تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حضرت اليوم صباحاً مناقشة رسالة علمية مقدمة لنيل درجة الماجستير في آداب اللغة العربية في (أساليب القسم) وقد حصل صاحب الرسالة على الماجستير بدرجة امتياز، وكنت على اتصال بهذه الرسالة منذ أن كانت أوراقاً مفرقة حين كان صاحبها يجمع المادة من بطون الكتب، ثم وهي أوراق مفرقة قبل أن تطبع، وتابعت الطبع بل إني ساهمت في تصحيح بعض الأصول، فهذه الرسالة تربطني بها وبصاحبها قبل ذلك روابط متينة يبدو أنها كانت قد نشأت منذ زمن لكن اكتشافها كان حديثاً في القاهرة فقط، إذ إني لم أكن أعرف صاحب هذه الرسالة قبل وصولي القاهرة وقبل وصوله هو، لكن ما إن تعارفنا حتى وجدت ما يدفعني إلى هذا الرجل البالغ الطيبة والخلق ومتانة الدين، ومع فارق السن الكبير بيننا، إذ إني بمنزلة أحد التلاميذ الذين درسهم، إلا أنه يتعامل معنا كأخ كبير وصديق عزيز، تلك العلاقة التي جمعتنا لم يكن الأمر أكثر من اكتشافها فإذا الأمور تأخذ مجرى يهتدي بسنة النبي عليه الصلاة والسلام والأجيال الأولى ومن نهج ذلك النهج، إن وشيجة الإيمان ورابطة الإسلام لا يمكن أن تعلو عليها رابطة، كم من العراقيين في هذا البلد وكم منهم من معارف، ومن مناطقنا ومن غيرهم، ولكن حتى لو التقينا فإنا لا نرغب في أن نكلم بعضنا بعضاً، ولكن رابطة الإيمان تشد بقوة وتجعل الشعور الأخوي المتبادل أدنى درجات تلك الرابطة (( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)3).

مراجعة مخطوطات

الثلاثاء 1 نيسان 1975م = 19 ربيع الأول 1395هـ

كأني اليوم أعبر إلى مرحلة جديدة في البحث بعد أن أكملت تتبع خصائص الرسم المصحفي، وبدأت اليوم عملية جمع المادة من جديد، وأبدو مسرعاً كأني أسابق الأيام، وقد رأيت أن أخطو خطوة أخرى تحررني من بعض القيود وتدفعني إلى التعامل مع المصادر بحرية أكثر، فبعد أن أتممت تصنيف القراءات العشر وخصائص رسم المصحف أجد لزاماً عليَّ أن أنتهي من تحقيق موضوع الاختلاف في بعض الأحرف بين المصاحف، وعليه فقد قررت قبل أن أمضي في هذا السبيل أن أدرس ثلاث مخطوطات صَوَّرْتُهَا سابقاً من معهد المخطوطات، وأُدَوِّنُ ما فيها من معلومات جديدة، ثم أقوم بعد ذلك بتصنيف أحرف الخلاف في دفتر على شكل جداول، ثم أحاول النظر في أكبر عدد من المصاحف المخطوطة والمطبوعة الموجودة في القاهرة، وأحقق طريقة رسم تلك الأحرف فيها، ولعلي أنتهي من هذه المهمة خلال أيام، وقد انتهيت اليوم من أول تلك المخطوطات، ولا يمر هذا الأسبوع إن شاء الله إلا وقد انتهيت من ثلاثتها، وأكون قد صنفت الأحرف في سِجِلٍّ أعددته لذلك، وأشعر أن شيئاً قد بدأت أفكر به حول تأخري أو عدم تقدمي السريع في البحث فأنا أعمل الآن وهذا الشعور يدفعني إلى السرعة، ولكن أرجو أن تكون السرعة الهادئة التي لا تضيع شيئاً.

متابعة من غير نتيجة

الأربعاء 2 نيسان 1975م = 20 ربيع الأول 1395هـ

منذ أكثر من شهر ذهبت إلى كلية أصول الدين في جامعة الأزهر، وقابلت السيد (س) الذي ... وعدني أنه سيتيح لي الاطلاع على رسالته ... واليوم ربما للمرة الرابعة ذهبت إلى هناك ولكنه لم يجلبها، وتضايقت من هذا الأمر، واستعنت بالله وخرجت من حرم الجامعة (( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)4).

توقفت عند أكشاك المكتبات الصغيرة القريبة من الأزهر، كان أحدهم قد وعدني أن يحضر لي كتاباً في الرسم مطبوعاً في تركيا، كنت أحسب أنه المقنع وذهبت إليه أكثر من ثلاث مرات، وفي كل مرة يقول: كنت مريضاً (عَيَّان والله، مَعْلِشْ مُرْ بعد كم يوم) ولكني هذه المرة أنهيت الأمر معه، ولن أعود إليه مرة أخرى، وبعد ذلك جئت إلى مكتبة الجامع الأزهر، دخلت ولم يكن هناك من الموظفين إلا الساعي ذي الوجه القرمزي والشعر الأبيض والعينين الصغيرتين، مرة يجتمعون أكثر من عشرة ومرة لا تجد أحداً، وحضر وهو أكثرهم تذمراً، (مِشْ عايز أشتغل) هذا هو شعاره، طلبت كتاباً، وبعد قليل جاء الرد (مش موجود .. النور .. الظلام) ليتهم غاصوا في الظلام! وعدت إلى البيت متعباً من غير فائدة.

گلالَهْ

الخميس 3 نيسان 1975م = 21 ربيع الأول 1395هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير