تلقى -رحمه الله- تعليمه بمدينة الرياض؛ فبعد المرحلة الابتدائيّة التحق بالمعهد العلميّ التّابع لجامعة الإمام محمّد بن سعود -رحمه الله-، ثم التحق بكليّة الشريعة من نفس الجامعة، فتخرّج منها في عام1410هـ.
وقد كان أيّام الدّراسة بالكليّة حريصاً أشدَّ ما يكون الحرصُ على الوقت، قال أحد محبِّيه: ((وفي هذا السياق أذكر أيّام الكليّة -وفي وقت الفُسح بالذَّات- أنَّ الشّيخ كان ضنيناً بوقته -رحمه الله-، فقد كنت أبحث عنه أحياناً فأجده منعزلاً مع أحد الإخوة يتدارسون ’’صحيح البخاري‘‘ أو غيره من الكتب، ويحفظون الأحاديث، فيا لها من همّةٍ عاليةٍ أين نحن منها؟)). [نقلاً عن موقع ’’السّاحة الإسلاميّة‘‘ بتاريخ 04/ 04/2004م].
ثم التحق بالمعهد العالي للقضاء، وتحصّل فيه على درجة الماجستير برسالة بعنوان "التوثيق بالعقود في الفقه الإسلاميّ".
ثم تحصّل على درجة الدكتوراه عام1422 هـ، وكانت رسالته عبارة عن تحقيقٍ لكتاب ’’الفوائد المنتخبات شرح أخصر المختصرات‘‘ للشيخ عثمان بن جامع (ت1240هـ) بالاشتراك، وكان المُشرف عليه هو سماحة المفتي العام للمملكة الشّيخ عبد العزيز آل الشّيخ -حفظه الله-.
(04) مشايخه -رحمه الله-:
بما أن الشّيخ -رحمه الله- قد نشأ في بلدٍ تزخرُ بالعلماء؛ فلا غَرو أن يكون حظّه منهم أكبر حظٍٍّ، ونصيبه منهم أكبر نصيبٍٍ، وهو قد عاصرَ جملةً من أكابرِ علماءِ أهلِ السنّة في هذا العصر، وبما أنّ ((العلماء إذا ترجموا للأعلام ذكروا شيوخهم وتلاميذهم، بل كانوا يَرون نُبُوغ الرَّجل يُعلم بكثرةِ شُيوخِه، ولا سيَّما إذا كان الشُّيوخ من الحُذَّاق)) [من كلام الشيخ عبد المالك رمضاني -حفظه الله - في كتابه ’’تخليص العباد‘‘ (ص74)] نذكر بعضاً من شيوخ الشّيخ ابن برجس -رحمه الله- الأعلام، فمنهم:
1 - سماحة الشّيخ العلاّمة إمام أهل السنة والجماعة في زمانه عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- (ت1420هـ)؛ فقد لازمه فترةً، وحضر العديد من دروسه؛ خصوصاً في ’’بلوغ المرام‘‘ لابن حجر -رحمه الله-، و’’تفسير ابن كثير -رحمه الله-‘‘، وغيرهما من الكتب.
2 - الشّيخ فقيه الزمان العلاّمة الأصولي محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- (ت1421هـ)؛ وقد رحل إليه الشّيخ عبد السلام -رحمه الله- ما بين سنتي 1401هـ-1403هـ؛ في فترة إجازات المدارس النظاميّة، وكما لازمه مُنذ بداية دروسه في المسجد الحرام بمكّة المكرّمة سنة 1402هـ؛ وهذا في موسم شهر رمضان المبارك وموسم الحج، وقد كانت هذه هي عادة الشّيخ ابن عثيمين إلى وفاته -رحمه الله-، وقد قرأ عليه في ’’كتاب التّوحيد‘‘، و’’العقيدة الواسطيّة‘‘، وقسم العبادات من ’’زاد المستقنع‘‘ في الفقه، و’’المقدّمة الأجروميّة‘‘ في النّحو، و’’مختصر قواعد ابن رجب‘‘ للشّيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في القواعد الفقهيّة، وقرابة النِّصف من ’’صحيح البخاري‘‘.
وقد ذكره الباحث وليد بن أحمد الحسين -رئيس تحرير مجلّة ’’الحكمة‘‘- ضمن تلاميذ الشّيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في ’’الجامع لحياة العلاّمة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-‘‘ (ص56)، وهذا الكتاب هو العاشر من إصدارات مجلّة ’’الحكمة‘‘.
3 - الشّيخ العلاّمة أحمد بن يحيى النّجميّ؛ مفتي منطقة جازان -حفظه الله-؛ حيث أجازه بالأمّات الستّ عن شيخه مجدِّد الدّعوة السلفيّة في جنوب المملكة الشّيخ عبد الله القرعاوي -رحمه الله- (ت1389هـ)، وذلك لِما سمعه من نَجابته، ونُبوغه في العلم، وقرأ عليه الشّيخ عبد السّلام -رحمه الله- كذلك في آخر زيارةٍ له إلى منطقة جازان.
4 - الشّيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -حفظه الله-؛ لازمه أربع سنوات قرأ خلالها في ’’كتاب التّوحيد‘‘ لابن خزيمة -رحمه الله-، و’’النونيّة‘‘ لابن القيم -رحمه الله- بشرح الشّيخ العلاّمة ابن عيسى -رحمه الله-، و’’زاد المستقنع‘‘ مع ’’الرّوض المربع‘‘، و’’معارج القبول‘‘ للشّيخ العلاّمة حافظ حكمي -رحمه الله-.
5 - الشّيخ المحدِّث العلاّمة عبد الله الدّويش -رحمه الله- (ت1409هـ)؛ قرأ عليه في فترة الإجازات النظامية في بريدة؛ ’’ألفيّة العراقيّ‘‘ في علوم الحديث، وقطعة من ’’سنن أبي داود‘‘، وقد قدّم له الشّيخ عبد السّلام -رحمه الله- رسالته ’’إيقاف النبيل‘‘ عام 1403هـ لينظر فيها.
¥