تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد يعرف الشعرُ فرسانهُ

وفي قصيدة " تحت لواء حسان " يكتب:

قلمي .. رأيتكَ في إسار المِعصمِ

حرَّ المسار .. تجوبُ بين الأنجمِ

قلمي .. تُحدّثني حروفُك أنّها

كانت تحومُ على جدار"الأرقمِ"

حتى أتيتَ بكلِّ ألوانِ السنا

من وحي ربّكَ ذي الجلالِ الأكرمِ

وقفتْ حروفك في الصفوف وكبّرتْ

عزَمتْ تجاهدُ كلَّ فكرٍ مُظلِمِ

تحت اللواءِ، لواءِ "حسّانَ" الذي

زانَ الزمانَ بكلِّ شعرٍ ملهَمِ

وأما الشعراء المحدَثون فقد تأثر بشاعر الإسلام "د. محمد إقبال"، وبالشاعر المحلّق "عمر الأميري". كما أعجبه شاعر اليمن "الزبيري"، والشاعر المتدفق "د. عبدالرحمن العشماوي".

أغراض أدبه وشعره

يَصدر في أدبه عن التصوّر الإسلامي للكون والإنسان والحياة.

وهو يرى أن كل أدب جميل يشي بالمشاعر السامية والقيم العالية هو أدب إسلامي.

وبما أن الإسلام هو دين الحياة، فالأدب الإسلامي هو أدب الحياة، والشعر الإسلامي هو شعر الحياة.

وقد شغلت قصائد المناجاة المساحة الكبرى من شعره؛ ولذلك لقّب بـ" شاعر الإيمان" .. وكثيرا ما يلحّ عليه هذا السؤال:

كيف عقِمت حناجر الشعراء عن مناجاة رب العالمين؟!

وفي مناجاة له يقول:

برفّةِ روحي .. وخفقة قلبي ... بحبٍّ سرى في كياني يُلبّي

سألتكَ ربي لِترضى، وإني ... لأَرجو رضاكَ - إلهي - بحبّي

وأَعذبُ نجوى سرتْ في جَناني ... وهزَّت كياني:"أحبُّك رَبي"

...

وما كنتُ بالحبِّ يوماً شقيّا ... ولو فَجَّر الحبُّ دمعي العصيّا

فهذا سكوني .. ودمعُ عيوني ... يناجي ينادي نداءً خفيّا

"تباركت ربي .. تعاليت ربي" ... ويَنفَدُ عمري ولم أُثنِ شيّا

كما استحوذت محبة النبي عليه الصلاة والسلام، على حيز كبير من قصائده،

وتتصدرها قصيدة "حار فكري" ومطلعها:

حار فكري، لست أدري ما أقولْ!

أي طهرٍ ضمّه قلبُ الرسولْ!!

وكذا قصيدة "أراود نفسي"، وقد أنشدهما الغريد المبدع "محمد العزاوي" بصوته الملائكي العذب.

المرأة في شعره

أما المرأة المسلمة فقد كتب لها الكثير الكثير .. على منديل من حرير! سواء كانت أماً أو أختاً أو زوجاً أو بنتاً. وقد خاطبهن كلهن في قصيدته "إليك حواء"، ومنها قوله:

حَباكِ الإلهُ بأسمى مقام ٍ

ووصىّ ثلاثاً نبيُّ الهدى

مقامُك بين جلال الصلاةِ

وبين شذا الطيبِ قد أُفرِدا

وأنتِ الطهارةُ .. أنت السّنا

وأنت الحضارةُ؛ والمنتدى

بروضكِ شِعري غدا بلبلاً

فهل تعجبينَ إذا غّردا؟!

ولمّا رأيتكِ وَردَ الوجودِ

كتبتُ "إليك" بقطر الندى

وفي قصيدة " أتدرين أنك أمّ الجمال؟! " كتب:

لأجلكِ غنّى وطارَ النشيدُ

يرفرفُ حولكِ حتى دَنا

إليك تهاجرُ كلُّ الحروفِ

وتهوي إليك كرامُ المُنى

تعاليْ لِنبنيَ بيتَ القصيدِ

بشطرينِ: منكِ .. ومنّي أنا

لأنكِ أنتِ .. لأني أنا

تسيرُ الحياةُ رُخاءً بِنا

ظلمناكِ دهراً فهل تغفرينَ؟!

ومِثلكِ يصفحُ عمَّنْ جَنا

أما الأطفال

فيعتبرهم الشاعر أعظم مشروع لأية أمة تخطط للبناء الحضاري،

فهم نصف الحاضر وكل المستقبل، وفي كل طفل مسلم ينطوي الانتصار.

وعلى لسان رضيع يأنس بمناغاة أمه يكتب:

أَعيدي اللّحن يا أمّي

وضُميّ طفلكِ .. ضميّ

فما من صورةٍ فاقتْ

صغيراً لاذ بالأمِّ

...

أعيدي همسَكِ الحاني

بأوزانٍ .. وألحانِ

فسمعُ الكونِ قد أصغى

وإني السامعُ الثّاني

أما أطفال فلسطين!

فلم يجد مايقوله لهم سوى الاعتذار!

عُذري إليكمْ أنّني

لا عذرَ .. لي لكنني

أَدمَى فؤاديَ جرحُكمْ

و أهمّني .. و أغمّني

فشعرتُ أنّي مُذنبٌ

لو أنّ طفليَ ضَمّني!

أشلاؤُكُمْ منثورةٌ

وننامُ مِلءَ الأعينِ!

ودماؤُكم مهدورةٌ

ونرومُ طيبَ المَسكنِ!

تهوي الجبالُ وتنحني

وجباهكُمْ لا تنحني!

أطفالُنا في قدسِنا

ثبتوا ثباتَ المؤمنِ

رأي النقاد في أدبه

وصف الدكتور "محمد علي سلطاني" شعره بقوله:

"وجدت عالَماً شفافاً من الصدق والرقة والمحبة، اجتمعت لصاحبه الشاعرية والمعرفة وحرارة الانفعال وصدق التجربة والشعور ..

فالكلمات نبضات قلب، والمعاني نفحات روح، والقوافي ومضات معبرة، وخفقات موحية، والمقطوعات مواقف شفافة راقية، ومشاعر رقيقة سامية .. ".

أما الدكتور "فرحان السليم" فقد كتب عن شعره يقول:

"رشاقة في كلماته .. وخفة في قافيته .. وهمسة في بحوره الرشيقة ..

ولا تقتصر شاعرية د. عبد المعطي على شعره فحسب، ولكنها تنبثّ في نثره، وتجري على لسانه، وتسيل سيلان ماء الجدول الرقراق، وتتهفهف هفهفة نسيم الصبا في أمسية ربيعية حالمة .. ".

كما وصفت الأديبة "منيرة الأزيمع" شعره بأنه: "عزف بالغ التطريب".

...


منقول

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 01:13 م]ـ
أشكرك أخي وحي اليراع على هذا الثناء الذي أخجلني، لأني لست سوى عاشقة لأمي، لذا فأنا أثابر و أواظب على المشاركة في هذا المنتدى لأوفي بالعهد الذي قطعته مع أمي الحبيبة _ لغة الضاد _ بأني سأرفع لواها في كل زمان ومكان.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير