النَّزر اليسير)).
ومع هذا أقول أنّ النقص حاصل، والخطأ وارد، والنصح منكم آكد، فمنْ كانت له زياداتٌ أوتصحيحاتٌ أوتوجيهاتٌ؛ فإنّا لها لمنتظرون، فهل من مُشمِّر؟
وقد جعلت البحث -بعد المقدّمة- على النحوالآتي:
(1) اسمه ونسبه.
(2) مولده ونشأته وبداية طلبه للعلم.
(3) دراسته النظاميّة.
(4) مشايخه.
(5) عقيدته ومنهجه.
(6) مناصبه وأعماله التي زاولها.
(7) تلاميذه.
(8) أخلاقه.
(9) مؤلفاته وتحقيقاته ومقالاته ومحاضراته المسجلة.
(10) الشّيخ عبد السّلام -رحمه الله- شاعراً.
(11) وفاته -رحمه الله-.
(12) ثناء أهل العلم عليه وبعض ما قيل بعد وفاته.
(13) تأثّر الناس بوفاته.
(14) بعض المراثي التي قيلت فيه.
((هذا وأسأل الله الكريم أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، صواباً على النّهج القويم، وأن يجعله قربةً لي عنده مدّخرة ليوم الدِّين، وأن ينفع به من يطّلع عليه من المسلمين، وأن يغفر لي ما اعتراه من خطأِ أوزللٍ، ويوفّقني عاجلاً غير آجلٍ لإصلاحه؛ إنّ ربّي لطيفٌ لما يشاء إنّه هوالعليم الحكيم. ثمّ أتوجّه -برغبةٍ صادقةٍ- إلى من طالع بحثي هذا، أن يُتحفني بنُصحه وتوجيهه، ويُرشدني لما يقف عليه من خطأٍ في عزوٍ، أوتصحيفٍ لنقلٍ، أواستدراكٍ لأمرٍ، سائلاً الله التوفيق للجميع لما فيه الخير والصلاح والسداد)) [من كلام الشّيخ الفاضل الدكتور إبراهيم بن عامر الرّحيلي -حفظه الله- في كتابه النّافع ’’تجريد الإتّباع في بيان أسباب تفاضل الأعمال‘‘ (ص10) -بتصرف-].
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا مُحمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
كتبه
فريد أبوقرة المرادي -عفا الله عنه بمنّه وكرمه-.
الجزائر: 14ربيع الثاني1425هـ- الموافق لـ:2/ 06/2004م.
ونشرعُ الآن في المقصود -بتوفيقٍ من الله الرّؤوف الودود-:
(01) اسمه ونسبه:
هوالشّيخ الفاضل الفقيه، والعالم الأصوليّ النّبيه؛ أبوعبد الرحمن عبد السّلام بن بُرجس ابن ناصر آل عبد الكريم.
وآل عبد الكريم من الأسرِ المشهورةِ في حرمة التابعة لمحافظة المجمَعة؛ وهي من المعامرة من بني سعد من بني تميم.
(02) مولده ونشأته وبداية طلبه للعلم:
وُلد -رحمه الله- في عام 1387هـ، بمدينة الرياض؛ عاصمة المملكة العربيّة السعوديّة -حرسها الله وسائر بلاد المسلمين من كلّ سوء-.
وقد نشأَ في بيتِ ديانةٍ وصلاحٍ، وتميّزَ -رحمه الله- مُنذُ صِغره بالذكاءِ، والحزمِ، والجدِّ، والاجتهادِ؛ فحفظَ القرآن، وبدأ يَطلبُ العلم وهوفي الثالثة عشر من عمرِه، فلقيَ من مشايخه العناية والاهتمام؛ لمِا لمسُوه من فضيلته من علاماتِ التميُّزِ والنّبوغِ. فـ ((اشتهر -رحمه الله- منذ حداثتِه؛ بفطنتِه وذكائِه، ورغبتِه الشديدة في طلبِ العلمِ وتحصيلهِ. فتوفّرت له البيئة الصالحة، والرَّغبة الشديدة في طلب العلم، فاجتهد في طلب العلم وجدّ فيه، وسهر الليالي وواصل الأيّام، ومضى في طريقه قُدُماً لا يَرغَب في شيءٍ غير العلم، ولا يريد شيئاً غير تحصيل العلم. فلا يكادُ الواصفون يَصفون شدّة حرصِه وإقبالِه على العلم والتعلّم، وهكذا نال حظاً وافراً من العلوم الشرعيّة)) ’’إتحاف النبلاء‘‘ (1/ 45).
((وكان يُواظبُ على دروسِ العلماءِ، وعلى من يَشعُر أنّه له منهُ أدنى فائدةٍ؛ طارحاً التحيّز والترفّع، وواصلَ وثابرَ، وبذل جُهده في سبيل ذلك، حتى نال في صِباهُ ما لا يناله غيرُه في زمنٍ طويلٍ من علومٍ كثيرةٍ وفنونٍ مختلفةٍ. ولم يَقتصر في طلبه للعلم على فنٍّ واحد، بل قرأ في فنونٍ كثيرةٍ؛ فقرأ في الحديث والعقائد والفقه والأصول والمصطلح وعلوم اللّغة وغيرها.)) ’’إتحاف النبلاء‘‘ (1/ 46 - 47).
وقد ذكر بعض الإخوة ممّن عرف الشّيخ عبد السّلام -رحمه الله-؛ أنّه كان يحفظ بعض المتون العلميّة عن ظهر قلبٍ، منها: ’’بلوغ المرام‘‘ للحافظ -رحمه الله-، و’’زاد المستقنع‘‘ للحجّاوي -رحمه الله-، و’’القصيدة النونيّة‘‘ لابن القيّم -رحمه الله-، و’’الألفيّة في النّحو‘‘ لابن مالك -رحمه الله-. فهو حقاً كما قيل: "لوعمر لكان آية".
(03) دراسته النظاميّة:
¥