تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ختمت السورة المتقدمة على سؤال النصر: {وانصرنا على القوم الكافرين}، وفي مفتتح هذه السورة بيّن نصرتهم على الكفار باللسان والسنان.

ووجه آخر للربط بين السور الثلاث (الفاتحة – البقرة – آل عمران)، قال تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فالذين أنعم الله عليهم هم المؤمنون، والذين غضب الله عليهم هم اليهود ولذلك فقد كان الحديث عنهم وخطابهم أكثر في سورة البقرة، والضالون هم النصارى فكثر خطابهم في سورة آل عمران.

- وجه الترابط بين آخر سورة آل عمران و أول سورة النساء:

أن كليهما مشترك في الأمر بالتقوى، إذ انتهت سورة آل عمران على قوله تعالى: {واتقوا الله لعلكم تفلحون} وابتدأت سورة النساء بقوله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم}.

ولما كثر ذكر الجهاد في السورتين السابقتين، ذكر في هذه السورة مسألةً هامةً لا يتحقق الجهاد بدونها، هذه المسألة تتعلق بالعدالة الاجتماعية وهي إنصاف المرأة وإعطاؤها حقها ورعاية حقوق اليتامى و الأرامل والمساكين والرأفة بهم والعطف عليهم وعدم ظلمهم، إذ الجهاد المشروع والنتيجة المرجوة منه لا يتحقق ما لم يكن المسلمون يداً واحدةً على العدو.

- وجه التناسب بين آخر سورة الأعراف وأول سورة الأنفال:

ختمت السورة المتقدمة بذكر الله في كل حال: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين}، وبدأت سورة الأنفال بترك الانشغال بحطام الدنيا والسؤال عن الغنائم: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم}.

- وجه الارتباط بين آخر سورة الحجر وأول سورة النحل:

قال تعالى في آخر سورة الحجر: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. وقال في أول سورة النحل: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه} أي ما دام أن أمر الله تعالى آتٍ فلا يضيق صدرك بما يقولون، فالذي خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان من نطفةٍ ينزل الملائكة بالروح على من يشاء من عباده فهو الذي يصطفى الرسل.

- وجه التناسب بين آخر سورة الواقعة وأول سورة الحديد:

قال تعالى في آخر سورة الواقعة: {فسبح باسم ربك العظيم}، وقال في أول سورة الحديد: {سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} فالمناسبة والارتباط ظاهر.

- وجه التناسب بين آخر سورة التحريم و أول سورة تبارك:

لما ثبت في السورة المتقدمة (التحريم) أن نوحاً ولوطاً عليهما السلام مع كونهما من الأنبياء لم يستطيعا أن ينقذا أزواجهما من النار، ولم يباركا فيهما.

وأن فرعون رغم جبروته وسعة ملكه وقوة سطوته لم يستطع أن يخضع زوجته ويجعلها تابعةً لكفره وشركه فقد باركها الله، و أن مريم بنت عمران باركها الله واصطفاها على نساء العالمين، فثبت أن البركة كلها إنما هي بيد الله عز وجل لا يشاركه فيها أحد، فـ {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير}.

التناسب بين السور من القارعة إلى الناس:

ذكر في سورة القارعة أحوال الساعة وشدائدها، وبعد ذكر هذه الشدائد الآتية في الساعة كان لكم أن تعتبروا وتتعظوا وتعملوا الصالحات ولكن (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر).

وبعد بذل الجهد في التكاثر، فإن حصل لأحد مال كثير يزعم أنه فاز كلا {والعصر، إن الإنسان لفي خسر}، فالفائزون هم المؤمنون الذين {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.

أما المكتنزون مالاً فـ {ويل لكل همزة لمزة، الذي جمع مالا وعدده} فلو كان المال يغني عن أحد لأغنى عن أصحاب الفيل {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} وبعد ذكر ما أحله الله بأصحاب الفيل، فهذه نعمةٌ من الله على أهل قريش {لإيلاف قريش، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف}.

ومن أنعم الله عليه إذ أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف، عليه أن ينفق في سبيل الله ويرعى اليتيم ويحض على طعام المسكين ولكنهم كذبوا بالدين، {أرأيت الذي يكذب بالدين} وهذا شأن كفار قريش و أما النبي r فقد كان يصل الرحم وينصر المظلوم ويعين على نوائب الحق فـ {إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر}.

فاقطع موالاتهم و {قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون}.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير