تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في حالة واحدة!

أقصر طريق لتصوير المخطوطات

الاثنين 20 كانون الثاني 1975م = 8 محرم 1395هـ

حين زرت الدكتور عبد الصبور شاهين في ثالث أيام عيد الأضحى، كلفني بتصوير مخطوطة في دار الكتب المصرية كانت طالبة تدرس الدراسات العليا في دار العلوم، وهي تعمل الآن في الكويت واسمها خولة الهلالي، قد طلبت من الدكتور عبد الصبور ذلك، وقام هو بدوره يطلب مني ذلك، على أساس أني تلميذه وربما صديقه إن صح التعبير، ولم أجد ما يمنعني من ذلك وخاصة أني عزمت أن أتوجه إلى قسم مخطوطات دار الكتب بعد عطلة العيد. وبدأت فعلاً أذهب كل يوم إلى قسم المخطوطات في دار الكتب المصرية في المبنى الجديد، ومنذ أول يوم دخلت المبنى فيه بدأت التفكير في أمر تصوير المخطوطة واستفسرت من المسؤولين، فقالوا لا بد من موافقة الأمن لأنك (مش مصري)، وكنت قد قدمت طلباً للحصول على موافقة الأمن، ولكنها كما يبدو ستتأخر بعض الوقت، وعندما كنت أعمل الطلب قال لي سكرتير مدير قسم المخطوطات الأستاذ خليل إذا أردت تصوير أي مخطوط فإنه مستعد للمساعدة، وأنا كنت أعرفه منذ الصيف عندما ذهبت مع الأخ جليل رشيد لتصوير بعض المخطوطات، وعندما وجدت أن الطرق الأصولية لتصوير المخطوطة قد سُدَّتْ، جئت إليه فرحب، واتصل بالتليفون بمراقب المخطوطات وقال له (أنا عايزك في خدمة زي الأولى) وذهبت إليه لأستحصل توقيعه على الطلب فإذا هو يلين بعد أن كان يلقاني بوجه عبوس، لم أمارس أسلوب الرشوة في التعامل ولكن الإنسان يجد نفسه مضطراً لذلك في مصر أنَّى اتجه، ووعدني سيد خليل أن ينجز تصوير مخطوطة شرح ديوان رؤبة يوم الخميس القادم بعد أن مضى ما يقرب من ثلاثة أسابيع ولكن دون جدوى، وهكذا تفعل (الرشوة) المقيتة في هذا البلد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

انتظار

الثلاثاء 21 كانون الثاني 1975م = 9 محرم 1395هـ

بعد أن أنجزت الاطلاع على أكثر المخطوطات التي تتصل بالرسم المصحفي في مخطوطات دار الكتب المصرية في المبنى الجديد بكورنيش النيل توجهت اليوم إلى المبنى القديم في محاولة للاطلاع على بعض الكتب المطبوعة في أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن مما يتعلق بتاريخ القرآن، وبعد جهد وصلت إلى أرقام بعض تلك الكتب، وسجلت الورقة التي تقدم لطلب الاطلاع على كتاب، وإذا بالموظف يقول لي إن هذه الكتب في المبنى الجديد، فسألت هل يمكن أن أطلع عليها هناك؟ فقال لا، إذن ما العمل؟ فإذا به يقول إن ذلك يقتضي الانتظار يومين حتى يُطْلَبَ الكتاب من الدار الجديدة ويجلب إلى المبنى القديم في باب الخلق، الذي يضم الآن الكتب المطبوعة، وقدمت طلباً لإحضار بعض تلك الكتب، فإذا به لا يقبل إلا طلب كتابين، والموعد يوم السبت، بهذه الطريقة يتعامل الناس مع المكتبات هنا، يضعون العراقيل أمام الوصول إلى أي كتاب ربما لا يفيد الباحث بأكثر من صفحة أو صفحتين، وربما يكون مصدراً أساسياً، وأنا الآن أنتظر يوم السبت وأتوقع أن يأتي الجواب بأن الكتاب غير موجود، وربما الكتابان، وهو جواب معتاد في مكتبات مصر، سواء في مكتبة جامعة القاهرة أو دار العلوم أو دار الكتب: الكتاب غير موجود، لا بل حتى المخطوطات غير موجودة، فقد حدث أن طلبت أكثر من مخطوط في دار الكتب فقالوا إنه غير موجود.

موعد الأحزان

الأربعاء 22 كانون الثاني 1975م = 10 محرم 1395هـ

لا أدرى لماذا في كل مساء تنبعث الأحزان

حين تغيب الشمس يقبل الظلام

وتقبل الهموم

وفي كل مساء أنا على موعد مع الحزن المسائي الجميل

رفيقي الذي لا يخلف الميعاد في المساء

أتذكر أني غريب

وأن أناساً آخرين يشعرون أنهم في هذه الدنيا غرباء

مسافرين في رحلة تبدو طويلة

وتهدأ الأصوات في المساء

لكن صوتاً واحداً يبعثه الظلام من جديد

كانت هناك في السماء غيمة سوداء

تحمل بعض هموم الناس

لكنهم ينظرون متى ستروي هذه الغيمة القلوب

وتختلج في نفسي الذكريات

والشوق إلى شيء لا أكاد أعرفه، لكنه في كل مساء يعود

أحاول أن أختفي بعيداً لكن المساء لا تحده الحدود

ويكتسي الوجود سرباله القديم

وتلتقي الأفراح والأحزان في موعد مع المساء

يا ربنا نَوِّرِ الأبصار والبصائر

وزَيِّنِ المساء بالنجوم لتؤنس المسافر!

طال انتظاري

السبت 25 كانون الثاني 1975م = 13 محرم 1395هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير