تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالقراءة ُ في هذه الكتبِ تنمّي في الشخص ِ المهارة َ، ولا بدَّ في البدايةِ من محاكاةِ أساليبهم، ومجاراتهم، ومن ثمَّ سوفَ يُصبحُ لديكَ ملكة ٌ خاصّة ٌ، وأسلوبٌ واضحٌ، وتظهرُ بصمتكَ في جميع ِ المواضيع، وحتّى لو كانتْ بدايتُكَ ضعيفة ً، فإنّكَ مع مرورِ الوقتِ سوفَ تتطوّرُ، وتزدادُ موهبتُكَ، ويوشكُ - عمّا قريبٍ - أن يجعلَ اللهُ لكَ شأناً ومكانةً.

وخذْ نصيحة َ الرّافعيِّ لطلاّبهِ: إقرأ كلّ شيءٍ يقعُ تحتَ يدكَ.

وزدْ على ذلكَ حفظَ ما تستطيعهُ من أبياتِ شعر ٍ ومن حكم ٍ ومن أمثال ٍ، وإن قدرتَ على حفظ القرءان ِ أو كثير ٍ منهُ، وكذلكَ أحاديثُ النبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ فهو جميلٌ وحسنٌ.

ومن أفضلِ كُتبِ الشعرِ: كتبُ المختاراتِ، مثلُ الحماسةِ لأبي تمّامٍ، وللبحتريِّ، وكذلكَ ديوانُ المعاني لأبي هلال العسكريِّ، وكذلكَ مختاراتُ البارودي، وهي من أنفسِ وأجودِ المختاراتِ، وقد كانَ يمدحها الرافعيَّ كثيراً، بل فضّلها على جميعِ كتبِ المختاراتِ الأخرى.

وهناكَ طريقة ٌ لطيفة ٌ، كانَ يصنعها ابنُ الأثير ِ، وسارَ على طريقتها الرافعيُّ والطنطاويُّ، وهي أن تأخذَ قطعة ً صغيرة ً، أو بيتَ شعر ٍ، وتقرأهُ، ثمّ تحاولَ أن تعبّرَ عنهُ بعباراتكَ الخاصّةِ بكَ، وهكذا حتى تحذقَ الكتابة َ.

الكلامُ طويلٌ وذو شجون ٍ، وحسبُكَ من القلادةِ ما يُحيطُ بالعنق ِ، ولعلّكَ مع مرورِ الوقتِ، والصبر ِ، والتحمّل ِ، سوفَ تُصبحُ كاتباً ذا شأن ٍ، ولكَ أسلوبٌ تحرصُ النّاسُ على احتذاءهِ والاقتداءِ بهِ، ولكن ما عليكَ سوى الصبر ِ والجلدِ والتحمّل:

وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ ******** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

وفّقني اللهُ وإياكَ، وغفرَ لي ولكَ.

أخوكَ المُحبُّ: فتى

والسلامُ عليكم ورحمة ُ اللهِ وبركاتهُ

==========

تموتُ النّفوسُ بأوصابها ********* ولم تدر ِ عوّادها ما بها

وما أنصفتْ مهجة ٌ تشتكي ********* أذاها إلى غير ِ أحبابها

من موضوعات الأستاذ الصديق فتى الأدغال.

ـ[سامح]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 01:20 ص]ـ

* من هو الأديب برأيك؟

ـ الأديب هو من آتاه الله موهبة الكتابة والتعبير؛ فاستثمرها في الكتابة الإبداعية ذات الخصائص الفنية المحددة (مثل الشعر، والقصة، والرواية، وغيرها)، وتتفاوت القدرة التعبيرية والتصويرية للأديب الواحد، من نص إلى آخر كما تتفاوت بين المبدعين المختلفين في المجال الإبداعي الواحد، من حيث القوة، والجمال.

كما يتفاوت التعبير الفني للأديب متعدد مجالات الإبداع؛ فنجيب محفوظ (مثلاُ) يتفاوت مستواه الإبداعي والفني في رواياته المختلفة، وإن كانت على درجات عالية من الجودة عن مستواه في القصة القصيرة، وهذان يختلفان بدورهما عن مقدرته في كتابة المقالة (الفلسفية أو النقدية والأدبية).

وما يُقال عن نجيب محفوظ يُقال عن صالح جودت الذي كتب الشعر بفنية عالية، وكتب بدرجة قد تقل ـ قليلاً أو كثيراً ـ الأغنية بالعامية المصرية، والرواية، والقصة القصيرة.

ويختلف الأدباء في منحاهم في التعبير عن قضايا المجتمع، وهموم الذات، وتأملاتهم، وإن كان للأديب الواحد في مجاله الخاص مكانةٌ يستطيع أن نقدرها القارئ المُتابع، فأنت إذا كنت قارئاً متذوقاً مُتابعاً، وقيل اسمٌ أمامك: كشوقي، أو عمر أبي ريشة، أو بدوي الجبل، أو الشابي، أو علي أحمد باكثير، تستطيع أن تقدره حق قدرته، وتضعه في مكانه الذي يستحقه من تقديرك.

* كتب تنصح المبتدئ في الأدب والنقد بقراءتها.

ـ أنصحه بقراءة القرآن كثيراً، وحديث الرسول الشريف؛ فهما الذروة في الإبداع الأدبي، وإذا كان شاعراً أنصحه بقراءة الأعمال الإبداعية الكبرى في الشعر من امرئ القيس في الجاهلية إلى الشعر الحديث عند شوقي وحافظ إبراهيم والسياب مروراً بجرير وبشار بن برد والمتنبي وأبي تمام .. وغيرهم.

أما إذا كان ناثراً فأقترح عليه أن يبدأ بقراءة النثر العربي ـ من خلال إبداعات أعلامه ـ من الجاحظ وأبي حيان التوحيدي إلى مصطفى صادق الرافعي وعبد العزيز البشري والزيات وعلي الطنطاوي ونجيب محفوظ. وعليه أن يقرأ ألوان التعبير النثري المختلفة (كالمقالة والخاطرة، والقصة المسرحية، والسيرة الذاتية .. وغيرها).

أما من يتجه إلى النقد فعليه أن يقرأ الكتب العلامات في هذا المجال، وهي بالعشرات، لكني أطلب من طلابي في الدراسات العليا أن يكون لديهم بعض الكتب المتفردة، ومنها «النقد الأدبي الحديث» للدكتور محمد غنيمي هلال، و «استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المُعاصر» للدكتور علي عشري زايد، و «دير الملاك: دراسة في لغة الشعر العراقي» للدكتور محسن أطيمش.

* شاب ذو موهبة أدبية .. ما نصيحتك له؟

ـ أن يستمر في العناية بهذه الموهبة، وأن يقرأ ويقرأ .. ولا يتعجل، وأن يفيد من كل كلمة نقد صادق تُوجَّه له. ولا بد أن يصل يوماً للمكانة التي يستحقها أدبه.

قليل من فيض أستاذنا د. حسين علي محمد نشر في لقاء

معه عبر منتدى رواء للأدب الإسلامي .. أحببت أن أضيفه

لهذا العمق الذي أوجدته هنا أستاذ خالد

ولتتكون مدرسة خاصة بالكتابة هنا ..

دمت معطاءً ..

لك مني التحية .. وافر التحية

:)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير