تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الشمس، وقد انفرجت الأزمة وهدأت شيئاً ما.

أوهام من نوع آخر

الأربعاء 6 تشرين الثاني 1974م = 21 شوال 1394هـ

ذهبت صباح هذا اليوم إلى معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية ومكثت أكثر من ثلاث ساعات أقلب في فهارس مخطوطات المعهد عن كل كتاب يتصل برسم المصحف، كذلك بحثت عن المصاحف القديمة، وتبين لي أن هناك عدداً من المصاحف المصورة القديمة، كذلك هناك عدد من كتب الرسم، خرجت من المعهد على أن أعود إليه في الأيام الآتية للاستفادة من تلك المخطوطات، عدت إلى البيت وبينما أنا مستلق بعد الظهر للراحة فجأة بدأت تزدحم علي الأفكار ليست لتغيير الموضوع هذه المرة، وإن كان الموضوع سبباً، بل لأخطو خطوة ربما كانت إلى الوراء، بدأت نفسي تسول لي العودة إلى العراق والعمل هناك على إكمال الرسالة ومحاولة إيجاد عمل، وتحمست للفكرة وقلت يمكنني أن أتقدم للتعيين في جامعة الموصل في كلية الآداب بدرجة مساعد باحث، وأعمل من هناك على إتمام الرسالة , حتى وإن استغرق ذلك سنيناً، فبهذا سأكسب الراتب والمكان، والقرب من الأهل، وخيالات مثل هذه كثيرة ومرة أخرى كأني أستيقظ من حلم، وهو حلم اليقظة فعلاً، قلت لأصلي العصر وأقرأ شيئاً من القرآن، وانصرفت للقراءة في كتاب في القراءات القرآنية لكي أجد القاعدة العلمية التي أستطيع أن أدخل منها إلى الموضوع، والله الموفق.

مصادر جديدة في الرسم

الخميس 7 تشرين الثاني 1974م = 22 شوال 1394هـ

الحمد لله , كنت اليوم أكثر اطمئناناً إلى العمل الذي أنا مُقْدِمٌ عليه، رغم أني لا أزال في بداية الطريق , ولكني بدأت أشعر بانشراح نفسي لهذا العمل وازدياد رغبتي فيه، ولعل من العوامل التي أثرت في نفسي هذا الأثر هو اطلاعي على مصادر جديدة، فقد ذهبت منذ الصباح إلى معهد المخطوطات إذ كنت أمس قد عرفت أن هناك عدداً من المخطوطات في موضوع (رسم المصحف)، وقرأت في أحد هذه المخطوطات، وهو كتاب الهجاء، ومع أن مؤلف هذا الكتاب مجهول إلا أني أكاد بالبحث أن أجد عصره بدقة، إذ إن المؤلف ذكر في أصل الكتاب خمسة عشر كتاباً ومؤلفيها، ولا شك في أن مؤلف كتاب الهجاء يأتي تالياً لهم، ومع أن صاحب فهرست المخطوطات المصورة قد ذكر أن المؤلف قد يكون بعد القرن الرابع فإني أكاد أجزم أنه من القرن السادس فصاعداً إذ إنه يذكر أكثر من مرة الزمخشري وكتابه الكشاف، والزمخشري متوفى سنة 538هـ كما هو معروف , وطلبت مخطوطاً آخر تبين لي أنه قد حُقِّقَ السنة الماضية، وهو منشور في مجلة معهد المخطوطات العربية، واشتريت ذلك العدد بجنيه، والكتاب هو هجاء مصاحف أهل الأمصار لأبي العباس أحمد بن عمار المهدوي المتوفى سنة 430هـ والمحقق هو محيي الدين عبد الرحمن رمضان، والكتاب لا يتجاوز مئة صفحة، ولكنه قد حوى بعض المصادر الجديدة التي ستنقلني إلى آفاق جديدة من البحث , ومن الله العون.

خياطة بدلة

الجمعة 8 تشرين الثاني 1974م = 23 شوال 1394 هـ

كانت عودتي إلى العراق التي استمرت أكثر من شهرين تشبه الحلم، لكنه حلم لا يخلو من الذكريات الجميلة التي يحلو للنفس تأملها في بعض ساعات الغفلة أو الضيق، حدث لي اليوم ما بعث كثيراً من تلك الذكريات , فعندما كنت هنا السنة الماضية , سافر الوالدان لأداء فريضة الحج للمرة الثانية , وعادا والحمد لله , وأُخْبِرْتُ أنهما جلبا لي قطعة قماش , وظلت في البيت في العراق وحين عدت فرحت بهدية الوالدين، قلت لأخيطها بدلة، ولكن سمعت أن أسعار الخياطة قد وصلت إلى أكثر من 17 ديناراً , عندها قررت جلبها معي إلى مصر لأخيطها هنا , واليوم ذهبت إلى الخياط وعندما قاسها كانت 2,20سم أي أنها لا تكفي لخياطة بدلة كاملة، وكنت أتوقع أن تكون أكثر من ثلاثة أمتار، ولكن كان هذا هو الواقع، ترى هل كانت من ساعة شرائها بهذا الطول، وهي لا تكفي بدلة، وقررت أن أخيط منها جاكيت فقط، واشتريت قطعة أخرى للبنطرون بخمسة جنيهات، الجاكيت كان لونه (نيلي) والبنطرون (رمادي)، وحدث مثل هذا للأخ أحمد الراوي، فقبل أيام حضر هو ووالده عندنا في الشقة، فحدثنا عن قضيته مع الخياط، فقد ترك عنده قطعة القماش لعمل بدلة، ولكنه عندما عاد إليه بعد أسبوع أخبره أن القطعة لا تكفي، كان والده قد جلبها له أيضاً من السعودية، وكان لا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير