تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعند ورد قول عن النبي أو الصحابة تقوم به الحجة عندئذ يرفض هذه القاعدة يفسر قوله (ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " يقول وكان البعض يفسر القرآن برأيه على مذهب كلام العرب وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث ويزعم أنه من العصر الذي بمعنى المنجاة وذلك تأويل يكفي من الشهادة على خطئة خلاف قول جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين

فابن جرير المفسر اللغوي يجب أن يسير في نطاق التفسير المأثور ولا يتعارض معه فمذهب الطبري الأول الاعتماد على الرواية والنقل.

والمرجع المعتمد عند الطبري للاستعمال اللغوي هو الشعر القديم لذلك فكثيرا ما يستشهد به يقول: ومعنى قوله اهدنا الصراط المستقيم " في هذا الموضع عندنا وفقنا للثبات عليه فمن ذلك قول الشاعر.

ولا تعجلني هداك المليك فإن لكل مقام مقال

يتفق مع ابن جرير في أخذه بالمفهوم اللغوي عند العرب وقد سبق أن أشرنا إلى تفسيره " وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ".

ويتفق أيضا مع ابن جرير على استدلاله بالشعر على ما يختاره من معاني ألفاظه ولكنه لم يستدل بالشعر القديم فقط كما فعل جرير ولكنه استدل بشعر حسان وجرير والفرزدق وأبي نواس والمتنبي وأبي تمام والبحتري مع أن الأخيرين لا يشتشهد بشعرهم

نكتفي باستشهاده بشعر جرير على الاستفهام في قوله تعالى: أليس في جهنم مثوى للكافرين خرج للتقرير، فيقول " أليس تقرير لثوائهم في جهنم.

كوله جرير

ألستم خير من ركتب المطايا

وحقيقته أن الهمزة همزة إنكار دخلت على النفي فرجعت إلى معنى التقرير.

وإذا كان ابن جرير يرفض المعنى اللغوي ولو كان عند العرب إذا قامت الحجة بغيره، فإن الزخشري يتوسع في الدلالة الغوية للفظ، فكلمة يعصرون يورد كل المعاني التي وردت فيها: يمطرون من أعصرت السماء، ويعصرون من عصره إذا أنجاه وهو مطابق للإغاثة ولم يذكر شيئا عما ورد عن السلف يخطئ المعني اللغوي عند العرب كما فعل ابن جرير.

تتضح نزعته البلاغية النحوية كما أشرنا سابقا، ولكن عندما تكون هناك رغبة في صرف الآيات التي تصادم عقيدته عن مقتضى النص فتبرز هذه النزعة وخاصة إذا علمنا كما ذكر ابن خلدون أن تفسير الزمخشري كله مبني على علم البيان وهذا ما دفعه ليبحث الإعجاز القرآني في ضوء ما قرره عبد القاهر الجرجاني كا ذكر الدكتور شوقي ضيف، فنرى الزمخشري يؤيد عبد القاهر يقف بإزاء بعض الآيات التي قدم فيها المسند إليه ليدل على أن الغرض من التقديم هو التخصيص كما في قوله تعالى " الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر "

القراءات عند الطبري القراءات عند الزمخشري

يقبل الطبري كل القراءات المشهورة التي أقرتها الآية فأقر قراءة واعدنا ووعدنا من قوله " وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة) فيعقب قائلا " والصواب عندنا أنها قراءتان قد جاءت بهما الأمة وليس في قراءة أحدهما إبطال معنى الآخر، ويرفض كل قراءة على تعتمد على أئمة القراءة لأنهم عنده حجة يقول في تفسير قوله " ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره)

ولسليمان الريح فقرأته عامة الأمصار بالنصب بمعنى وسخرنا لسليمان الريح ثم ذكر قراءة الريح رفعا باللام على ابتداء الخبر والقراءة التي استجيزها قراءة الأمصار وهو يتفق مع الزمخشري في قبول القراءة الموافقة لخط المصحف مع صحة المعنى

فقد أقر قراءة " إني أخلق من الطين كهيئة الطير " لموافقتها لخط المصحف مع صحة المعنى واستقامتها يعرضها في بعض المواضيع دون ذكر من قرأ بها فيقول في قوله "غلبت علينا شقوتنا " قرئ شقوتنا وشقاوتنا بفتح الشين وكسرها فيهما.

والزمخشري يوجه معنى الآية حسب قراءتها يقول في تفسير قوله تعالى " إنه عمل غير صالح " وقرئ عمل غير صالح بفتح الغين أي عمل عملا غير صالح

وفي بعض الأحيان يستدل بالقراءة على المعنى يقول في تفسير قوله تعالى: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون " قيل أنها بمعنى لعلها من قول العرب ائت السوق أنك تشتري لحما " وتقويها قراءة أبي

وهو لا يتردد في بيان مرتبة القراءة " فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله " قرئ مخلف وعده بجر الرسل ونصب الوعد وهذه الضعف كمن قرأ قتل أولادهم شركائهم، والقراءة الدائمة وقراءة الجماعة يأخذ بها لأنها الأقوى (براءة من الله) بالفتح مع التعريف لكثرتها (أهل نجران بالكسر).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير