تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعلى كتاب العين بنى بعض المؤلفين القداس كتبا بكاملها مثل نص "البارع " لابي على القالي الذي يقول محققه فى صدر تحقيقه ما يثبت تلك المقولة اذ نواه يؤكد قائلا: "ولكننى بعد ان حققت النص اي نص البارع للقالي - وقعت على حقيقة طريفة جديرة بالاعلان وهى ان "البارع " ما هو إلا كتاب العين للخليل بن احمد الفراهيدى" الخليل وكتاب العين - د. هادى حسن حمودي". كما ينقل المصدر ذاته عن أبى بكر بن أريد مؤلف كتاب الجمهرة وهو ايضا تلميذ الخليل بن احمد -قوله "ولم اجر فى انشاء هذا الكتاب الى الازراء بعلمائنا ولا الطعن فى اسلافنا، وأنى يكون ذلك، وانما على مثالهم نحتذي وبسبلهم نقتدي، وعلى ما أصلوا نبتني وقد الف ابو عبدالرحمن الخليل بن احمد "الفراهيدى" رضوان الله عليه كتاب العين، فأتعب من تصدى لغايته وعنى من سما الى نهايته، فالمنصف له بالغلب معترف، والمعاند متكلف وكل من بعده تبع، اقر بذلك أم جحد،" وفى معرض دفاعه عن نسبة كتاب العين الى الخليل بن احمد الفراهيدى يقول د. هادى حسن حمودي ان ابن أريد وهو صاحب ثاني معجم فى العربية بعد كتاب العين، تاريخيا كان فى وسعه ان ينكر كتاب الخليل، وان يشن قوارع الكلام، ليجعل من كتابه هو "الجمهرة " ابتداعا جديدا لم يسبق اليه ولكن ابن دريد كان يتمتع بذلك الخلق العلمي الرصين الذي يعترف بفضل من سبق وينزل الناس منازلهم التي يستحقونها. ومثلما اورد الباحث نفسه مقولة ابن دريد راح فى دأب الباحث الحصيف يفند الاقوال ويجمع الحجج الثابتة والشهادات الموثقة من الكتب وعلي لسان العلماء الثقات على ان كتاب العين هو للخليل بن احمد بعينه وانه من صنعه ونتاج فكره إلا ما وقع فيه بعض النساخين والوراقين والشارحين من هفوات اثناء نسخهم للكتاب او تعرضهم له بالشرح والتعليق والتصحيف مما يتسامى عنه عقل الخليل وفطنته بصفته مؤلف الكتاب وواضعه حسب تأكيدات الباحثين الرواة والمستشرقين من امثال " ليتمان ". ولما اكثر القارئون للقرآن من الا غلاط واللحن فى القراءات قرر ابو الاسود الدؤلى ان يضع النقاط على الحروف لضبط مخارج الالفاظ ولكن الخليل هو الذي ابتكر الفتحة والضمة والكسرة كعلامات اعرابية وبذلك زال اللبس بين النقاط التي تميز الحروف عن بعضها وبين العلامات الإعرابية التي تختلف فى مهمتها عن النقاط التي على الحروف وانتقلت ابتكارات الخليل النحوية الى مختلف مدارس القرآن واللغة العربية عموما مما ازال الغموض عن اللغة لدى جمهور المتأخرين من العرب ومن دخل فى حوزتهم من المسلمين اذ ان العرب الاقدمين لم يكونوا بحاجة ال نقاط على الحروف او علامات اعرابية لكي يجيدوا النطق بلغتهم التي كانوا يمتلكون ناصيتها امتلاكا ودونما جهد او عناء. وهكذا صار الخليل منعطفا هاما وضروريا فى تاريخ النطق باللغة العربية وصار بمثابة نهاية عصر وبداية عصر جديد فى التعامل مع اللغة العربية بشكل سليم من خلال الضوابط التي وضعها بنتاج فكره الوقاد. ولكن ندرك مدى اهمية ما صنع الخليل علينا ان ننزع العلامات والهمزات عن الحرف ثم نقرأ اللغة العربية. . فهل لنا الى ذلك من إمكانية او سبيل؟ بل لى ان اقول ان ما نعانيه من عثرات لغوية فى عصرنا هو بسبب تجاهل ضوابط علماء اللغة كالخليل وأبى الاسود وتلاميذهما. * كيف وضع الخليل معجم العين؟ قام منهج تأليف " العين " على نظرية صوتية وضعها الخليل وهى الاخذ بالمخرج الصوتى لترتيب الحروف فى المعجم ترتيبا يبدأ من الحروف التي تخرج من الحلق ثم يتقدم شيئا فشيئا حتى ينتهى بالحروف التي تخرج من الشفة ثم بعد ذلك حروف العلة ثم الهمزة. وقد جعل الخليل لكل حرف من تلك الحروف كتابا خاصا به وقسم كل كتاب بدوره الى ابواب اسماها: باب المضاعف، باب الثلاثي الصحيح، باب الثلاثي المعتل، باب اللفيف، باب الرباعي، باب الخماسي. ثم يأخذ فى كل باب يركب الحرف الذي يبدأ به الباب مع ما يأتي بعده من حروف متناولا كل حرف على حدة وكان اول الكتب هو كتاب " العين " الذي اختير ليكون عنوان المعجم بكامله والذي يبدأ به ترتيب الحروف ترتيبا صوتيا كما يرده الخليل ويأتي على ذلك ترتيب الحروف الهجائية بكاملها على النحو التالي: ع -ح -هـ- -غ -ق -ك -ج -ش -ض -ص -س -ز-ط -د-ت -ظ - ذ-ن -ر-ز-ن - ب -م -و-أ-ى ثم الهمزة. وهكذا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير