ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Oct 2003, 10:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعليقاً على ما ذكر الشيخ خالد الباتلي وفقه الله بقوله: (ومحل الإخلال الملحوظ في هذا: حينما يقرأ المرء بمفرده، بخلاف القراءة الجماعية على طريقة الإدارة بالقرآن. فتقع العجلة والهذرمة، وعدم توضيح الحروف، وإعراب الكلمات، وحسن الوقوف على الجمل.)
أقول: إن هذا تنبيه مهم جداً، وقد كنت - ولا زلت - أتعجب من حالنا عندما نقرأ القرآن أمام الناس، أو أمام معلم القرآن بتجويد وتحسين صوت، فإذا قرأناه فرادى اختلفت القراءة كثيراً، وصرنا نهذه كهذ الشعر.
وقد قرأت في كتاب تجويد الفاتحة للشيخ حسني شيخ عثمان كلاماً جيداً حول هذه المسألة، أحببت أن أنقله هنا للفائدة
قال في الكتاب المشار إليه ص21 - 22: (كما ينبغي العلم بأن كل أخذ عن معلم، أو دراسة لكتاب تجويد، أو أداء حسب إرشادات شيخ متقن = إنما هو تعلم وتدرب على الأداء الصحيح أمام الله تعالى الذي يجب أن يقرأ القرآن كما أنزل،
فمن عكس القضية، وقلب المسألة، فتكلف حسن الأداء أمام معلم أو شيخ ممتحن أو أمام الناس، ثم ترك تطبيق الأحكام، وأساء الأداء وهو بين يدي ربه عز وجل؛ فهو امرؤ: إما جاهل وإما آثم ....
وهذا مثل الذي يجود قراءته عندما يسمعه الناس من المخلوقين، ويترك التجويد عندما يقوم للصلاة الجهرية أو السرية بين يدي رب العالمين!!.) انتهى
ـ[الباحث7]ــــــــ[29 Oct 2003, 04:11 م]ـ
القرآن الكريم كتاب أنزله الله هدى للعالمين، ورحمة للأمم أجمعين وسبيلا لعلاج قلوب الغافلين، فقوَّم به بعد الاعوجاج، وهدي من بعد الضلال.
ولقد جعل الله لقراءته منزلة عظيمة، وبين نبينا صلى الله عليه وسلم فضل ذلك في أحاديثه الكريمة، أحاول أن أقطف منها زهرة افتتاحا لمقالتي:
فعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر) متفق عليه
وحسبي أن قارئ هذه الأسطر من النوع الأول قد حقق أصل الإيمان، وما قصد بقراءته إلا وجه الرحيم الرحمن.
ولكن كم من سائل قد سأل: إني أقرأ القرآن ولا أجد له حلاوة، ولا زلت أجد في القلب قسوة وبداوة، ويعلوه ظلمة وتحيطه غشاوة.
أقول: أخي -رحمني الله وإياك- هذه شكوى كثير من الإخوان، والعلاج يسير بتوفيق المنان، ومعا نبدأ الخطوة الأولى نحو العلاج فأقول مستعينا بالله:
إن أردت أن تجد في القلب -عند تلاوة القرآن- رقة فحاول أن تخيم عليه بالحزن والخوف من الله، ولا يستخفنك حسن الصوت، واستحضر معاني الآيات في قلبك وابك عند تلاوتها.
فيا من تشكو قسوة: ابك عند قراءة كلام ربك، فإن في كلماته رقة وتأثيرا عظيماً، فكم من آية تتحدث عن العذاب، وكم من آية تتوعد العصاة بشديد العقاب.
كم من آية تتحدث عن جلال الله، كم من آية سبحت بك في ملكوت السماوات والأرض، وبينت أن ربك وسع كرسيُّه السماوات والأرض.
استحضر بقلبك مصيرك، وتدبر ما في الآيات من عبرة؛ لتسيل من عينيك العبرة، فتحطم صخورا قد علت فوق قلبك، فحجبت عنه نور ربك، ولنا في سلفنا أسوة، فانظر إليهم بعين الاقتداء:
فعن أبي صالح قال: قدم ناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فجعلوا يقرؤون القرآن ويبكون. فقال أبو بكر: هكذا كنا حتى قست القلوب.
وهذا أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه صلى بالناس ذات ليلة فقرأ سورة (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) (الليل:1) فلما بلغ (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى) (الليل:14) خنقته العبرة، فلم يستطع أن ينفذها، فرجع حتى إذا بلغها خنقته العبرة فلم يستطع أن ينفذها فقرأ سورة غيرها.
وكن -يا صاحب الشكوى- مع الآيات متفاعلا، فمع آيات العذاب خوفا، ومع آيات الرحمة طلبا ورجاء
¥