تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أريد لأنسى ذكرها فكأنما * * * تمثّل لي ليلى بكل سبيل

ولو أن ألفاً دون بثنة كلهم * * * غيارى وكل حارب مزمع قتلي

لحاولتها إما نهارا مجاهرا * * * وإما سرى ليل ولو قطعت رجلي

فلا تقتليني يا بثين ولم أصب * * * من الأمر ما فيه يحِلّ لكم قتلي

فأنت لعيني قرّة حين نلتقي * * * وذكرك يشفيني إذا خدرت رجلي

يقولون: مهلا يا جميل وإنني * * * لأقسم ما لي عن بثينة من مهل

إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا * * * جرى الدمع من عيني بثينة بالكحل

فلو تركت عقلي معي ما طلبتها * * * ولكن طلابيها لما فات من عقلي

خليليّ فيما عشتما هل رأيتما * * * قتيلا بكى من حبّ قاتله قبلي

ولست على بذل الصفاء هويتها * * * ولكن سبتني بالدّلال مع البخل

أيا ريح الشمال أما تريني * * * أهيم وأنني بادي النحول

هبي لي نسمة من ريح بثنٍ * * * ومُنّي بالهبوب إلى جميل

وقولي يا بثينة حسب نفسي * * * قليلك أو أقل من القليل

وإني ليرضيني قليل نوالكم * * * وإن كنت لا أرضى لكم بقليل

أشاقتك المعارف والطلول * * * عَفَوْنَ وخفّ منهنّ الحمول

نعم فذكرت دنيا قد تقضّت * * * وأيّ نعيم دنيا لا يزول

أسائل دار بثنة أين حلّت * * * كأن الدار تخبر ما أقول

فمن هذا يبلّغها رسولاً * * * كذاك لكل ذي حاج رسول

فيسألها وينظر هل إليها * * * لخلوة ساعة منها سبيل

وقلت لها: اعتللت بغير ذنب * * * وشرّ الناس ذو العلل البخيل

ففاتيني إلى حَكَمٍ من اهلي * * * وأهلك لا يحيف ولا يميل

فقالت: أبتغي حكما من اهلي * * * ولا يدري بنا الواشي المحول

فولّينا الحكومة ذا سجوف * * * أخا دنيا له طرف كليل

فقلنا: ما قضيت به رضينا * * * وأنت بما قضيت به كفيل

قضاؤك نافذ فاحكم علينا * * * بما تهوى ورأيك لا يفيل

فقلت له: قُتِلْتُ بغير جرم * * * وغِبُّ الظلم مرتعه وبيل

فسل هذي: متى تقضي ديوني * * * وهل يقضيك ذو العلل المطول؟

فقالت: إن ذا كذب وبطل * * * وشرّ من خصومته طويل

أأقلته وما لي من سلاح * * * وما بي لو أقاتله حويل؟

ولم آخذ له مالا فيلفى * * * له دين عليّ كما يقول

وعند أميرنا حكم وعدل * * * ورأي بعد ذلكم أصيل

فقال أميرنا: هاتوا شهودا * * * فقلت: شهيدنا الملك الجليل

فقال يمينها وبذاك أقضي * * * وكل قضائه حسن جميل

فبتّت حلفة ما لي لديها * * * نقير أدّعيه ولا فتيل

فقلت لها وقد غلب التّعزّي: * * * أما يُقضى لنا يا بثن سول؟

فقالت ثم زجّت حاجبيها * * * أطلت ولست في شيء تطيل

فلا يجدنّك الأعداء عندي * * * فتثكلني وإياك الثكول

أبثين إنك قد ملكت فأسجحي * * * وخذي بحظّك من كريم واصل

فلربّ عارضة علينا وصلها * * * بالجدّ تخلطه بقول الهازل

فأجبتها بالقول بعد تستّر * * * حبّي بثينة عن وصالك شاغلي

لو كان في صدري كقدر قلامة * * * فضل وصلتك أو أتتك رسائلي

ويقلن: إنك قد رضيت بباطل * * * منها فهل لك في اجتناب الباطل

ولباطل ممن أحبّ حديثه * * * أشهى إليّ من البغيض الباذل

ليزلن عنك هواي ثم يصلنني * * * وإذا هويت فما هواي بزائل

صادت فؤادي يا بثين حبالكم * * * يوم الحجون وأخطأتك حبائلي

منّيتني فلويت ما منّيتني * * * وجعلت عاجل ما وعدت كآجل

وتثاقلت لما رأت كلفي بها * * * أحبب إليّ بذاك من متثاقل

وأطعت فيّ عواذلا فهجرتني * * * وعصيت فيك وقد جهدن عواذلي

حاولنني لأبتّ حبل وصالكم * * * مني ولست وإن جهدن بفاعل

فرددتهنّ وقد سعين بهجركم * * * لمّا سعين له بأفوق ناصل

يمشين حول عقيلة منسوبة * * * كالبدر بين دمالج وخلاخل

نصح الحميم يجول في أقرابها * * * حول الحباب إلى الحباب الجائل

يعضضن من غيظ لعيّ أناملا * * * ووددت لو يعضضن صمّ جنادل

ويقلن: إنك يا بثين بخيلة * * * نفسي فداءك من ضنين باخل

ولن ألفتك أو وصلت حبالكم * * * لعلى المودّة من ضمير الواصل

فصلي بحبلك يا بثين حبائلي * * * وعدي مواعد منجز أو ماطل

قافية الميم

أتوها بقولٍ لم أكن لأقوله * * * وكلّهم حرف عليّ ظلوم

بقولٍ جزيت النار إن كنت قلته * * * وكلّ جزاء الظالمين أليم

لكِ الخير هلاّ عجت حتى تفهمي * * * وذو اللّب في كل الأمور فهيم

فتستيقني أن لم يكن من خلائقي * * * وذلك أمر يا بثين عظيم

ألا ليتني أعمى أصمّ تقودني * * * بثينة لا يخفى عليّ كلامها

قافية النون

شهدت بأني لم تغيّر مودّتي * * * وأني بكم حتى الممات ضنين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير