ـ[أبو عبدين]ــــــــ[02 - 12 - 09, 02:13 ص]ـ
نِعم العبد ...
ذات مرة كان فضيلة الشيخ القلموني ـ حفظه الله ـ يخطب على المنبر من الورق فقال أن العلم الراسخ يكون من الكتاب ونصح من يخطب أن يفعل هذا ولا يخشى أن يقول الناس عنه أنه غير عالم وذكر قولا ً لابن القيم معناه: إن كنت عالمًا حقًا فلا يهمك أن يقول الناس عنك أنك عالم أو غير عالم.
ولا نريد الخروج عن الموضوع ونقع في غير المشروع بتصنيف مشايخنا الكرام حفظهم الله جميعًا ونفع بهم، فنقول هذا من أهل العلم وهذا ليس من أهل العلم فالله سبحانه وتعالى هو أعلم بقدر عباده وهو أعلم بمن اتقى عز وجل. وما أجمل كتاب الشيخ بكر أبي زيد ـ رحمه الله ـ "تصنيف الناس بين الظن واليقين".
الشيخ العالم العامل أبو ذر القلموني لا تكاد تقابله إلا ويتحفك بسنة لم تكن تعلمها ولا يهاتفك عبر الهاتف إلا ويخبرك حديثا نبويًا لم تسمعه أذناك من قبل طيلة عمرك. ولست والله أقصد مقارنته بأحد إنما لبيان علم الشيخ الذي لا يعلمه الكثير.
وهذا سؤال توجه إلى المشرف على موقع الدرر السنية:
من هم أهل الحديث؟ وهل هناك فرق بينهم وبين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية؟
الجواب:
أهل الشيء أخص الناس به، ولقد جاء في اللغة: أهل الرجل أخص الناس به.
- فأهل الحديث: هم أخص الناس به وأكثرهم تمسكاً به، واتباعاً له قولاً وعملاً في الأخلاق والسلوك والعبادة والمعاملة، وفي الاعتقاد ظاهراً وباطناً، ويدخل فيهم دخولاً أولياً من كان مشتغلاً به سماعاً وجمعاً وكتابةً وتعليماً، رواية ودراية، تصحيحاً وتضعيفاً.
- وأهل الحديث هم أهل السنة والجماعة فالحديث هو السنة والجماعة هي الحق ولو كنت وحدك، ومن كان متبعاً للحديث فهو على الحق.
- وأهل الحديث هم الفرقة الناجية فمن لم ينج باتباع الحديث فبما ينجو؟! (أحقّ الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم) (مجموع الفتاوى 3/ 347).
- وأهل الحديث هم الطائفة المنصورة بالحق فمن لم ينتصر بالحديث فبم ينتصر؟! قال الإمام أحمد: عن الطائفة المنصورة: (إن لم يكن هم أصحاب الحديث فما أدري من هم!) (فتح الباري 1/ 85).
- وهم الظاهرون على الحق إلى قيام الساعة، فبالحديث ظهروا وبه انتصروا وبسببه نجوا، وهذه كلها ألفاظ ومصطلحات بينها عموم وخصوص أو إطلاق وتقييد، فإذا أطلق أحدها دخل فيه الآخر وأصبح اللفظ دالاً بمفرده على جميع طوائف الفرقة الناجية، وإذا اجتمع لفظ أهل الحديث مع لفظ آخر دلَّ على أن المقصود المشتغلين بالحديث، وهذا ما يفسر إطلاق كثير من السلف لفظ أهل الحديث على المشتغلين به خاصة.
قال شيخ الإسلام (رحمه الله): (ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه، أو كتابته أو روايته، بل نعني بهم: كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً وباطناً، واتباعه باطناً وظاهراً) (مجموع الفتاوى4/ 95).
ومن هنا يُعلم سرُّ الخلاف بين من فرَّق بين هذه المصطلحات من المنتسبين لأهل الحديث في زماننا هذا وبين من لم يفرق.
- و (أهل الحديث هم السلف من القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم من الخلف) (مجموع الفتاوى6/ 355).
- وأهل الحديث هم أهل النبي وإن ... لم يصحبوا نفسَه، أنفاسه صحبوا
- وأهل الحديث هم الذين (التمسوا الحق من وجهته، وتتبعوه من مظانه، وتقربوا من الله تعالى باتباعهم سنن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وطلبهم لآثاره براً وبحراً وشرقاً وغرباً) (تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص80).
المشرف على موقع الدرر السنية
http://www.dorar.net/art/6
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[02 - 12 - 09, 03:52 ص]ـ
معذرة إخواني كررت الضغط على زر الإرسال.
ونقاط سريعة أخيرة أكتبها لمن حبب الله تعالى إلى قلبه ذلك الدين القيم دين الإسلام وكان الشيخ أبو ذر سببًا في إيصال هذه الرحمة والخير إليه، فإليكم إخواني جميعًا ودون تعصب إن شاء الله تعالى هذه الملاحظات:
¥