تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قد فتح لي بحث الماجستير آفاقاً واسعة لم أكن أحلم بها من قبل، ووضعني على جوهر لم أكن أتصور أني سوف أصل إليه، جوهر الأصالة في الثقافة الإسلامية، وبدأت أدرك كثيراً من الأمور التي كانت غائمة في تصوري، واتضحت لي أمور كانت شائكة، وعرفت فساد كثير مما يذهب إليه جنود الباطل في تشويه حقيقة هذا الدين والطعن عليه، إضافة إلى أني بدأت أُلِمُّ بموضوع القراءات القرآنية وأعرف الكثير من تفاصيلها بعد أن كنت لا أكاد أعرف أسماء القراء، لكن علامات الاستفهام لا تزال كثيرة من حولي وأجد دائماً الجواب في الداخل، وأنتظر لعلي أجده في طيات الكتب، وهنا تبدو الأمور محزنة فأكثر التراث لا يزال مخطوطاً، وكثير من المخطوطات قد ذهبت به الأيام، وما وصل مشتت في أرجاء العالم، ومن يستطيع أن يصل إليها؟ وما يوصل إليه لا يخلو من المشاكل والصعاب، وهذا التراث ينتظر مجهوداً ضخماً لكي يخرج إلى نور الحياة من ظلمات المكتبات، ويطلع العالم على حقيقة ناصعة من خلال هذا التراث، لكن ذلك أمر قد تعجز عنه جهود المؤسسات والحكومات بله الأفراد والهيئات، وكيف مع هذا الخمول الذي تخفيه هذه الشعارات الكاذبة والدعاوى الفارغة من اهتمام بالتراث وحرص عليه ابتغاء عرض زائل، ولكن لا يخلو الأمر من الجهود المخلصة.

العمة مائير!

الثلاثاء 18 شباط 1975م = 7 صفر 1395هـ

قبل أيام كان كيسنجر يغدو ويروح بين عواصم المنطقة في جولته الثامنة، أو أكثر من ذلك، جاء ليتم ما بدأ به أو أن يخطو خطوة أخرى نحو توفير السلام لإسرائيل، وقد مضى على حرب رمضان سنة ونصف تقريباً، والأحوال تتجمد وأمريكا وروسيا ودول أخرى تلعب لعبتها وتنفذ سياساتها في الشعوب الفقيرة المستضعفة وتبيع السلاح والطعام وتمتص الدماء، وإسرائيل لها في تلك الدول من الوسائل ما ترهب به القائمين على الأمر فيها، وتُسَيِّرُهُم كما تريد هي، والعرب مستضعفون خذلوا أنفسهم حين تخلوا عن الدين الذي ارتضاه الله لهم ولغيرهم، وهم يملكون الآن من الموارد ما لا يحصل عليه بلد آخر مما يبيعون من النفط وما يمكن أن تأتي به الأرض من معادن أخرى ومن غلال، ولكن لا يزالون ينتظرون السلام من أمريكا وروسيا على يد كيسنجر وگروميكو الذي ساهم في زرع هذا السرطان في ديار الإسلام، والمحزن أن هنري كان يصرح في أمريكا قبل أسابيع باحتمال غزو الدول المنتجة للبترول والاستيلاء على حقوله، ثم اليوم يُسْتَقْبَلُ بالأحضان كما يقولون، هنري الذي يسمي گولدا مائير العمة، ولا شك في أن اليهود كلهم أبناء للعمة، هو المؤتمن الآن على مستقبل هذه البلاد التي خان حكامها الأمانة منذ أن تعلقوا بالشرق والغرب، واتخذوا هذا القرآن مهجوراً.

شرح العقيلة للجعبري

الأربعاء 19 شباط 1975م = 8 صفر 1395هـ

كنت أتردد هذا الأسبوع على قسم المخطوطات في دار الكتب المصرية، إذ لا تزال هناك مجموعة من المخطوطات القيمة التي ينبغي أن أطلع عليها، وقد اطلعت هذا الأسبوع على جامع البيان في القراءات السبع المشهورة لأبي عمرو الداني، وجمال القراء وكمال الإقراء لعلم الدين السخاوي، ومنذ يوم أمس بدأت أقرأ في شرح الجعبري على عقيلة أتراب القصائد، ويبدو لي أن هذا الشرح من أوسع الشروح، فالشاطبي المتوفى سنة 590هـ نظم كتاب المقنع لأبي عمرو الداني في قصيدة رائية سماها عقيلة أتراب القصائد، وضمنها إضافات عليه، ثم بدأت الشروح عليها، وكان أول من شرحها تلميذ الشاطبي علم الدين السخاوي، وشرحها الحصاري تلميذ السخاوي أيضاً، ثم شرحها الجعبري شرحاً بسيطاً سماه جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد، ومنه ثلاث نسخ خطية: (3) إحداها في دار الكتب المصرية، والأخرى في المكتبة الأزهرية، والثالثة مصورة في معهد المخطوطات العربية عن إحدى المكتبات في السعودية، إن ذهابي إلى دار الكتب صباحاً طبعاً، ثم أمكث في المساء في البيت أدرس المراجع التي أملكها أو أستعيرها من المكتبة، قبل أن ألجأ إلى الفراش لأستريح من متاعب النهار والاستعداد لرحلة الغد، ولا تزال هموم البحث في ازدياد، إذ مضى الآن ما يقرب من أربعة أشهر على عملي وأشعر أني لم أحقق إلا القليل، وأنا حريص على إنجاز هذا البحث بعون اله في أقرب وقت، لعلي أتمكن من العودة إلى العراق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير