ـ[ابن هشام]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 12:52 م]ـ
أشكر الأديبة الفاضلة المستبدة على مداخلاتها التي تفوق المشاركة الأصلية وفقها الله وزادها فقهاً في لغة القرآن وأدبها. وقد قمت بحذف المشاركة السابقة ومحاولة تحرير المشاركة الأسبق لإصلاح الخطأ الإملائي، فوفقت في الحذف وأخفقت في التصحيح لقصور الصلاحيات فأعتذر لهذا.
اقتراح:
وأقترح على سعادة المشرف العام تعيين الأستاذة المستبدة مشرفة على قسم الأدب بدلاً من (ابن هشام) لقدرتها البيانية، ومتابعتها المستمرة، بخلاف (ابن هشام) فإنه مشرف كسول، لا يحسن الإشراف وإن ادعى ذلك.
ـ[المستبدة]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 06:20 م]ـ
الأستاذ الفاضل ابن هشام ..
لك تحيّة تحملها حروفٌ حييّة ..
أشكر لك رأيك الذي يلفّني غبطة ..
لكن .. كيف لي أن أكون (بدلا من)؟
ومن من .. ؟!
إن استطعتم أن ترسموا لي صورة نجمة تملأ مكان قمر، سأرضخ وأستكين ..
لا يا أستاذ .. قدركم كبير ولستُ من تُستبدلُ به .. عفا الله عنكم.
سأسعد لو كان (مع، وليس .. بدل)
وفقكم الله .. جعلتموني في مكانٍ ليس لي فيه كثير علم أو أدب،
بل إني أنهل من معينكم وممن مثلكم ..
تحيّة ...
ـ[المستبدة]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 07:24 م]ـ
أستاذ / سلاف ...
شكراً لمرورك العذب .. بمقدار ما أفرحتني حروفك التي تُجيد
عكس جمالها على معجبيها ..
قد أشرتَ ـ مع كثير شكر ـ للبيت الذي أضعفه الكسر، سأشكرك أولاً
على التنبيه .. ثم سأخجلُ كثيراً إن ذكرتُ لك .. أنه لم يتسنَ لي العودة للمصدر المنقول منه!
وما ذاك إلا لتقصيرٍ يلفُّني خجلا، ثمَّ لعطلٍ لا أدري سببه أهو (القرص) أم جهازي؟
صدقت أستاذنا:
إن الجمال لفي شيئين مظهره
بيت من الشِّعْر أو بيت من الشَّعَر
أما ما ورد في البيت:
ليت شعرى كيف أنتم بعدّنا
أَتُرى عندكمُ ما عندنا
فما ذاك الربط إلا لذاكرة أديبة جميلة الاختيار ..
وبخصوص الارتباط بين المعنى وبنية اللفظ ...
لن أخفيكم .. كم استفدتُ كثيراً مما أطلعتموني عليه ..
وقد تذكرت زمنا ـ ليس ببعيد نفس ـ وقفتُ فيه على مثلُ هذا ..
ومن ذاك قصيدة (العينيّة) لأبي ذؤيب ..
فوقفتُ كثيراً أمام بعض كلماته الساحرة .. فعجبتُ لهذا الاختيار .. وهذا العدول!
تأمّلت:
(المنون، الريب، شاحباً، أودى، هويّ، غصة، سملت، مروة، تخرموا،
فغبرت، أتضعضع، البكاء + البكا!!، يولع، رائغاً، نجود، تتوجع .... )
والكثير الكثير مما تكتظ به قصيدتُنا ..
فعجبت ـ حقا ـ لهذا الاختيار دون غيره!
آمنتُ بأنَّ شاعرنا لم يخترها عبثاً أو كيفما اتفق!!
بل إن وراء ذاك أسراٌر جميلةٌ، عظيمة .. نفس مكلومة،عبث بها الحزن والكمد .. !
وكل هذا يُعطينا دلالاتٍ جليّةً واضحة، كوضوح الشمس في رابعة النهار، على تأزم
مأساته وبلوغها منه كل مبلغ ..
فحينما ينفعل الأديب في أدبه .. نجده ينحني لطريقين لا ثالث لهما:
إيجابي أو إقدامي، وآخر سلبي أو إحجامي .. !! (أعني بهذا مشاعر الفرح أو الحزن!)
فاختيار (مادة) أو جذر لغوي بعينه، لا شك أنه يصوّر انفعالاته هو (أي الكاتب أو الشاعر)، وتصوراته أدق تصوير .. بأصدق تعبير .. وما هذا الاختيار إلا للتوافق النفسي
مع المعنى .. (ومع هذا أنفي تماما أنّ الشاعر المبدع من يتعسّف في حروفه واختياراته،
بل ما يأتي منها مسترسلا، يتدفق متعة سهلة ممتنعة! يدفعها صدقه .. وروحه الشفيفة!)
يعنيني كثيراً تقريب الصورة ـ للقارئ الكريم ـ، كما يعنيني كثيراً كثيراً أن يكون هذا
التقريب لبيتٍ من قصيدةٍ، لشاعر لمع اسمه في عنان السماء!
فلنقف إزاء مطلع قصيدته الذي يقول:
أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرقُ ... وجوىً يزيد وعبرة تترقرقُ
تأمل هنا .. حينما اختار لفظة (أرق) ولم يقل: (سهر)،مثلاً، بالتأكيد ثمة دلالات روحيّة
ونفسيّة أطلقت هذه اللفظة دون غيرها .. فالأرق ليس بإرادة الشخص!
هو أشدّ تعبا .. أما السهر فلا يكون بلا إرادة .. إلا في حالة التعب والإرهاق ..
ثم لمَ بدأ بهذه اللفظة (أرق) اسماً، ولم تكن فعلا؟! و لمَ اختار حرف الجر (على)
و لم يختر غيره؟! لمَ (مثلي) وليس (أنا)، مثلاً، لمَ هذا التكرار (أرق، يأرق،
تترقرق)؟ أللتصريع مثلاً .. ؟!!
إن أحسنا الإبحار هنا أدركنا أنه بدأها باسم دائم ومستمر بعكس التجدد والتغير الذي قد
¥