تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المقاتل7]ــــــــ[06 Sep 2003, 04:57 م]ـ

نلاحظ أن (المحصنات) الأولى جاءت بعدها (المؤمنات)، أما (محصنات الذين أوتوا الكتاب) جاءت مجردة بدون أن تتبع كلمة (المؤمنات) لنعلم بذلك أن الله قد أحل للمؤمنين نكاح المؤمنات الإيمان الكامل (بكل الرسل بمن فيهم رسول الإسلام) وأحل أيضا نكاح المحصنات من الذين أوتوا الكتاب اللاتي يؤمن فقط بما أنزل عليهن

ولذلك جاء ذكر (محصنات الذين أوتوا الكتاب) مجردة دون أن يوصفن ب (المؤمنات).1/ العطف هنا كما يظهر لتأكيد و توضيح إباحة الزواج ممن آمنت من أهل الكتاب وبقيت أسرتها أو عشيرتها على الكفر و أصبحت تشترك معهم في صفة (الذين أوتوا الكتاب). لأن (المحصنات من المؤمنات) وحدها ليس فيها الدلالة على ذلك.

2/ تعبير (الذين أوتوا الكتاب) ليس فيه دلالة قطعية على الكفر كما أوضحت فهذا وصف من آمن منهم ومن بقي على كفره، فما الذي يجعلنا نحمله على الكفر خاصة وقد قال الله تعالى في بداية الآية (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم)، فإذا كان طعام الذين أوتوا الكتاب حل لنا فهذا تمهيد ليدل على أن المقصود بالذين أوتوا الكتاب هو من آمن منهم فقط، لأن اليهود يشمل طعامهم على لحم الخنزير و الخمور حتى المتدينين منهم (الحاخامات) إذا هو ليس محرما في ما يزعمون أنه التوراة ـ والمعروف أن اليهود يملكون العديد من مصانع الخمور في العالم، و لو كان طعامهم حل لنا لأبيح لنا الخمر و لحم الخنزير، إذا فقوله تعالى (و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم) لا يمكن أن يفهم إلا أن يكون المقصود به من آمن منهم فقط.

3/ لا يمكن التوفيق بين النصوص التي ذكرتها إلا بهذا الفهم، لأن كلامك ربما كان مقبولا لو استبعدنا كل الأدلة و النصوص التي تنقض ما ذهبت إليه والتي لم تفندها بالكامل.

ويجب أن نأخذ في الاعتبار آية سورة البقرة:

(ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن).

اليهود الذين أوتوا الكتاب قص علينا القرآن أنهم وقعوا في ضلالات كثيرة عبر تاريخهم: عبدوا العجل، أشركوا بالله بقولهم: عزير ابن الله، اتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله .....

هذا كله عبر عنه القرآن بصيغة الماضي، ولا يلزم استمراره إلى الآن إلا إذا ثبت ذلك في القرآن، وحيث لم يرد في القرآن نهي لليهود عن ذلك نفهم أن ذلك الشرك صححه لهم أنبياءهم وانتهوا عن ذلك.

أما النصارى فإن القرآن قص علينا من أنباءهم بصيغة الماضي والمضارع أنهم قالوا ويقولون: المسيح ابن الله، ولذلك ينهاهم القرآن عن قول ذلك بقوله تعالى: انتهوا خيرا لكم.

إذن شرك النصارى واضح ومبين في الكتاب وواقع حالهم يثبت ذلك،

أما اليهود فحصل منهم ذلك في الماضي عبر تاريخهم وصحح لهم ذلك أنبياءهمأنت تحاول هنا أن تقول أن اليهود لا يحملون صفة الشرك مثل النصارى، ولكن الله تعالى قال (سبحانه عما يشركون) في سورة التوبة وهي آخر ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، و يشركون هنا بصيغة المضارع، أي أن شركهم كان واقعا وقت نزول الآية التى نزلت بعد آية المائدة (اليوم أحل لكم ….).

.

ـ[أبو علي]ــــــــ[07 Sep 2003, 10:41 ص]ـ

(اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم)

هذه الآية نعيشها واقعيا الآن.

نحن المسلمين الذين نعيش في الغرب نشتري اللحم من عند الجزار المسلم لأنه يذبح حسب الطريقة الشرعية، ومن لم يكن في مدينته جزار مسلم فإنه يشتري اللحم Kocher المذبوح على الطريقة اليهودية لأنه حلال ذبحه الراباي وذكر اسم الله عليه، وكذلك اليهود الملتزمين فإنهم لا يأكلون إلا اللحم الحلال المذبوح على طريقتهم، أو

يشترون اللحم من عند الجزار المسلم لأنه حلال عندهم (وطعامكم حل لهم).

اليهود الملتزمون لا يشترون اللحم من السوبر ماركت لأنه غير مذبوح.

الآية اتي ختمت ب (سبحانه عما يشركون) فعل يشركون (مضارع)

لأنه:

1) هذا حكم عام لكل من أشرك بالله، الله منزه عما أشرك به الأولون وما يشرك به كل مشرك إلى الأبد.

2) لا تنسى أن الآية تتكلم عن اليهود والنصارى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم من دون الله والمسيح بن مريم) والنصارى مازالوا يشركون بالله فمن الطبيعي أن تختم الآية ب: سبحان الله عما يشركون)، فهم الذين قال الله عنهم: كبرت كلمة تخرج من أفواههم .. )

تخرج: فعل مضارع يفيد الاستمرار.

قف عند قوله تعالى: (و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم)

المحصنات المؤمنات تفيد أية محصنة مؤمنة على الإطلاق سواء كانت كتابية أم غير كتابية إذا آمنت فإنها تصبح حلالا للنكاح،

لماذا جاء العطف إذن: (و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم)

مادام حكم المؤمنات منهن قد سبق في: (المحصنات المؤمنات)!!!

إذن لا يستقيم التعبير إلا إذا كان العطف عطف شيء مغاير لما قبله، فيكون المعنى هو أن الله قد أحل للمؤمنين نكاح المؤمنات إيمانا كاملا: بما أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل من قبله،

وأحل نكاح المؤمنات إيمانا ناقصا: يؤمنون فقط بما جاء به أنبياؤهم.

وهؤلاء هم بنو إسرائيل الذين (أوتوا الكتاب).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير