تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شيئًا، فأسند الجملة، ولم يسند التفاصيل).

وقد التمس الشيخ أحمد شاكر العذر للسدي في ذلك فقال:

(ولم يكن السدي ببدع في ذلك، ولا يكون هذا جرحًا فيه ولا قدحًا. إنما يريد إسناد هذه التفاسير إلى الصحابة، بعضها عن ابن عباس، وبعضها عن ابن مسعود، وبعضها عن غيرهما منهم. وقد صنع غيره من حفاظ الحديث وأئمته نحوًا مما صنع، فما كان ذلك بمطعن فيهم، بل تقبلها الحفاظ بعدهم، وأخرجوها في دواوينهم. ويحضرني الآن من ذلك صنيع معاصره: ابن شهاب الزهري الإمام. فقد روى قصة حديث الإفك، فقال: "أخبرني سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله مما قالوا. وكلهم حدثني طائفة من حديثها، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصًا، وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني، وبعض حديثهم يصدق بعضا "، إلخ.

فذكر الحديث بطوله. وهو في صحيح مسلم 2: 333 - 335. ورواه الإمام أحمد والبخاري في صحيحه، كما في تفسير ابن كثير 6: 68 - 73. ثم قال ابن كثير: " وهكذا رواه ابن إسحاق عن الزهري كذلك، قال: " وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة، وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة ". وإسناد ابن إسحاق الأخير في الطبري أيضًا. والإسنادان كلاهما رواهما ابن إسحاق عن الزهري، في السيرة (ص 731 من سيرة ابن هشام).

والمثل على ذلك كثيرة، يعسر الآن تتبعها.

وقد أفادنا هذا البحث أن تفسير السدي من أوائل الكتب التي ألفت في رواية الأحاديث والآثار، وهو من طبقة عالية، من طبقة شيوخ مالك من التابعين.).أهـ كلام أحمد شاكر.

الثالثة: هل معنى قولك: (ومثل هذا لا ينبغي أخذ الحديث عنه، ولكن قد نأخذ عنه التفسير اللغوي استئناساً فقط، ولا نجعله حجة في دين الله). أن السدي ليس بحجة في اللغة إذا فسر القرآن الكريم بلغة العرب؟ وإنما يستأنس به فقط؟ وهذا إذا علمنا أنه قد توفي سنة 127هـ أو 128 هـ وهو داخل في عصر الاحتجاج اللغوي.

الرابعة: ما هي الأمور الباطلة التي أنكرها الشعبي وغيره في قولك: (قلت: تفسيره إجمالاً جيد إلا أن فيه أموراً باطلة أنكرها الشعبي وغيره).أهـ فربما يكون الوهم والخطأ من غير السدي.

الخامسة: قولكم: (فثبت أن ما ينسبه لإبن عباس وابن مسعود وغيرهم لا يصح، وإن كان معناه إجمالاً صحيح، لموافقته للغة العرب. وقد أشار البيهقي إلى هذا الملحظ فقال في دلائل النبوة" (1\ 37): «وإنما تساهلوا في أخذ التفسير عنهم لأن ما فسروا به ألفاظه، تشهد لهم به لغات العرب. وإنما عملهم في ذلك الجمع والتقريب فقط»).

لعل في توجيه الشيخ أحمد شاكر ما يخفف الحكم بعدم صحة أسانيده مطلقاً عن ابن عباس وابن مسعود.

السادسة: أنه قد قام الدكتور محمد عطا يوسف وفقه الله بتتبع تفسير السدي من كتب التفسير وجمعها في كتاب بعنوان: (تفسير السدي الكبير المتوفى سنة 128هـ). وقد طبع عام 1414هـ في دار الوفاء بمصر - المنصورة.

والله الموفق للصواب.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 Oct 2003, 05:26 م]ـ

قول الدكتور: "لم يظهر اتهام السدي بالتشيع إلا في النصف الأول من القرن الثامن على لسان الذهبي ... " فيه تلبيس واضح ومكابرة أمام الحقائق. فالسدي رموه بالتشيع والرفض بعض أهل زمانه وشهدوا عليه بذلك، وهم ثقات. فكيف يزعم الدكتور هذا الزعم؟ وهذا كفيل بإسقاط ما قال عنه.

أما ترجيح الشيخ أحمد شاكر فمردود لأنه معروف بتساهله البالغ. وأي خلاف في الراوي يجعله رجلاً ثقة حتى وإن كان اعترف بنفسه أنه كذاب. لكن القاعدة عند علماء الجرح والتعديل أن الجرح مقدم على التعديل. وهذا متحقق هنا تماماً. والسدي الكبير أثبتوا عليه الرفض وأثبتوا عليه الكذب، وكلام الجارحين أكثر من كلام المعدلين. فلا شك في ترجيح الجرح على التعديل.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 Oct 2003, 10:35 ص]ـ

الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظه ووفقه

ردي السابق كان مقتضباً لأني كنت على عجل، فبإمكانك حذفه، والاكتفاء بهذا الرد المفصل.

السدي الكبير شيعي لم يشكك أحد في ذلك. وقد شهد عليه علماء عصره بهذا، وهم أدرى به.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير