ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 12:32 ص]ـ
سأكلم أخي الحبيب الدكتور علي الحارثي، كما سأظل أذكر شيخنا المفضال بدرسنا كل أسبوع قبل وقت كاف، إن شاء الله، وقد وعدنا بعدم الانقطاع بعد اليوم، في مشاركته الأخيرة، كما وعدنا بكنز جديد من كنوزه المعروفة، وهو ممن نعرفه إذا وعد وفى وإذا أوعد عفا. ولعل عودة هذه الدرة الثمينة إلى التدفق والاستمرار بعد التوقف والاستمطار تعيد كثيرا من أحبابنا الغائبين عن الفصيح.
وهذا أولى الموضوعات بتزيين صدر منتدى الأدب؛ فأرى تثبيته هناك؛ ليكون تاجا على الرأس، فما رأيكم،دام فضلكم؟
ـ[المستبدة]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 02:40 ص]ـ
أهلا بك دكتورنا /ابن هشام ..
ننتظر الجميل الذي أتحفنا زمنا .. ننتظر كلماتٍ هي أحلى ..
سننتظر الوعد،كما هو الحال مع وعد الدكتور/سليمان.
الأدباء إن وعدوا .. جاءت وعودهم درّا ومرجانا .. في بحرٍ
أنهكنا جمالا ..
د. سليمان:
سيكون ما أردتَ وهذا الذي يرغب به الجميع.
إنها تحفةٌ ستعلّق.
ننتظر ...
ـ[أحاول أن]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 08:13 ص]ـ
شكر الله لكم د/ سليمان وحق له التثبيت ..
ذوقوا الثمارَ جَنِيَّةً ... ورِدُوا المَناهِلَ صافِيَهْ
إذن بالانتظار ..
ـ[المستبدة]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 03:48 م]ـ
في الحقيقة وددت لو أن تركتُ حتى النقاط ..
ففيها الكثير الكثير .. أو ليست من أديب؟
إذن هي تعني الكثير ...
لا زلنا ننتظر ..
ـ[ابن هشام]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 04:50 م]ـ
البيت الثامن:
قال الشاعر:
لو كانَ يُوجَدُ عَرْفُ مَجْدٍ قَبْلَهُمْ = لَوَجَدْتَهُ مِنهُم على أَميالِ
إِنْ جئتَهُم أَبصرتَ بينَ بُيوتِهمْ =كَرَماً يَقيكَ مَواقفَ التسآلِ
نُورُ النُّبوةِ والمكارمِ فيهمُ= مُتوقِّدٌ في الشِّيبِ والأَطْفالِ
هذه الأبيات الثلاثة تمثل بها الشاعر مسلم بن بلال العبدي في مديح بني هاشم رهط النبي عليه الصلاة والسلام، وهي أبيات رائعة في المديح لم أتتبع كتب الأدب لمعرفة قائلها، وكنت حفظتها قديماً من كتاب زهر الآداب للحصري القيرواني عند حديثه في أول الجزء الأول عن بلاغة أهل البيت وكرمهم ولم يظهر لي حينها من سياق كلام مسلم بن بلال أنها من قوله هو.
ولن أختار منها بيتاً مفرداً شارداً ففيها كلها معانٍ بديعة وتأملوا معي هذه المعاني.
1 - في البيت الأول يقول الشاعر إنه لو كان للمجد عَرْفٌ ورائحةٌ زكيةٌ يشمها الناسُ لكنتَ تجدُ رائحة مجدهم الزكية تشم على بعد أميالٍ، وهذا معنى بديع وكأنَّه يشير فيه الشاعر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التي يذكر فيها رائحة الجنة وعَرْفِها وطِيبِها وأنه يوجدُ من مسيرة أربعين خريفاً. وموضوع أخذِ الشعراء من معاني القرآن والسنَّةِ كثيرةٌ وصورها مختلفة لو تفطن لها أديبٌ لمَّاحٌ لعثر على كثيرٍ من ملامحها بطرق ظاهرةٍ وخفيةٍ بعيدةٍ أحياناً لا يكاد يفطن لها إلا القليل.
وتأملوا مدح هؤلاء القوم بكرمهم وسؤددهم ومجدهم المؤثل بهذه الصورة الجميلة التي استعار لها الرائحة الزكية النفَّاذة، التي تجدها على بعد أميال فتستدلُّ بها على أمجادهم.
لو كانَ يُوجَدُ عَرْفُ مَجْدٍ قَبْلَهُمْ = لَوَجَدْتَهُ مِنهُم على أَميالِ
وتأملوا قوله: لو كان يُوجَدُ ..
فهو لن يوجد، ولكنه قد بلغ بمديحهم مبلغاً عظيماً بقوله ذاك، وإن كان في واقع الناس لا يكون، فأدركَ بلفظهِ القَريبِ غاية المُرادِ البَعيدِ - كما يقول البحتري.
وهذا من سعة لغتنا العربية وحسن بيانها عن المعاني.
ويشبهه قول زهير بن أبي سلمى يمدح بني عبدالله بن غطفان:
لو كان يَقْعدُ فوقَ الشمسِ مِنْ كَرمٍ=قومٌ بأولهم، أو مجدِهِم قَعَدُوا
فقد بلغ بمدحهم ما شاء أن يبلغ، وإن لم يكن هذا واقعاً ممكناً.
ومثله قول الآخر:
لو كان يَقْعُدُ فوقَ الشَّمسِ مِنْ كَرمٍ = قومٌ لقيلَ اقعُدوا يا آَلَ عبَّاسِ
وهكذا تجد هذا الأسلوب شائعاً في لغة المديح عند الشعراء لما له من المعاني البعيدة في حسن المديح.
2 -
إِنْ جئتَهُم أَبصرتَ بينَ بُيوتِهمْ =كَرَماً يَقيكَ مَواقفَ التسآلِ
هل وقفتَ يوماً تسأل الناس؟ هل شعرتَ بتلك المرارة التي تتملكك وأنت تسأل الناس ثم يعرضون عنك ولا يلتفتون إليك؟
¥