تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وربما كان يرافق ذلك إحساس بحزن وأسى في الداخل من غير وضوح السبب، وجاء المساء وحاولت أن أقتنص ساعات أراجع فيها بعض الموضوعات، لأبدأ في الصباح من جديد، إن شاء الله.

سرقة

الأحد 9 شباط 1975م = 28 محرم 1395هـ

الشغالة الجديدة كانت تبدو مسكينة جداً، وقد اطمأننا إلى ذلك حتى نسينا أنا في مصر، حضرتْ للعمل يوم الخميس وعملت يومين فقط، ولكنها قد أبدت جملة من التصرفات كنا في غفلة منها، فقد طلبتْ من أول يوم عملت فيه أجرها، ورأفة بحالها ونتيجة إلحاحها أعطيناها جنيهين، وبدأت تلعب لعبتها، كنا في حاجة إلى سمن وسكر، وراحت إلى الجمعية القريبة، وعادت تدعي أنها ليس فيها شيء، وقالت إنها ستجلب هذه المواد من منطقة سكناها في إمبابة، ولهذا أخذت بعض الفلوس، وكانت تحاول إقناعنا أن تجلب كميات كبيرة، ولم نحس مع كل ذلك بأدنى شك في نياتها، وأخذت جنيها وعشرة قروش، ولم تعد منذ صباح اليوم الماضي، وفي مساء هذا اليوم خرجت مع الأخ خليل للبحث عنها، أخذنا عنوانها من البواب الذي يزعم أن عنوانها هو 65 شارع المسجد الأقصى في الكيت كات في إمبابة، خرجنا مع صلاة المغرب وصلينا في جامع خالد بن الوليد في إمبابة، وسألنا هنا وهناك والكل لا يعرفون شيئاً عنها، وأخيراً ذهبنا للقسم (الشرطة) وإذا بهم لا يقلون فوضى عن غيرهم، ولم نعثر عندهم على شيء، وسألنا في دائرة بريد إمبابة، فعرف أحد الموظفين العنوان، ويبدو أنه موزع رسائل، عرف اسم الشارع ودلنا عليه، ولكنه استغرب من الرقم لأن الشارع ليس فيه أكثر من عشرة أرقام، وركبنا إلى مدينة المهندسين، وأخيراً وجدنا الشارع وإذا به كما وصفه موزع البريد، ثم هو في منطقة راقية وقصور جميلة مشيدة ليس لأم عماد موطئ قدم فيها، وبعد ثلاث ساعات من البحث أيقنا أننا خدعنا، وأن أم عماد لا سامحها الله قد سرقتنا، والمشكلة ليست في سرقة ثلاثة جنيهات، وإنما في العثور على شغالة أخرى!

مناقشة رسالة في رسم المصحف

الخميس 13 شباط 1975م = 2 صفر 195هـ

مضى أسبوعان قبل اليوم، ولكني لم أستفد منهما إلا القليل، كان الأسبوع الأول أيام افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، فإني ذهبت مرات عديدة، وهذا الأسبوع تخلله قلق وبحث عن شغالة جديدة، ثم محاولة رأب الصدع بعد أن سرقتنا الشغالة الجديدة، وفي هذا الأسبوع ترددت إلى مكتبة الجامع الأزهر بعد أن قضيت يوما في الحصول على كتاب من الكلية، ويوم الاثنين الماضي مساء حضرت مناقشة رسالة: (رسم المصحف ونقطه) لعبد الحي الفرماوي في جامعة الأزهر بكلية أصول الدين، وكنت قلقاً قبل هذه المناقشة، إذ كنت أعتقد أننا نبحث في موضوع واحد واتجاه واحد، وقد تبين أن بحثه يتركز على الحكم الشرعي في جواز أو عدم جواز الخروج على الرسم العثماني وكتابة المصحف بالإملاء الحديث، وحصل الطالب على الدكتوراه بمرتبة الشرف الثانية، وفي اليومين الأخيرين: الثلاثاء والأربعاء كنت أذهب مع الأخ خليل إلى بيت الأستاذ كاظم الراوي الذي توفيت والدته - رحمها الله - في العراق منذ أيام، وجاءه نعيها هذه الأيام، ومضى هذان الأسبوعان، لا أقول بدون فائدة، ولكن بفائدة محدودة، وبدأت أحس أن الوقت يمضي بسرعة، والذي يزيد همومي هو أن المصادر كثيرة، ولكنها ليست في صلب الموضوع وكثير منها مخطوط.

الشيخ عايش الكبيسي

الجمعة 14 شباط 1975م = 3 صفر 1395هـ

ذهبت صباح هذا اليوم إلى الإخوة السوريين في جسر السويس: سعد وعبد المهيمن وحسام، وذلك لأن أبا عامر مسافر قريباً إلى سوريا، وتكفل بأن يساعدني في تصوير مخطوطة التنزيل في هجاء المصاحف (1)، من الدار الظاهرية في دمشق، إذ إنه سيسافر قريباً بعد أن يكون قد أكمل الدراسة في الكلية الطبية في الأزهر، ثم يعود لقضاء سنة الامتياز، وعدت من هناك مسرعاً، وصليت الجمعة في مسجد الجمعية الخيرية في شارع الجلاء قرب ميدان رمسيس، حيث كانت الصلاة بأذان واحد، وكانت الخطبة تمس واقع الناس والمسلمين، وعدت إلى البيت لأجد الأخ خليل مع الأخ الأستاذ الشيخ عايش بانتظاري، إذ إن الأستاذ عايش قد دعانا إلى تناول الغداء في بيتهم، ذهبنا وكان الغداء على شرف محمد الكبيسي (2) على ما يبدو، وحضر الدكتور عناد الكبيسي الملحق الثقافي، وحضر بعض معارف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير