تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المقاتل7]ــــــــ[04 Sep 2003, 04:44 م]ـ

الأخ أبو علي:

أعتقد أن المسألة الخاصة بالمقصود بالذين أوتوا الكتاب بحاجة إلى مزيد من البحث حول أصل تسمية النصارى، ومتى بدأ إطلاقها، و أصل الحواريين، و هل النصارى كانت في الأصل طائفة من اليهود قبل رسالة عيسى عليه السلام، و هل هم بذلك ورثوا الكتاب أم أوتوا الكتاب؟

و أرجو من الأخوة إثراء هذه النقطة التى طرحها أبو علي ..

الأخ أبو علي ..

كلامك لم يتناول أصل الموضوع بالكامل عن أن المقصود بالذين أوتوا الكتاب هو من آمن منهم فقط و قد سقت الحجة في ذلك و لكنك قمت بالرد على جزء يسير منها و لي عودة للتعقيب ..

كما أنك طرحت نقطة تؤيد ما قلته ..

فقوله تعالى (اليوم أحل لكم الطيبات و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم)

و لا يمكن أن يكون المقصود بطعام الذين أوتوا الكتاب إلا طعام الذين آمنوا منهم!!

لأنه لو كان المقصود طعام اليهود والنصارى لكان معنى ذلك نسخ آيات تحريم الخمر و تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه من الذبائح!!

ـ[المقاتل7]ــــــــ[04 Sep 2003, 09:46 م]ـ

[الأخ أبو علي

(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله و لو كانوا … .. ) الآية،

لاحظ كلمة (حاد الله ورسوله) التي تعني حارب الله ورسوله، عادى الله ورسوله، قاتل أهل الإسلام ....

هؤلاء نهانا الله أن نوادوهم ولو كانوا آباءنا).

أما إذا لم يعادوا الله ورسوله ولم يقاتلونا في الدين فإن الله لم ينهانا أن نبروهم ونقسط إليهم.

من هو من يحادد الله ورسوله؟

كما في قوله تعالى (ألم يعلموا انه من يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدا فيها)

يقال حاد الشيء الشيء أي صار بينهما حدا فاصلا (راجع معاجم اللغة)

و من حاد الله ورسوله هو كل من جعل بينه وبين شرائع الإسلام حدا و لا يشترط أن تكون هناك معاداة ظاهرة أو قتال للمسلمين،، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب إذا استندنا إلى أسباب النزول.

ـ[أبو علي]ــــــــ[05 Sep 2003, 07:17 ص]ـ

الأخ المقاتل:

الذي يصح أن نقول عنه أنه حاد الله ورسوله هو الذي وقف حاجزا وحدا أمام دعوة الإسلام بكل ما أتي من قوة، ولنأخذ مثلا أعمام رسول الله: أبو لهب وأبو طالب.

أبو لهب وقف أمام الدعوة وتصدى لها بكل ما يملك من قوة ودهاء، وهو بذلك يعتبر محادا للإسلام لأنه صار خصما للدعوة، فاستحق بذلك أن يلعن في القرآن ويلعنه الرسول صلى الله عليه وسلم.

أما أبو طالب فهو لم يهتد للإسلام ولكنه لم يقف أمام الدعوة ولم يظاهر المشركين على الإسلام، فهل لعن النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب لأنه لم يسلم؟

كلا بل صاحبه في الدنيا معروفا وتمنى له الهداية، ونزل قرآن في ذلك

: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين)، لاحظ كلمة (أحببت)، لو كان أبا طالب قد حاد الله ورسوله لما أحبه رسول الله لأن الحب من الود، لكن أبا طالب كانت منه مواقف نبيلة تجاه ابن أخيه ودعوته أحبها فيه رسول الله. فمن العدل والإنصاف أن نقابل الإحسان بالإحسان.

والله سبحانه يقول: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).

نعود إلى آية سورة المائدة:

إقرأ الآية إلى أن تصل إلى قوله تعالى: ... والمحصنات من المؤمنات.

الآية هنا (المحصنات من المؤمنات) تعني أية محصنة آمنت بالله ورسوله سواء كانت يهودية أو نصرانية أو بوذية أو مجوسية أو هندوسية أو وثنية أو مهما كانت ديانتها قبل الإسلام إن أسلمت يحل نكاحها.

لكن الآية لم تتوقف هنا بل عطف عليها: والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم .... ).

كيف يعطف (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم .... ).!!!

إذا كان نكاح هؤلاء يستوجب بالضرورة الإيمان بالإسلام وقد مضى بيان ذلك قبل العطف!!،

ما فائدة العطف إذن؟

نلاحظ أن (المحصنات) الأولى جاءت بعدها (المؤمنات)، أما (محصنات الذين أوتوا الكتاب) جاءت مجردة بدون أن تتبع كلمة (المؤمنات) لنعلم بذلك أن الله قد أحل للمؤمنين نكاح المؤمنات الإيمان الكامل (بكل الرسل بمن فيهم رسول الإسلام) وأحل أيضا نكاح المحصنات من الذين أوتوا الكتاب اللاتي يؤمن فقط بما أنزل عليهن

ولذلك جاء ذكر (محصنات الذين أوتوا الكتاب) مجردة دون أن يوصفن ب (المؤمنات).

ويجب أن نأخذ في الاعتبار آية سورة البقرة:

(ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن).

اليهود الذين أوتوا الكتاب قص علينا القرآن أنهم وقعوا في ضلالات كثيرة عبر تاريخهم: عبدوا العجل، أشركوا بالله بقولهم: عزير ابن الله، اتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله .....

هذا كله عبر عنه القرآن بصيغة الماضي، ولا يلزم استمراره إلى الآن إلا إذا ثبت ذلك في القرآن، وحيث لم يرد في القرآن نهي لليهود عن ذلك نفهم أن ذلك الشرك صححه لهم أنبياءهم وانتهوا عن ذلك.

أما النصارى فإن القرآن قص علينا من أنباءهم بصيغة الماضي والمضارع أنهم قالوا ويقولون: المسيح ابن الله، ولذلك ينهاهم القرآن عن قول ذلك بقوله تعالى: انتهوا خيرا لكم.

إذن شرك النصارى واضح ومبين في الكتاب وواقع حالهم يثبت ذلك،

أما اليهود فحصل منهم ذلك في الماضي عبر تاريخهم وصحح لهم ذلك أنبياءهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير