ـ[المقاتل7]ــــــــ[09 Sep 2003, 06:26 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: أبو علي
قف عند قوله تعالى: (و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم)
المحصنات المؤمنات تفيد أية محصنة مؤمنة على الإطلاق سواء كانت كتابية أم غير كتابية إذا آمنت فإنها تصبح حلالا للنكاح،
لماذا جاء العطف إذن: (و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم)
مادام حكم المؤمنات منهن قد سبق في: (المحصنات المؤمنات)!!!
إذن لا يستقيم التعبير إلا إذا كان العطف عطف شيء مغاير لما قبله، فيكون المعنى هو أن الله قد أحل للمؤمنين نكاح المؤمنات إيمانا كاملا: بما أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل من قبله،
وأحل نكاح المؤمنات إيمانا ناقصا: يؤمنون فقط بما جاء به أنبياؤهم.
وهؤلاء هم بنو إسرائيل الذين (أوتوا الكتاب). [/ B]
أنت نفسك قمت بالرد على هذه النقطة عندما قلت أن العطف لا يقتضي المغايرة دائما بل قد يدل على المماثلة
و مثال ذلك:
(و إذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون)، البقرة
فالكتاب هو الفرقان و هو التوراة،
و عطف المماثلة يكون لبيان المعنى، فالتوراة كانت فرقانا لأنها تفرق بين الحق والباطل
و العطف في آية سورة المائدة إما أن يكون عطف مماثلة، أو عطف مغايرة لاختلاف الحال بين المؤمنة في العشيرة الإسلامية والمؤمنة في عشيرة أهل الكتاب الذين نجد منهم من آمن ومنهم من كفر.
كما لا يوجد شئ اسمه إيمان ناقص للذين أوتوا الكتاب، فهم كفار والكفر لا يجتمع مع إيمان كامل أو ناقص
ـ[أبو علي]ــــــــ[10 Sep 2003, 10:40 ص]ـ
(و إذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون)، البقرة
هنا عطف صفة على موصوف، كلمة الفرقان ليست مرادفة للكتاب وإنما هي وصف للكتاب، فليس كل كتاب فرقان وإنما كتاب الله هو الذي يأخذ ذك الوصف.
مثلا: إذا قلت: عمر تلميذ مجتهد ومؤدب، هنا عطف صفة على موصوف، ليست كلمة (مؤدب) مرادفة ل (مجتهد)، قد يكون التلميذ مجتهدا وغير مؤدب، وقد يكون مؤدبا وغير مجتهد.
أقصد بالإيمان الناقص للمحصنات من بني إسرائيل عدم الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان فقط بما أنزل على بني إسرائيل.
هذه المسألة التي نحن بصددها ذهب أكثر العلماء إلى أن الله قد رخص نكاح الكتابيات حتى ولو بقين على دينهن، كلامهم صحيح وسياق الآية يتبين منه ذلك، أختلف معهم فقط في أن المحصنات المعنيات بالترخيص هن فقط نساء الذين أوتوا الكتاب (بني إسرائيل) ولسن نساء أهل الكتاب (اليهود والنصارى).
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[10 Sep 2003, 07:27 م]ـ
أخي الكريم المقاتل:
الذي فهمته من كلامك أن المراد بالمحصنات في الآية هن المسلمات المؤمنات (ويشمل الحرائر منهن والمتزوجات والعفيفات)
إذن يكون معنى الآية على قولك هو: (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمؤمنات من المؤمنات والمؤمنات من الذين أوتوا الكتاب .... )
بمعنى أنه أحل لكم المؤمنات من المؤمنات، والمؤمنات من الذين أوتوا الكتاب، ولا يخفى أن هذا المعنى ركيك للغاية، وينبغي أن تصان عنه الآية.
فلم يبق إلا أن يكون المراد بالمحصنات هن العفيفات أو الحرائر حتى لا يكون هناك تكرار في الآية دون فائدة.
وأما وصف «الذين أوتوا الكتاب» و «أهل الكتاب» فالأصل فيه أن المراد بهم الذين لم يسلموا، ولو تأملت خطابات القرآن الكريم لأهل الكتاب لوجدت أن الغالب فيها نداء الذين لم يسلموا منهم، ولو خرجنا عن هذا الأصل لوقعنا في لبس شديد، ولا يجوز العدول عن الأصل إلا بدليل، وما ذكرته أنت من أمثله هو خروج عن الأصل لوجود الدليل وهو السياق.
وقولك: و نخرج من ذلك بقاعدة مؤداها أن وصف (الذين أوتوا الكتاب) يشمل من آمن منهم ومن كفر.
أقول: هذه الدعوى تحتاج إلى دليل؛ لأنها خلاف الأصل وخلاف الظاهر، والمتقرر في قواعد التفسير: أنه يجب حمل نصوص القرآن على المعنى الظاهر المتبادر، ولا يجوز العدول عن الظاهر إلا بدليل.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[10 Sep 2003, 08:19 م]ـ
أخي الكريم أبا علي:
قلت حفظك الله:
¥