر وهذه هي الخصيصة التي اختص بها الصحابة عن سائر الأمة وهي أعلى درجات العلماء قال تعالى:" قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني .. الآية " (يوسف:108).

v أركان الحكمة وموجباتها:

1 - التّجرّد والإخلاص والتّقوى:

قال تعالى:" .. واتّقوا الله ويعلّمكم الله"الآية (البقرة:282).

2 - التّوفيق والإلهام ورجاحة العقل:

قال تعالى:" يؤتي الحكمة من يشاء .. الآية" (البقرة:269).

وقال تعالى:" ففهّمناها سليمان وكلاّ آتينا حكماً وعلماً .. الآية" (الأنبياء:79).

3 - المجاهدة:

قال تعالى:"والّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا، وإنّ الله لمع المحسنين" (العنكبوت:69).

4 - العلم الشّرعي:

قال تعالى:" ... إنّما يخشى الله من عباده العلماء .. الآية" (فاطر:28).

5 - التّجربة والخبرة:

قال تعالى:" .. حتّى إذا بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنة قال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ .. الآية" (الأحقاف:15).

6 - و فقه السّنن الكونيّة وتدبّرها:

قال تعالى":أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها، فإنّها لاتعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب الّتي في الصّدور" (الحجّ:46).

7 - الرّفق ولين الجانب:

8 - والحلم والأناة:

قال تعالى:" .. ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر .. الآية" (آل عمران:159).

وأخرج ابن المنذر عن عروة بن الزبير قال كان يقال الرفق رأس الحكمة.

9 - الإستشارة:

قال تعالى:" .. وشاورهم في الأمر ... الآية " (آل عمران:159).

10 - العدل:

قال تعالى:" ياأيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط، ولايجرمنّكم شنئان قوم على ألاّتعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتّقوى ... الآية" (المائدة:8).

11 - التثبّت:

قال تعالى:"ياأيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" (الحجرات:6).

12 - الصّبر واليقين:

قال تعالى:" وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا، وكانوا بآيتنا يوقنون" (السّجدة:24).

13 - الدّعاء والاستخارة والاستجابة لأمر الله والإيمان به:

قال تعالى:" وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب، أجيب دعوة الدّاعِ إذا دعانِِ ِ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" (البقرة:186).

آفات الحكمة:

1 - الهوى:

قال تعالى:" إنّما يتّبعون أهواءهم ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدى من الله" (القصص:50).

2 - الجهل:

لأنّ الجهل ضدّ العلم والعلم من معاني الحكمة. قال تعالى:" قل أفغير الله تأمرونّي أعبد أيّها الجاهلون" (الزمر:64).

3 - التّقليد والتّعصّب الأعمى:

فالرّجل الذي يقول بقول النّاس دون بصيرة ومخالفاً للحقّ هو الإمّعة. قال تعالى:" وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرّسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا، أولوا كان آباءهم لايعلمون شيئاً ولايهتدون" (المائدة:104).

4 - الأخذ بظواهر النّصوص وعدم الجمع بين الأدلّة:

وهذا يدخل ضمن معنى الحكمة الفقه والأصابة في القول والعمل. لذا لم يوفّق الظّاهريّة في كثير من المسائل.

5 - الاستدلال بالأدلّة في غير موضعها والخلط في المفاهيم:

وهو مناف لمعنى الحكمة وضع الشّئ في موضعه.

6 - التّسرّع والعجلة والطّيش وعدم ضبط النّفس

7 - و الغلظة والعنف والغضب:

وهذا منافٍ لركني الحكمة الحلم والأناة. فـ َ " ما كان الرّفق في شئ الإّ زانه وما نزع من شئ الإّ شانه". (صحيح).

8 - التكبّر والغرور وعدم الخشية من الله:

فلا يوفّق للصّواب ولايذعن للحقّ من كانت هذه صفاته فيحرم بفعله ذلك الحكمة.

9 - الفرديّة في اتّخاذ القرار والأعتماد على النّفس وعدم المشورة:

فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم المعصوم قد أمُر بالشّورى في قوله تعالى:" .. وشاورهم في الأمر .. الآية" (آل عمران:159).

هذا وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.

والله أعلم بالصّواب.

منقول للإفادة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير