تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا يخفى أن هذه الآيات من الآيات المشكل تفسيرها، وأن الأقوال فيها متدافعة. والأصح من الأقوال في تفسيرها هو ما اعتمده ابن القيم رحمه الله، وبيّنه ابن كثير بالتفصيل لأوجه، أهمها ثلاثة:

أحدها: أنه يقتضي براءة آدم وزوجه من قليل الشرك وكثيره، وذلك هو حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

والثاني: قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} بضمير الجمع. ([27])

والثالث: أن ما ذكروا من قصة آدم وتسمية الولد عبد الحارث يفتقر إلى نقل صحيح صريح، وهو غير موجود في تلك القصة؛ فهو إن صح غير صريح في كونه تفسيراً، وإن لم يصح – وهو الذي عليه أكثر المحققين – فلا يلتفت إليه.

وهذه الأوجه متحققة على القول الثالث أيضاً، غير أن في النفس منه شيئاً؛ لعدة أسباب:

أولها: أنه لا قائل به من السلف – حسب علمي -.

والثاني: أن فيه إجراء جميع ألفاظ الآية على الأوجه البعيدة. ([28])

تنبيهات وفوائد:

التنبيه الأول: سبب الخلاف:

من أسباب الخلاف السابق بين المفسرين:

· الاختلاف في ثبوت الحديث الذي فيه قصة إبليس مع آدم وحواء، والاختلاف في جعله ربطه بتفسير الآية.

· الاختلاف في مرجع الضمائر.

· تعارض ما ورد في تفسير الآيات مع أصل من أصول الإسلام، وهو عصمة الأنبياء من الشرك بأنواعه.

التنبيه الثاني: من قواعد التفسير التي تنحل بها إشكالات كثيرة في التفسير: "قد يرد اللفظ في القرآن متصلاً بالآخر، والمعنى على خلافه." ([29])

ويطلق البعض على مثل هذه القاعدة: الموصول لفظاً المفصول معنىً. ([30])

التنبيه الثالث: تضاف هذه الآية إلى أمثلة: ما أشكل تفسيره من الآيات.

الحواشي والتعليقات:


([1]) يروى في هذا المعنى حديث مرفوع عن الحسن عن سمرة عن النبي r قال:)) لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره ((أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/ 11، والترمذي في كتاب تفسير القرآن – باب: ومن سورة الأعراف رقم 3077 وقال: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم، ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه)، وأخرجه ابن جرير في تفسيره 13/ 309 بلفظ مقارب. وهو حديث مضعف عند جمهور المحدثين، وقد بيّن علله بالتفصيل ابنُ كثير في تفسيره 4/ 1526 - 1527. وفي معنى ذلك آثار موقوفة على على ابن عباس رضي الله عنهما، تلقاها عنه جماعة من التابعين، ثم تتابع المفسرون على روايتها. قال ابن كثير: (وكأنه - والله أعلم - أصله مأخوذ من أهل الكتاب، فإن ابن عباس رواه عن أبي بن كعب، كما رواه ابن أبي حاتم .. وهذه الآثار يظهر عليها والله أعلم أنها من آثار أهل الكتاب) ثم استطرد في بيان الموقف من هذه الروايات الإسرائيلية 4/ 1528. وانظر الإسرائليات والموضوعات في كتب التفسير لمحمد أبو شهبة ص 209 - 215. وقد ذكر ابن عثيمين أن هذه القصة باطلة من سبعة وجوه في القول المفيد على كتاب التوحيد 2/ 308 - 310. وكلها وجوه وجيهة يكفي واحد منها لإبطال القصة.

([2]) روضة المحبين ص415، والضوء المنير 3/ 254.

([3]) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 5/ 1633 من رواية سعيد بن جبير عنه، وانظر الدر المنثور للسيوطي 6/ 705.

([4]) أخرجه عنه ابن جرير في تفسيره 13/ 314 - 315 من عدة طرق قال ابن كثير عنها: أسانيدها صحيحة.

([5]) أخرجه ابن جرير 13/ 310 - 311 من رواية عكرمة، ومن رواية العوفيين.

([6]) أخرجه ابن جرير 13/ 312.

([7]) أخرجه ابن جرير 13/ 312.

([8]) نظر زاد المسير لابن الجوزي 3/ 303.

([9]) لم أجده منسوباً إلى أحد من السلف. وقد ذكره ابن عطية، وعزا معناه إلى الحسن بن أبي الحسن – فيما حكى عنه الطبري -. كذا قال في المحرر الوجيز 6/ 174، ولم أعثر على شيء من ذلك في تفسير الطبري.

([10]) انظر جامع البيان 13/ 315.

([11]) انظر المحرر الوجيز 6/ 171 - 177.

([12]) انظر التفسير الكبير 15/ 70 - 72.

([13]) انظر الجامع لأحكام القرآن 7/ 338 - 339.

([14]) انظر البحر المحيط 5/ 246 - 247.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير