و الحديث أخرجه ابن خزيمة أيضا في " صحيحه " عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الرجل لرجل والإمام يخطب: أنصت فقد لغيت». وإنما هي لغة أبي هريرة. قال المخزومي: «إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغيت». قال سفيان: وقول أبي هريرة: لغيت: لغة أبي هريرة، وإنما هو لغوت). اهـ
و لا شك أن المراد بالقول: (لغة أبي هريرة): نُطْق لسانه
و لا شك في أن معنى (لغوت) في ذلك الحديث مغايرٌ لـ (لغة أبي هريرة)
تقول:
منشأ الوهم و اللبس هنا: الجهل بدلالات الألفاظ،
فالجهل والوهم واللبس، وازالتهم هي غرضي من هذا التحقيق، وهؤلاء ليسوا حصرا بي وانما قد تغلغلوا الى اعماق الذاكرة الجمعية واصبح من الصعوبة زحزحتهم عن العرش الجالسين عليه،
فهل الجهل والوهم واللبس، يستطيع حامله ان يقدم لك تلك الحجج والشواهد والبراهين؟ فاين هو الجهل اذا، وماذا بعد تلك الادلة والجج والشواهد من غيرها،
كما وارجو ان تستبدل؛ " الالفاظ " ب؛ " الصيغ " لتنزيه عبارات القرءان عن مفهوم؛ اللفظ، الذي ليس له دلالة حسنة في قوله تعالى:
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ق18
فاللفظ، هو الخارج من الفم البشري، وهو مما لايليق بحديث الله تعالى، والبشر يلفظون ولكن الله لايلفظ،
ولا اتفق واياك على:
و الإعراض عن الاستناد إلى مراجع يُرجَع إليها للفهم، و عند الاختلاف
لان المراجع التي يمكن الرجوع اليها في مثل هكذا امر هو المرجع المتعلق به، اي صاحب العلاقة والاشد اصالة واشد وثوقا وجميع تلك المطالب لاتتوافر في غير القرءان،
اتفق واياك على عدم امكانية التخلص من الوهم والجهل ولكن يبقى انه يجب ان يبوء بهما من كان لايريد البحث والتحقق وليس الذي يسعى الى ازالتهما،
لذلك اقول؛ هات لنا حيثياتك وادلتك الموثقة والتي لايتطرق اليها الوهم والخطأ من اي طرف كان، منذ انطلاقة السلسلة المعجمية ومرورا بعصر التدوين والتفسير والى يومنا هذا، سوف لن تجد غير كتاب الله ملاذا ءامنا لتقرير سلامة مفهوم اي صيغة وليست هذه وحسب،
الجهل بدلالة الصيغ (الالفاظ) وليس حسب وانما الجهل بانزياح وتبدل مفاهيم الصيغ الى غير محلها الاول والموثق بكتاب الله هو مسالتنا الكبرى وباعثنا على البحث وهي ام المسائل وان تركها يعد احد منابع الشرور،
من الواضح انهم يقصدون؛ ان؛ " لغة " في لغة ابي هريرة هي؛ لهجته (كما هو مصطلح عندنا نحن اهل هذا الزمن) وانها تكون بشكل ان ينطق ابي هريرة؛ " لغيت " بدل " لغوت " وهي اللهجة الاخرى، وانت تستدل بذلك على تداول صيغة؛ " لغة " في الزمن الذي فيه رواة ومدوني الحديث، وليس في زمن النبي الذي يبعد عن ذلك باكثر من مائة سنة،
كما ان الاحاديث الصحاح من الممكن ان لاتجزم بالنص الحرفي للعبارة او الجملة او الصيغة، وانما من الممكن ان تكون من تعبير او شرح الراوي في احد حلقات السلسلة الروائية، فحتى اكثر العلماء علما لايمكنه الجزم بصحة الصيغة النصية في الحديث، ولكن نصا متينا ولاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه يمكنه الجزم بدقة الصيغة وبدقة مفهومها وبدقة دلالتها، ولن يتاتى ذلك لغير كتاب الله الحفيظ،
واما بالنسبة الى المعاجم والتفاسير فهي ملحقة بالحديث وملحقة بلغة ذاك الزمان من حيث الجزم، فهي تابع ومؤسسة على الحديث، فهي ايضا لا تحتمل ان تكون فيصلا في الحكم على المسالة،
فالمعاجم والحديث والرواية والتفسير، لايقوى ان يكون اصيلا كاصالة النص القرءان الذي خلو من هكذا احتمال ل " الغة " ولو كان طفيفا، فجميع شواهد القرءان تناقض هذا الاتجاه،
ثم،، لا ادري لماذا لاتلتفت الى البديل الذي هو ادنى والذي هو خير و الذي هو؛ اللسان، ولسان قومك، وبلسانك، كما ورد في نص كتاب الله، وهو ادق واجلى دلالة، والاهم انه ينجينا من عذاب ضياع المفاهيم التي تؤدي الى العبث في مفهوم كتاب الله من جراء امثال هذه الانحرافات التي نسوقها كامثلة وبداية وحسب وليست نهاية المطاف او ان تكون هي الغاية او ان تكون مجرد ملاحظة هامشية،
¥