تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان موقفي كمحب للشيخ أتشبه بأني تلميذ له صعب جدًا، شيخي يخالف جمعًا كبيرًا من مشايخ أهل السنة في بلدنا المعروف فضلهم (لكنهم مع هذا ليسوا "إجماع الأمة" وإن كانوا الأكثر) لكنه هو موافق لموقف جمع من كبار علماء الأمة الذين سعى مشايخنا إليهم سفرًا ورأيت من حولي من هو أحفظ مني لكتاب الله وأكثر علمًا ممن يجوار الشيخ يخالفه في هذه المسألة (لكن ليس كل تلامتذه كما يوحي كلامك) فلم يكن أمامي إلا أن أبحث وأقرأ وأستعين بالله تعالى أن يهديني وأصلي صلاة الحاجة طلبًا من الله عز وجل أن يريني الحق في هذه المسألة. وتجمع لي من الكتب والفتاوى الإلكترونية الكثير حول "التصوير المتحرك" بالذات لأنه معلوم أن أكثر أهل السنة مانعون للتصوير الثابت لكن المؤلفات كانت قليلة في تصوير الفيديو (المتحرك). وحتى لا أطيل بعدما قرأت فتاوى الفريقين المانعين والمجيزين وعرضتها على أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم التي في الصحيحين وغيرهما رأيت ولا زلت أرى أن الحق قريب جدًا من أدلة المانعين لغلظ تحريم الصور في الإسلام ولحرمة نظر المسلمة إلى الأجانب ولو بغير شهوة وهو ما انتصرت أنت له في بحثك القيم "جمع الشتات ... " وذكرت أقوال المشايخ المعاصرين:

الإمام الألباني

الشيخ أبو إسحاق الحوينى

الشيخ ممدوح جابر

الشيخ أبو بكر الجزائرى

الشيخ حسن أبو الأشبال

فإذا حرم هؤلاء النظر إلى النساء على الشاشات فلماذا ندخل التلفاز إذن؟ ألا يكفي تحويل العلم إلى صوتيات على الكمبيوتر خروجًا من الخلاف؟

نعم أتبع شيخي في هذه المسألة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمم وقال: "إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة" فلم يحدد هل هو كلب معلم أم كلب جاهل (الأول صيده حلال والثاني صيده ميتة)، هل هو كلب أسود أم كلب أحمر (الأول يقطع الصلاة والثاني لا)، فكذلك كلمة "صورة" تشمل كل صورة ... وأسباب أخرى عديدة يضيق المقام عن سردها جعلتني أدين لله عز وجل أن هذه الصورة صدق الإمام ابن باز في ورعه وتوقفه فيها وقال "لأن اللعن في التصوير أكيد والوعيد شديد" (مع أن من يزرع موقع ابن باز بحثا يجد له فتاوى أخرى عديدة صريحة في التحريم لكل الأنواع وقال "الاختلاف في الوسيلة لا يقتضي اختلافا في الحكم" وصدق الألباني في جزمه ... وكلام الكثيرين من علماء الأمة كذلك وإن كانوا الأقلية وسط المبيحين لها.

فليس من الوفاء أبدًا لشيخي الذي علمني تلاوة القرآن إن رأيت الحق معه في مسألة من المسائل أن أجبن وأخفي موقفي الذي أدين به لله تعالى خشية أن يقال "متعصب يسير وراء شيخه الذي يحب" وهذه والله من الفتن التي يبتلي الله تعالى بها عباده "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون"؟. فكنت أود ممن يناقش هذه المسألة أن يتكلم بالدليل وليس فقط بالأسماء لعلي أزداد علمًا لم أكن أعلمه أو يتبين لي نور الدليل الذي يخرجني الله تعالى به من ظلمات التقليد الأعمى فلم أجد من الردود كلها التي سمعت ما يشفي صدري بأن هذا التصوير المتحرك مستثنى من التصوير الذي حرمه النبي ولم يكن على عهده! وصدق الشيخ ناصر الفهد: إذن لا نحرم من الصور إلا ما كان من الأصباغ والمواد التي كانت أيام الوحي! يا إخواني لما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم الصورة على الستر لم ينتظر كي يذهب إليها ويمسكها بيده ليشعر بها وسط يده وبالتالي ينطق بالتحريم، كلا، بل بمجرد أن أبصرها بعينه من بعيد (والعين حاسة من حواس الإدراك) علم عليه الصلاة والسلام أنها صورة فلماذا نقول أن الصورة المتحركة "غير ممسوكة وليست جَِرمًا وبالتالي ليست محرمة" أليست موجودة ومحسوسة أم هل هي ضرب من سحر التخييل؟ لو تركنا صورة ثابتة ربع ساعة في غرفة وتركنا شاشة تعرض صورًا متحركة ربع ساعة ألا يستويان؟ لماذا نفرق بين المتماثلات وأنتم تعلمون أن العدل هو التسوية بين المتماثلات والتفريق بين المختلفات. الآن ظهرت صورة على "تورتة" وهي حلوى عيد الميلاد لصاحبهم المحتفل به كما يزعمون فإذا ذهبت تمسكها ستعود بسكر وحلوى فهل هذه صورة أم لا؟ ألم يقل نبينا في الحديث الثابت " الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة". الكلام عن موجات كهرومغناطيسية إلى آخره من الوسائل كلها تتعرض للعملية التصويرية وتقوم بتشريح مكوناتها التركيبية وأجزائها التفصيلية دون نظر إلى المحصلة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير