ومع ذلك فان جميع تلك الخلافات السابقة تهون امام خلافنا حول العربية في القرءان الكريم والتي هي متعلقة بموضوع اللغة ان اتسع وقتك وصدرك لناقاشها،
فسؤالي الان هو:
ماهو مفهوم صيغة: العربي، التي وصف الله بها القرءان من ناحية كما في قوله:
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} يوسف2
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً} الرعد37
وكذلك ومن ناحية اخرى وصف بها لسان القرءان، كما في قوله تعالى:
{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} الشعراء195
والسلام عليكم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[29 Mar 2010, 02:39 م]ـ
...
كما ان مصطلح؛ " اللغة " بصيغتها تلك غير موجودة في القرءان، وهي لامحالة تنبع من اصلها في مادة اللغو، مهما كان المراد بها، ولا ادري هل تستطيع ان تضع حدا فاصلا او ان تقرر ان دلالة " اللغة " التي في المفهوم الحالي هي نتيجة خطأ او انزياح مفهوي ام انه هي في ضمن الدلالة الاصيلة، فلايمكن لاحد الجزم بنفي حدوث هذا الانزياح والتلبس في المدة بين نزول الوحي وبين التدوين المعجمي والتفسيري،
...
والسلام عليكم
و عليكم السلام أخي (أمجد)
كلمة (لغة) موجودٌةٌ بمعناها منذ عصر الرسالة و الصحابة؛ ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم، قال: -
(حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ حَدَّثَنِى زَاذَانُ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: حَدِّثْنِى بِمَا نَهَى عَنْهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الأَشْرِبَةِ بلُغَتِكَ، وَفَسِّرْهُ لِى بلُغَتِنَا؛ فَإِنَّ لَكُمْ لُغَةً سِوَى لُغَتِنَا. فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْحَنْتَمِ - وَهِىَ الْجَرَّةُ -، وَعَنِ الدُّبَّاءِ - وَهِىَ الْقَرْعَةُ -، وَعَنِ الْمُزَفَّتِ - وَهُوَ الْمُقَيَّرُ -، وَعَنِ النَّقِيرِ - وَهْىَ النَّخْلَةُ تُنْسَحُ نَسْحًا وَتُنْقَرُ نَقْرًا -، وَأَمَرَ أَنْ يُنْتَبَذَ فِى الأَسْقِيَةِ "). اهـ-
- و تقدّم ذِكْر حديث " .... فقد لَغَوَت "، و بيان معناها
و منهما يتبين بطلان الزعم بأن (اللغة) بمعنى (اللغو). فهذا الزعم لغو باطل
* * *
و الأهم في الموضوع الأصل: بيان تأثير سماع القرآن الكريم في قلوب و عقول غير المسلمين - ممن كتب الله لهم الهداية و الخير و السعادة؛ كمثل ذلك القسيس الذي أسلم، بحمد الله - و هو شبيه بما حكاه القرآن عن إسلام قومٍ من الجِنّ عند سماعهم للقرآن الكريم؛ مما جاء في سورة الجن:
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)}. [الجن: 1 - 13]
و الهداية من الله تعالى أولاً و آخراً، لِمَن كتبَ له الإيمان و السعادة؛ بفضله و نعمته
و الحمد لله على نعمة الإسلام، و كفَى بها نعمة
¥