وأن فؤادي لا يلين إلى هوىً * * * سواكِ وإن قالوا: بلى سيلين
وإني لأستغشي وما بي نعسةٌ * * * لعلّ لقاءً في المنام يكون
أرى كل معشوقين غيري وغيرها * * * يلذّان في الدنيا ويغتبطان
وأمشي وتمشي في البلاد كأننا * * * أسيران للأعداء مرتهنان
أصلي فأبكي في صلاتي لذكرها * * * لي الويل مما يكتب الملكان
ضمنت لها أن لا أهيم بغيرها * * * وقد وثقت مني بغير ضمان
ألا يا عباد الله قوموا لتسمعوا * * * خصومة معشوقين يختصمان
وفي كل عام يستجدّان مرة * * * عتابا وهجرا ثم يصطلحان
يعيشان في الدنيا غريبين أينما * * * أقاما وفي الأعوام يلتقيان
فما لك لمّا خبّر الناس أنني * * * أسأت بظهر الغيب لم تسليني
فأبلي عذرا أو أجيء بشاهد * * * من الناس عدل أنهم ظلموني
تجنّى عليّ الذّنب أهلي وأهلها * * * ولو عرفوا وجدي بها عذروني
قافية الهاء
خليليّ إن قالت بثينة: ما له * * * أتانا بلا وعدٍ؟ فقولا لها: لها
أتى وهو مشغولٌ لعظم الذي به * * * ومن بات يرعى السّها سها
بثينة تزري بالغزالة في الضحى * * * إذا برزت لم تبث يوما بِها بَها
لها مقلة كحلاء نجلاء خلقة * * * كأن أباها الظّبي أو أمّها مها
دهتني بودّ قاتل وهو متلفي * * * وكم قتلت بالودّ من ودّها دها
أبلغ بثينة أني لست ناسيها * * * ما عشت حتى تجيب النّفس داعيها
بانت فلا القلب يسلو من تذكّرها * * * يوما ولا نحن في أمر نلاقيها
على الدار التي لبست بلاها * * * قفا، يا صاحبيّ، فسائلاها
وما يبكيك من عرصات دار * * * تقادم عهدها وبدا بلاها
ذكرت بها التي ترمي فتوري * * * إذا ما أرسلت سهما شواها
أتيحت لي ونفسي قد تجّلت * * * عماية غيّها ورأت هداها
وزايلها السفاه فليس منها * * * وتاب الحلم واجتنبت صباها
وقد طالبتها حتى مللنا * * * مواعدها وأعيانا مناها
فما جادت لنا حتى وردنا * * * حياض الموت أو كدنا نراها
ذكرتك إذ رأينا أم خشف * * * بذي ضال تريع إلى طلاها
رأتنا قاصدين لها فولّت * * * أمام الخشف مضطربا حشاها
وقد حفّ الرّماة بجانبيها * * * وكلّهم على حنق يراها
فجالت ساعة ثم استظلّت * * * إلى سند تحاول ملتجاها
إليه تارة ترمي بطرف * * * وأخرى نحونا قلقا حشاها
وقد آليت خشيتهم عليها * * * اكلّم منهم رجلا رماها
فقالوا: ما دهاك؟ فقلت: نفسي * * * وبيت الله تعلم ما دهاها
وما بي فاعلموا من حبّ ظبيٍ * * * ولكنّي ذكرت بها سواها
ألا يا شبه ذات الخال قرّي * * * بأرضك لن تراعي في رباها
فقد أشبهت ذات الخال إلا * * * مناط القرط منها أو شواها
وساقك حمشة والسّاق منها * * * خدلّجة يغضّ بها براها
ولو ماشيتها لعجلت عنها * * * وذات الخال مقصور خطاها
ولكنّ الذي أشبهتِ منها * * * مقلّدها العتيق ومقلتاها
قافية الياء
أعدّ الليالي ليلة بعد ليلة * * * وقد عشت دهرا لا أعدّ اللياليا
ألم تعلمي يا عذبة الماء أنني * * * أظلّ إذا لم أُسقَ ماءك صاديا
وودت على حبّي الحياة لو أنّها * * * يزاد لها في عمرها من حياتيا
فما زادني الواشون إلا صبابة * * * ولا زادني النّاهون إلا تماديا
وقالوا به داء عياء أصابه * * * وقد علمت نفسي مكان دوائيا
هي السّحر إلا أنّ للسّحر رقية * * * وإنّي لا ألفي لها الدّهر راقيا
أحبّ من الأسماء ما وافق اسمها * * * وأشبهه أو كان منه مدانيا
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته